الناس فيما تعشق مذاهب و فيما تكره أيضا
العقيد بن دحو
يعود مذهب العشق او مذهب الحب إلى الشاعر
السيريالي (اليوار) وظهر المذهب بفرنسا القرن التاسع عشر.
المذهب بمعنى مدرسة.لكن حديثنا ليس روميو ولا باقي
الشعراء السيرياليين.انما لا تسأل الناس لماذا أحببت هذا وكرهت هذا بشرا او حجرا
او شكرا. فالحب قام على عجة تجارب يمر بها البشر سعيدة و تعاسة و مع الايام تتبلور
هذين القدمين و بالتراكم و الاضافات تصير حلما و الحلم يصير كلمات و الكلمات تصير
أفكار و الأفكار افعالا.بل تصير مجموعة من التطورات الفلسفية ؛ إلى ام تصير وحدات
و الوحدات نهجا و اسلوبا و تحليلا و شرحا منطقيا إلى أن يصير مذهب او مدرسة نموذج
او أمثلة اذا ما تكررت التجربة.
كما علمنا التاريخ البشري ان الوجدان و العلاقات
الإنسانية بحلوها و منها تتكرر باستمرار بعيدة التاريخ مرة في شكل مأساة و تارة في
شكل مسخرة.
الناس فيما تعشق و تحب مذاهب تعالج كمعالجات خاصة
نفسية عاطفية و جناني لكنها غير بعيدة عن العقل ، حتى ان كان الجنون _ ملح العقل _
الذي يحمي العقل من الفساد!.
والناس ايضا فيما تكره مذاهب.
بالعودة إلى السيريالية مجدداللشاعر
السيريالي(بودلير) في مجموعته الشعرية (أزهار الشر).Les fleurs
du Mal.
اذ بقدر ما يصور لنا الشاعر الشر بين ضهرانينا و
لم يسقط علينا من السماء ، شجرة كباقي الأشجار تكاد خراعبها غورا بحثا عن الحياة
لها اغاني وتورق ثم تزهر ثم تتحول الأزهار ثمارا!.
مذهب و مدرسة لكن فيما يكره الناس ، الكراهية ايضا
؛ تماما كالبحر من اجل الحب بقدر ما تكون الكراهية من اجل الكراهية على ان تكون
ختامها نهجا. اسلوبا وفلسفة تصور تعرض على جمهور معين له نفس مواصفات أزهار الشر.
كما تقول السيريالية ايضا الحب وطن الحلول
التلقائي المباشر بينما الكراهية معظم الناس أشرار ولكن من يفعل الشر في الآخرين
يفعل الشر في نفسه اولا.
صدق المثل الشعبي القائل : اللي أحبني دار اجميل
فيا و اللي كرهني ما حفر لي قبر .
كان لا بد احيانا ان نعالج الحكم بافكار و تصو آت
ذهنية عالمية ولانكتفي بالقول فقط دون أن نتمناه فيما تخفيه الكلمة من طقوس و
أسرار.
فالكراهية التي تصنع قصيدة جميلة تصيرحبا.
وهكذا دواليك... الامور نسبة غير ان البشر يقضي
وهو لن يروح بكل اسراره حبا وكراهية مادامت النفس طقس و قضائه وقدره و أسطورة
الازليه يموت وسره معه ، ومع هذا لن يبوح بشيئ حنى ل
ام النها جهارا نهارا كراهية ام حبا..ذ
