من مصنّف لى بعنوان [ من أقوال الفاروق
عمر بن الخطاب ،، رضى الله عنه وأرضاه البليغة ،، علي غرار نهج البلاغة للإمام علي
كرم الله وجهه ] أقتطف للقاريء الكريم ما يأتى :
قرأت ( نهج البلاغة ) لجدى الإمام على
كرم الله وجهه ، مع ما دوّن من خلافات بين المحققين فى نسبته إليه ،،،
ومهما يكن من الأمر ،،
فقد رأيت أن أبحث فى تراث أمير المؤمنين
الفاروق أبى حفص عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، مما قاله من مأثورات المواعظ والحكم
القيمة ، فوجدت تراثا ثريا عظيما يتسم بالفصاحة والبلاغة ، والبيان العربى الجلى ،
جديرا بجمعه وتحصيله على غرار ( نهج البلاغة ) ،،،
فصنفت مصنفا ، أحمد الله تعالى على
التوفيق إليه ،،، عنوانه :
[ من أقوال الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله
عنه وأرضاه البليغة ،، علي غرار نهج البلاغة للإمام علي كرم الله وجهه ] ،،
وقبيل أن نعرض هذا يجدر بنا أن نسجل
شذرات من ترجمته رضى الله عنه وأرضاه :
• هو الفاروق أبو حفص عمر
بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب
بن لؤي بن غالب القرشي العدوي .
وفي كعب بن لؤي بن غالب يجتمع نسبه مع
سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
* أمه حنتمة بنت هاشم بن المغيرة المخزومية .
• جده نفيل بن عبد العزى ، ممن كانت قريش
تتحاكم إليه .
• ولد بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة .
• كان من أشراف قريش، وإليه كانت السفارة ،
فهو سفير قريش، فإن وقعت حرب بين قريش وغيرهم ـــ وقلما وقعت ــ بعثوه سفيرا.
• تزوج وطلق عدة نساء في الجاهلية والإسلام
، وله ثلاثة عشر ولدا.
تزوج من زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب
بن حذافة بن جمح ، تزوجها فى الجاهلية في مكة، ثم أسلما وهاجرا معا إلى المدينة ،
ولدت له حفصة أم المؤمنين رضى الله عنها وأرضاها وعبد الرحمن وعبد الله ،
وتزوج من مليكة بنت جرول الخزاعية،
تزوجها في الجاهلية ، فولدت له زيدا و عبيد الله ، ثم طلقها عقب صلح الحديبية ، من
بعد نزول قوله تعالى { ولا تُمَسِّكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ } ، فتزوجها أبو جهم
بن حذيفة ،
وتزوج من قريبة بنت أبي أمية بن المغيرة
المخزومى، أخت أم المؤمنين أم سلمة رضى الله عنها وأرضاها ، تزوجها عمر في
الجاهلية ، فلما أسلم ، بقيت هي على شركها زوجة له، حتى نزل قوله تعالى { ولا
تُمَسِّكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} . الممتحنة 10 ،، عقب صلح الحديبية، فطلّقها ،
ولم يرد أنها ولدت لعمر.
وتزوج من جميلة بنت ثابت بن أبي الأقلح
الأوسية الأنصارية ، وهي أخت عاصم بن ثابت ، ولدت له ولدا واحدا ، هو عاصم ، ثم
طلقها عمر. فتزوجت من بعده زيد بن حارثة ، فولدت له عبد الرحمن بن زيد بن حارثة ،
فهو أخو عاصم بن عمر.
وتزوج من عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل
بن عدي ، أخت سعيد بن زيد ، أحد العشرة المبشرين بالجنة، ولدت له ولدا واحدا هو
عياض بن عمر ، وكانت عاتكة زوجة لعبد الله بن أبي بكر من قبل عمر، ثم تزوجت من
الزبير بن العوام بعد استشهاد عمر،
وتزوج من أم حكيم بنت الحارث بن هشام بن
مخزوم ، كانت تحت عكرمة بن أبي جهل ، فقتل عنها في معركة اليرموك شهيدا ، فخلف
عليها خالد بن سعيد بن العاص ، فقتل عنها يوم مرج الصفر شهيدا ، فتزوجها عمر بن
الخطاب ، فولدت له فاطمة بنت عمر، و اختلفت الأقوال في طلاقه لها .
وتزوج من امرأة من اليمن يقال لها لهية ،
فولدت له عبد الرحمن الأصغر.
ثم تزوج من أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب
رضى الله عنه ، تزوجها وهي صغيرة السن، وذلك في السنة السابعة عشر للهجرة، وبقيت
عنده إلى أن استشهد ، وهي آخر أزواجه ،،، ونقل الزهري وغيره أنها ولدت لعمر زيدا
ورقية ،
• أسلم عمر في ذي الحجة
من السنة السادسة من النبوة ، و ذلك بعد إسلام حمزة بن عبد المطلب رضى الله عنه
بثلاثة أيام ، وكان ترتيبه الأربعين في الإسلام ،
• لم يهاجر أحد من المسلمين من مكة المكرمة
إلى المدينة المنورة علانية إلا عمر بن الخطاب ،
• شهد جميع المواقع والغزوات مع سيدنا رسول
الله صلى الله عليه وسلم ،
• توفي خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم
أبو بكر الصديق رضى الله عنه وأرضاه من بعد أن وصى بالخلافة من بعده لعمر بن
الخطاب ،
• قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فى عمر بن الخطاب ، يمدحه ويثنى عليه :
" لم أر عبقريا يفري فريّه " .
وكان عمر رضى الله عنه وأرضاه صاحب
أوليات كثيرة متنوعة ،، منها :
• أول من أشار بتأخير
مقام ابراهيم .
• أول من عمل توسعة للمسجد الحرام في العصر
الإسلامي .
• أول من عمل توسعة للمسجد النبوى في العصر
الإسلامي .
• أول من وضع تأريخا للمسلمين ، و اتخذ
بدايته من هجرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
• أول من عسّ في الليل بنفسه ، ولم يفعلها
حاكم قبله ، ولا يعلم أحد عملها بانتظام من بعد عمر .
• أول من اتخذ الدرّة ( عصا صغيرة ) و أدّب
بها ، حتى قال بعض الصحابة رضى الله عنهم جميعا :
( و الله ،،، لدرّة عمر أعظم من أسيافكم ،
و أشد هيبة في قلوب الناس ).
• أول من ابتدع صلاة التراويح فى شهر رمضان
فى جماعة .
• أول من أجلى اليهود من الجزيرة العربية
إلى الشام.
• أول من مصّر الأمصار .
• أول من دوّن ديوانا للجند لتسجيل أسمائهم
ورواتبهم .
• أول من حدّد مدة غياب الجنود عن زوجاتهم
( 4 أشهر ) .
• أول من عقد مؤتمرات سنوية للقادة والولاة
ومحاسبتهم ، و ذلك في موسم الحج .
• أول من أحصى أموال عماله وأمرائه وولاته
، وطالبهم بكشف حساب أموالهم ( من أين لك هذا ؟) .
• أول من أمر أمراءه بموافاته بتقارير
مفصلة مكتوبة عن أحوال الرعية فى الأمصار .
• أول من مهّد الطرق ، إذ قال : ( لو عثرت
بغلة فى العراق لسألنى الله تعالى عنها : لمَ لمْ تمهد لها الطريق يا عمر ) .
• أول من أسقط الجزية عن المعدمين والعجزة
من أهل الكتاب، فأعفى منها الشيوخ والنساء والأطفال .
• أول من أعطى معدمى أهل الكتاب من بيت مال
المسلمين .
• أول من أمر بأن تؤخذ الجزية من أهل
الكتاب على حسب المستوى المعيشى وجعلها ثمانية وأربعين درهمًا على الأغنياء،
وأربعة وعشرين على متوسطي الحال ، واثني عشر درهمًا على الفقراء.
• أول من منع هدم كنائس النصارى فى الأمصار .
• أول من أتخذ دار الدقيق ( التموين ) .
• أول من جعل الخلافة شورى من بعده بين عدد
محدد من الرجال .
• فتحت في عهده بلاد وأمصار كثيرة ،، من
مثل الشام والعراق وفارس ومصر وبرقة وطرابلس الغرب وأذربيجان ونهاوند وجرجان.
وفى صلاة الفجر من يوم الأربعاء السادس
والعشرين من ذي الحجة سنة (23هـ) طعنه اللعين أبو لؤلؤة المجوسي بخنجر، ثم طعن
نفسه ،،
ومن ثم تحققت أمنية الفاروق أن يموت
شهيدا ، ودفن مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم والصديق أبي بكر رضى الله عنه
وأرضاه .
وهذه بعض مقتطفات من أقواله :
• عن إسماعيل بن قيس، قال:
لما قدم عمر الشام ، استقبله الناس وهو
على بعيره ، فقالوا: يا أمير المؤمنين ،، لو ركبت برذونًا ، يلقاك عظماء الناس
ووجوههم ،
فقال: لا أراكم ههنا ، إنما الأمر من
ههنا ، ( وأشار بيده إلى السماء ) ، خلّوا جملي .
رضى الله عنه وأرضاه ،،
وسلام عليه فى الخالدين .
فتأمل .
صلاح جاد سلام
***********************
***********************