جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
فتحي عبد السميعنصوص

كان صوتي بَشريا بلا شك

 

فتحي عبد السميع

كان صوتي بَشريا بلا شك

وربما كانت لي حبيبةٌ

أغنِّي لها في الخلاء أو تحتَ  الشبابيك

لا يمكِنُ أن أكونَ ولِدْتُ هكذا

بحنجرةٍ نِصفُها عواء

والآخر أنين.

أذْكُرُ أني كنتُ صَبيا

وأنهم ضَبَطوني أتطلَّعُ أثناءَ سيري

إلى ذراعيَّ المفتوليْن

وصدري الذي يبرزُ مِن الجلباب

أذْكُرُ أنهم حَبَسوني في بنايةٍ مهجورةٍ

وفي الصباح

أوثَقوني في جمّيزةٍ مثلَ لعنةٍ

وجَمَعوا الناسَ في صفٍ طويل

أمَروهم بِصَفْعِي

ثم جرَّدوني مِن ملابسي

تَرَكوني أعودُ إلى الدار

وكفَّايَ بين فخذَي

يُرْبِكانِ هرولَتي

ولا يَنجحانِ في سَتْرِ عورتي.

لا شكَّ أنني كنتُ صبيا شقيا

أصعَدُ النخلةَ

وأصطادُ الزنابيرَ

أعتبِرُ السعفةَ فَرَسا

وأرمَحُ بها في الشوارعِ

أغيبُ في الزراعاتِ

كي أُنعِشَ جسدي في حضنِ الترعةِ

وأملأ حِجْرَ أُمِّي

بالثمارِ التي اكتَمَلَ نضجُها

وخَشِي التُّجارُ فسادَها في الطريق

لا شكَّ أنني كنتُ صبيا جميلا

غيرَ أني لا أذْكُرُ شيئا

قبْلَ اشتعالِ النارِ في بيتِنا

وخروجي منها

بلا أهلٍ ولا ذكريات

مخلوقا مِن الرمادِ الخَشِن

يَرْهبُ النهرَ والعصافير

ولا يَعثرُ على نفسِه إلا هنا

وسْطَ الزوايا التي

لا يلمسُها النورُ أو الهواء

يُعطي ظهْرَه للنافذةِ

ويفكِّرُ بهدوءٍ

في ارتكابِ الجرائمِ التي دَفَعَ ثمنَها

ولم يرتكبها.


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *