لساني للعالم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــفتحي عبد السميع
أَمُدُّ لِسَاني لكلِّ شيء
وأقفِزُ ضاحِكا
ألاعِبُ الهواءَ والحَصَى
ولا أمشي في شارعٍ مرتَيْن.
كلما عثرتُ على كلامٍ
يَعبُرُ غيْرَ معتمِدٍ على حنجرة
أضعُ ذراعَه على كتفي
ونَمضى معا .
ما الذي يَجرحُ بائعي الخضار
عندما أحكى مع الهواء
أو أجمَعُ الحَصَى في كُمِّ جِلبِابي ؟
ما الذي يَجرحُهم
حتى يقذفوني بالثمارِ المعطوبةِ
ويخَتبئوا في النداءِ على الزبائن
تاركينَ ضَحِكَاتِهم تَنزلِقُ مِن سراويلِهِم ؟
لا شيءَ يُزعِجُني سِوى صوتي الأجشِّ
حين يَبْتَلُّ فجأةً
بأغنيةٍ لم أسمَعْهَا منذُ سنوات .
كأنه كان غائبا
عندما دفنتُ ذاكرتي
بيدَيّ هاتَيْن
عندَ الساقيةِ المهجورة .
كأنه لم يَكُنْ مَعِي
حين قَفَزتْ مثلَ قرموط
ودُسْتُ عليها بِحذائي
قبْلَ أن تَهربَ في جِذعِ شجرةٍ
أو منقارِ عصفور .
كأنه لم يَكُنْ مَعِي
وأنا أمشى سعيدا بنواةِ النسيان
وهى تذوبُ في فَمِي .
لا أسيرُ في شارعٍ مرتَيْن
ولا أنامُ في موضِعٍ مرتَيْن
ما حاجتي لسريرٍ يبوحُ بأحلامي
عندَ أولِ صفْعَةٍ مِن مُخْبِر؟
ما حاجتي لبيتٍ تَصطادُني الأشباحُ فيه
ما دُمتُ أَمُدُّ لِسَاني لكلِّ ما يُقتَنَى ؟
ما حاجتي لبيتٍ
ما دُمتُ لا أنوى استضافةَ آدَميينَ
يُخطِّطونَ لِخيانتي
بينما أُعِدُّ لَهُم أكوابَ الشاي ؟
أَمُدُّ لِسَاني لبائعي الخضار
لأولادٍ
يَصنعونَ عُرْسَا مِن مُروري
للنسوةِ في الشُّرُفَاتِ وهُنَّ يَحلُمْنَ
بِغَسْلِ جِلبَابي
للزمنِ الذي يتبعني
محاوِلا أن يِفهمَ
كيف أعثُرُ في كلِّ خطوةٍ على أفقٍ ومَسرَّة
كيف أَمُدُّ لِسَاني للعالم
دونَ أن يَنجحَ في وأْدِ ابتسامتي ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من مجموعة تمثال رملي واللوحة للفنان سيد سعد
الدين