جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك

 

نصوص قصصية متمردة

 


نبيل عودة

 

1 - ملـــوك خالـــدون

 

تنشقت الرياح السامة، بلغت الأفق ولامست السماء. تدحرجت وراء الأضواء المتشابكة الألوان.

 

غابت الشمس بقفزات.. وساد ظلام.

 

تضخمت المسيرة وتضخمت. علت هتافات من كل الأطراف. جمعت الكلمات .. فتاهت مني المعاني.

 

سرت في متاهات الأرض. خضت في الشبق الإعلامي. توسمت النصر من عروش الأرض وسلاطين العرب.

 

انتظرت. ما زلت انتظر.. ماذا أنتظر؟!

 

ذهبت لعرافة في عاصمة باردة.

 

أشعلت النار وفنجرت عينيها. أرغت وأزبدت. حامت حول نفسها وحولي وحول النار. تمتمت بكلمات مفهومة وكلمات غير مفهومة. ثم زعقت رافعة يديها إلى الأعلى:

 

- لن يبقى إلا أربعة عروش لأربعة ملوك...

 

- ملوكنا يا سيدتي؟

 

- بسبب ملوككم يا أغبياء ستسقط كل العروش.. وتبقى ملوك الورق.

 

- وجمهورياتنا الملكية يا سيدتي..؟

 

سألت كأبله. سح عرقها وهي تتأملني بغضب. طردتني من بيتها. أوصدت الباب دوني وهي تزعق:

 

- ملوك الورق خالدون... لا شيء غير ملوك الورق.

 

فحرت في أمري.. أعيتني معاني الكلام ، فجلست أستريح وأتأمل!!

 

2-نرسلها لك بسعادة....

 

رن التلفون في آخر الليل، كان المتحدث "زامر المسلح"، فقيه الأدب، ما كدت أقول حرفاً إلا وكلماته تتدفق.

 

- وصلت لصانع شواهد القبور؟

 

- أجل، لكن ما العجلة لتتصل في هذه الساعة؟

 

- أريد أن تجهّز لي شاهد قبر.

 

- حسناً تعال غداً...

 

- ولكن المرحومة عزيزة علي، وأريد أن أطمئن إلى أني في العنوان الصحيح.

 

- يا حبيبي، هل تعرف كم الساعة الآن، الصباح رباح... نحضر لك بدل الشاهد شاهدين.

 

- لا فقط واحد... هل انقلك النص ؟ رأيت أن الشخص بالطرف الآخر لا يسمع إلا صوته، قلت:

 

- هات... ماذا نكتب؟!

 

- أكتب: هنا ترقد الزوجة الغالية نيروز، رجاء يا الهي استقبلها بسعادة مثل ما أرسلها لك بسعادة!!!

 

3 - هنا يرقد رامي سعيداً

 

كان رامي يحب الحياة ويحب المناصب ولو على خازوق.

 

تقدم به العمر وهو مكانك عد.

 

كان ينظر حوله ويشتاط غضباً. كلهم صاروا حملة ألقاب وهو ما زال قطروزاً رغم شعوره أنه أفضل من الجميع، وشهاداته تملأ حيطان الديوان.

 

كان يغضب حين يقال أن فلاناً أنهى الجامعة ونال لقب جامعي وما هي إلا بضع سنوات واذا هو في القمة... وأنت يا رامي مضت سنوات عمرك بلا فائدة، رغم شهاداتك وثرثرتك.

 

كيف ينجح الآخرون، وانت مكانك عد؟!

 

قضى جل أيام عمره غاضباً. ربما لهذا السبب تعقدت دروب الحياة أمامه أكثر.

 

عندما تقدم به العمر، وبات يتحرك بصعوبة، فكر وقال لنفسه لا بد أن أجعل من موتي حدثا لا ينسى اخوزق به الجميع ، عندها سيعرفون ان رامي كان ذكيا جدا.

 

قبل موته بيومين انتهى من كتابة وصيته، ولأول مرة يشعر بالرضاء عما أنجزه، قال المعزون:

 

- أخيراً انتقل إلى ربه راضياً مرضياً.

 

المفاجأة كانت في وصيته التي فتحت بعد انتهاء مراسيم العزاء. كتب كلمات قليلة:

 

- انقشوا على شاهد قبري كفة يدي مضمومة الأصابع إلا الاصبع الأوسط بارزاً إلى أعلى وتحتها "هنا يرقد رامي سعيداً"!!

 

4-احذر أن تقربه

 

كان الحوار حاداً حول الميت المسجّى. زامر توفاه الله: وهم أهله الوحيدون فهل هم مكلفون بأجره ودفنه بسبب رباط العائلة؟

 

البعض اعترض وقالوا أنهم براء من زامر حتى اليوم الآخر، لقد نهب بيوتنا وسطى على أموالنا وأملاكنا، وأبقانا على البلاطة، لتأكل لحمه القطط والكلاب، الأمر لا يخصنا.

 

قال كبيرهم: يا جماعة الخير مهما كان في دنياه حسابه عند ربه، انه يحمل اسمنا، ونحن نقوم بواجبنا نحو عائلتنا، صحيح أنه نهبنا، ولنعتبر ان مصروفات دفنه هي سرقته الأخيرة لنا.

 

- بل يسرقنا حتى في مماته!!

 

وبتردد ، وبسبب ضغط كبير العائلة ، دفع كل فرد حصته مجبراً لتغطية مصروفات الجنازة والأجر.

 

دفنوه، وسارعوا ينهون أيام العزاء بأقل من يومين، لقلة عدد المعزين. كان واضحا ان زامر لم يترك أحدا بعيداً عن شره. كانت يده تطول جميع أهل البلد.

 

عندما طرح كبير العائلة ضرورة إقامة شاهد على قبره استهان الأقارب بذلك وتذمروا ، قال أحدهم:

 

- اسمه مثل الزفت، حتى لعزائنا بموته لم يحضر إلا نفر قليل، والشاهد يوضع لمن يعزّ على أبناء عائلته.

 

أصرّ كبير العائلة أنه يعرف ما يعتمل بالصدور، وللعائلة اسمها وكرامتها ولا يمكن أن تتخلى عن شخص يعد من أبنائها، ستصبح سمعتنا في الحضيض.

 

وهكذا أقنعهم، أو ملّوا النقاش، ووضع كل منهم ما يقدر عليه، وأوصوا له على شاهد لقبره، وقرر كبير العائلة حتى يبرئ ذمته أمام الخالق عندما يحين أجله بأن يكتب على شاهد القبر:

 

- نرسل لك أيها الرب ابن عائلتنا زامر، الذي أفرغ جيوبنا وسرق أملاكنا، نحن غفرنا له ونطلب أن تغفر له أيضا، ولكن إذا غفرت له احذر ان تقربه من عرشك!!.

 

5- لقاء في الجامعة

 

بعد سنوات طويلة من الفراق ، التقى الصديقان اسامة وغالب في الجامعة . اندفعا لعناق بعضهما بشوق .

 

- اهلا اسامة .. مر وقت طويل منذ افترقنا

 

- ثلاث سنوات وكأنها دهر كامل يا غالب

 

- ليتها تعود ايام زمان

 

- ونستعيد ايام الشباب الباكر .

 

- أيام الدراسة الثانوية والعابنا بالحارة

 

- انت غادرت حارتنا

 

- ومنذ ذلك الوقت افترقنا

 

- ماذا تفعل في الجامعة اليوم ؟

 

- وصلت امس يا غالب وهذا يومي الأول ، امامي اربع سنين حتى نهاية الدراسة ، وانت كم تبقى لك لتنهي الجامعة ؟

 

- بقيت لي الحمامات في الطبقة الأخيرة وانهي ..

 

nabiloudeh@gmail.com


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *