شم النسيم ...عيد المصريين
اعداد د.احمد الخواجه
______
__________
هو واحد من أعياد مصر
القديمه وترجع بداية الاحتفال به إلى ما يقرب من
خمسة آلاف عام أي نحو
عام 2700 ق.م وبالتحديد إلى أواخر الأسرة الثالثة
الفرعونيةويحتفل به الشعب المصري حتي الآن.. كان
بعض المؤرخين يرون
أن بداية الاحتفال به ترجع إلى عصر ما قبل
الأسرات ويعتقدون أن الاحتفال
بهذا العيد كان معروفًا في مدينة هليوبوليس
"أون "وترجع تسمية شم النسيم
بهذا الاسم إلى الكلمة
الفرعونية "شمو وهي كلمة مصريةقديمة لها صورتان
وهو عيد يرمزعند قدماء المصريين إلى بعث الحياة
وكان المصريون القدماء
يعتقدون أن ذلك اليوم
هو أول الزمان أو بدأ خلق العالم كما كانوا يتصورون
وقد تعرَّض الاسم
للتحريف على مرِّ العصوروأضيفت إليه كلمة "النسيم لارتباط
هذا الفصل باعتدال
الجو، وطيب النسيم وما يصاحب الاحتفال بذلك العيد من
الخروج إلى الحدائق
والمتنزهات والاستمتاع بجمال الطبيعة
وكان قدماء المصريين
يحتفلون بذلك اليوم في احتفال رسمي كبير فيما يعرف
بالانقلاب الربيعي وهو اليوم الذي يتساوى فيه
الليل والنهاروقت حلول الشمس
في برج الحمل فكانوا يجتمعون أمام الواجهة
الشمالية للهرم قبل الغروب
ليشهدوا غروب الشمس فيظهرقرص الشمس وهو يميل نحو
الغروب مقتربًا
تدريجيًّا من قمة الهرم
حتى يبدو للناظرين وكأنه يجلس فوق قمة الهرم وفي تلك
اللحظة يحدث شيء عجيب
حيث تخترق أشعة الشمس قمة الهرم فتبدو واجهة
الهرم أمام أعين المشاهدين وانشطرت إلى قسمين
وما زالت هذه الظاهرة العجيبة
تحدث مع مقدم الربيع في الحادي والعشرين من مارس
كل عام في الدقائق
الأخيرة من الساعة السادسة مساءً نتيجة سقوط
أشعة الشمس بزاوية معينة
على الواجهة الجنوبية للهرم فتكشف أشعتها
الخافتةالخط الفاصل بين مثلثي
الواجهة الذين يتبادلان الضوءوالظلال فتبدو
وكأنها شطران وقد توصل العالم
الفلكي والرياضي
البريطاني "بركتور" إلى رصد هذه الظاهرةوتمكن من تصوير
لحظة انشطار واجهة
الهرم في عام 1920م كما استطاع العالم الفرنسي أندريه
بوشان في عام 1934م تسجيل تلك الظاهرة
المثيرةباستخدام الأشعة تحت الحمراء
اهتم المصريون منذ
القدم بعيد شم النسيم اهتمام خاص جدا حتى التاريخ المعاصر
---------
------
ويتحول الاحتفال بعيد
"شم النسيم مع إشراقة شمس اليوم الجديدإلى مهرجان شعبي
تشترك فيه طوائف الشعب المختلفةفيخرج الناس إلى
الحدائق والحقول والمتنزهات
حاملين معهم أنواع
معينة من الأطعمةالتي يتناولونها في ذلك اليوم، مثل البيض
والفسيخ والخَسُّ والبصل والملانة (الحُمُّص
الأخضر)وهي أطعمة مصرية ذات
طابع خاص ارتبطت بمدلول
الاحتفال بذلك اليوم عند الفراعنة بمايمثله عندهم
من الخلق والخصب
والحياة فالبيض يرمز إلى خلق الحياة من الجماد
وقد صوَّرت بعض برديات
منف الإله "بتاح" إله الخلق عند الفراعنة وهو يجلس
على الأرض على شكل البيضة التي شكلها من
الجمادولذلك فإن تناول البيض
في هذه المناسبة يبدووكأنه إحدى الشعائرالمقدسة
عند قدماء المصريين وكانوا
ينقشون على البيض
دعواتهم وأمنياتهم للعام الجديد ويضعون البيض في سلال
من سعف النخيل يعلقونها
في شرفات المنازل أو في أغصان الأشجارلتحظى
ببركات نور الإله عند شروقه فيحقق أمنياتهم وقد
أخذ اليهود عن المصريين
احتفالهم بهذا العيد،
فقد كان وقت خروجهم من مصرفي عهد "موسى عليه
السلام مواكبًا لاحتفال
المصريين بعيدهم وقد اختار اليهود على حَدِّ زعمهم
ذلك اليوم بالذات لخروجهم من مصر حتى لا يشعر
بهم المصريون أثناء
هروبهم حاملين معهم ما سلبوه من ذهب المصريين
وثرواتهم؛ لانشغالهم
بالاحتفال بعيدهم ويصف
ذلك "سِفْر الخروج من "العهد القديم" بأنهم طلبوا من
المصريين أمتعة فضة وأمتعة ذهب وثيابًاوأعطى
الرَّب نعمة للشعب في عيون
المصريين حتى عاروهم فسلبوا المصريين واتخذ
اليهود ذلك اليوم عيدًا لهم
وجعلوه رأسًا للسنة
العبريةوأطلقوا عليه اسم "عيد الفِصْح"وهو كلمة عبرية
تعني الخروج أو
العبورتيمُّنًا بنجاتهم واحتفالاً ببداية حياتهم الجديدة
وعندما دخلت المسيحية
مصر جاء "عيد القيامة موافقًا لاحتفال المصريين
بعيدهم فكان احتفال المسيحيين "عيد القيامة
–في يوم الأحد ويليه مباشرة
عيد "شم النسيم" يوم الإثنين وذلك في
شهر برمودة" من كل عام وسبب
إرتباط عيد شم النسيم
بعيد القيامة هو أن عيد شم النسيم كان يقع أحيانا في
فترة الصوم
الكبيرومددتة 55 يوما كانت تسبق عيد القيامة ولما كان تناول
السمك ممنوع على
المسيحين خلال الصوم الكبيروأكل السمك كان من
مظاهر الاحتفال بشم
النسيم فقد تقرر نقل الاحتفال به إلى ما بعد عيد القيامة
مباشرةومازال هذا
التقليد متبعا حتى يومنا هذا
واستمر الاحتفال بهذا
العيد تقليدًا متوارثًا تتناقله الأجيال عبرالأزمان والعصور
يحمل ذات المراسم
والطقوس وذات العادات والتقاليد التي لم يطرأ عليهاأدنى
تغيير منذ عصر الفراعنة وحتى الآن ليتَنَسَّموا
النسيم أو كما يقولون ليشموا
النسيم وهم يعتقدون أن
النسيم –في ذلك اليوم- ذو تأثير مفيد ويتناول أكثرهم
الغذاء في الريف أو في النيل وهي نفس العادات
التي ما زال يمارسها
المصريون حتى اليوم
_________________________
اعداد د.احمد الخواجه