أثر اللغة العربية على اللغات الإفريقية(اللغات السنغالية نموذجا): بقلم: د. محمد المختار جيي
"أثر اللغة العربية على اللغات الإفريقية
(اللغات السنغالية نموذجا):
بقلم: د. محمد المختار جيي
_السنغال
*استاذ وباحث
أكاديمى
*رئيس التجمع
الوطني لنشر الثقافة الإسلامية
في السنغال.
¶|
مؤتمر"ملتقى النقد الأدبي العالمي"¶|
_اليوم الثالث (٢٣ يناير ٢٠٢٣م)
--------------------------------
----------------------------------------
يرجع اتصال
العرب بإفريقيا جنوب الصحراء لعهود قديمة ، فقد وسّعت ممالك اليمن القديمة نفوذها
حتى وصلت إلى القرن الإفريقي والحبشة، كما كانت علاقة غرب إفريقيا بشمالها قديمة،
وقد تأسّست في إفريقيا ممالك وإمبراطوريات ذات جذور عربية إسلامية، وقد كان لذلك
الأثر العميق في تبلور بعض اللغات الإفريقية كلغات هجينة عربية، وقد لعب في هذا
أيضا دور التصاهر بين العرب والأفارقة، وكذلك تلك العلاقات التّجارية والفتوحات
الإسلامية.
ومع ظهور
الإسلام، وتطوّر الحضارة العربية الإسلامية وازدهارها اشتد التّأثير العربي لغة
وثقافة؛ ليصل العمق الإفريقي وأقاصي الغرب منه.
وعلى هذا
فاللّغة العربية لم تكن مجهولة عند الأفارقة، وإن كان معظمهم لا يتقنونها، ولكنّها
كانت فقط مجرد لغة للتّفاهم مثل اللغات الأخرى. ولما نزل القرآن الكريم باللّغة العربية أصبحت تكتسب طابعا آخر، وهو
الاحترام والتّقديس، وكان لزاما على كلّ من يعتنق الإسلام أن يتقبّلها. ونتيجة
لذلك ، تأثرت العديد من اللغات العالمية بالغة العربية ، وكان من بينها اللغات
الإفريقية بصفة عامة، واللّغات السّنغالية المحلية بشكل خاص.
المحور
الأول:
I–
أهم اللغات الإفريقية:
اللّغة هي
طريقة التواصل بين الشّعوب والنّاس من مختلف المنابت والأصول، وتختلف الّلغة في
تعريفها من شخص لآخر، ومن منطقة لأخرى، ويعرفها ابن جني بقوله: “إنّها أصوات يعبّر
بها النّاس عن أغراضهم”، وفي أفريقيا تنوعت واختلفت اللّغات بتنوع الأجناس
والقبائل.
و بناءا على
هذا ففي إفريقيا جنوب الصحراء يوجد العديد من اللّغات واللّهجات، ويرى البعض أنّ
هناك أكثر من 600 لغة يتحدّث بها أبناء القارة فضلا عن آلاف اللّهجات، فعلى سبيل
المثال، في كونغو الديمقراطية (زائير سابقا) حوالي 350 لغة، من بينها أربع لغات
يستخدمها عدد كبير من سكان البلد.
وفي غانا تمّ
إحصاء ما بين 47 و 62 لغة، وفي ساحل العاج حوالي 72، وفي الكاميرون 62، وفي
السنغال حاليا 22 لغة مقنّنة ومتداولة بين سكان البلد (1).
و يصنّف بعض
الباحثين اللّغات الإفريقية إلى فصائل و مجموعات لغوية كبرى وفقا للقرابة و هذه
الفصائل هي:
1- فصيلة
اللّغات النّيجر- كونغوية.
2- فصيلة
اللّغات الأفرو-آسيوية.
3- فصيلة
اللّغات النّيلية-الصّحراوية.
4- فصيلة
لغات الخويسان.
5- فصيلة
اللّغات الأسترونيزية.
ويشار إلى
أنّ أكبر اللّغات في إفريقيا و أهمّها تتمحور حول ست لغات أساسية، وهي:
1-
السّواحلية:
وهي لغة
اتصال وكتابة، وقد انتشرت في كثير من البلدان الإفريقية حيث يمتد نفوذها من شرق
إفريقيا إلى غربها، وتعتبر لغة رسمية في العديد من هذه البلدان، كما تدرّس في بعض
الجامعات الإفريقية والأوروبية، وقد نوّه الأديب النّيجري سوينكا Wolesoyinka
إلى تدريسها في كل البلدان الإفريقية (2).
2- الهاوسا:
وهي أيضا لغة
كبيرة وواسعة، انتشرت في نيجيريا، والنيجر، والكاميرون، والسودان، وغانا، وتدرّس
أيضا في كثير من الجامعات الإفريقية والأوروبية، كما تمّ تأليف عدد كبير من المصنّفات
والمدوّنات بها.
3- اليوروبا:
وهي من
اللغات الإفريقية، لكنّها تكاد تنحصر في نيجيريا من حيث الاستعمال والانتشار.
4- الفولانية
أو البولارية:
من اللغات
الإفريقية الأكثر ذيوعا وانتشارا في إفريقيا، وتستعمل في غينيا، والسنغال،
وسيراليون، وغامبيا، ومالي، وبوركينا فاسو، والنيجر، ونيجيريا، والكاميرون، وتشاد،
وموريتانيا، وغيرها، كما يتم تدريسها أيضا في بعض الجامعات الإفريقية والأوروبية.
5-
الماندينكية:
وهي أيضا لغة
اتصال، ومنتشرة في كثير من البلدان الإفريقية، وخاصة في مالي، وغينيا، وساحل
العاج، وسيراليون، وهي تعتبر من اللّغات المقنّنة والمعترفة في السنغال، وهي لغة
عريقة وقديمة، كانت تستعمل في عهد إمبراطورية مالي القديمة بصفّتها لغة رسمية
للإدارة والتجارة، ويصل عدد الناطقين بها وبمختلف لهجاتها إلى أكثر من خمسة (05)
ملايين نسمة (3).
6- الولوفية:
وهي لغة
اتصال، وخاصة في السنغال، وتعتبر أكبر لغاتها من حيث الاستعمال والانتشار، إلا
أنها بدأت تنتشر في بعض الدول الإفريقية، مثل: غامبيا، وموريتانيا، وتدرّس في
جامعة شيخ أنت جوب بدكار، وفي بعض المعاهد السّنغالية.
المحور
الثاني:
أثر الّلغة
العربية في اللغات المحلية السّنغالية:
I–
ظهور اللغة العربية في السنغال:
لم يتّفق
الباحثون و المؤرخون على تاريخ وصول الّلغة العربية في السنغال تحديدا، إلا أنّه
يمكن القول أنّ السّنغال عرفت اللغة العربية في وقت مبكّر، و ذلك بفضل حركة
التّجّار العرب الذين كانوا يفدون إلى المنطقة، وكذلك بروز ممالك ذات جذور عربية
إسلامية.
وأما
الرّواية المشهورة عند المؤرخين فهي: أنّ العربية تغلغلت تماما في السنغال منذ
بداية النصف الأول من القرن الحادي عشر الميلادي، قبل بداية حركة المرابطين بقليل،
وأن أوّل حاكم مسلم عمل على نشر الثقافة الإسلامية وعلومها فيما جاور البلاد
السنغالية من البلدان، هو وارجابي 1401م (4).
ولكن مهما
اختلفت الرّوايات فمن المؤّكد أنّ المرابطين –رسميا- رسّخوا جذور العربية وثقافتها
في السنغال، وذلك منذ أن اتّخذ عبد الله ابن ياسين رباطا في شبه الجزيرة بضفاف نهر
السنغال، وقضى فيها هو وأصحابه عدّة سنوات (1013 – 1053 هـ)، يعلّم الأفارقة علوم
الدّين واللّغة العربية (5).
وقد أثّر
المرابطون في شعوب السّنغال تأثيرا كبيرا، كما وصلوا إلى حد التزاوج والتصاهر،
ويذهب بيرلات pere lat إلى أنّ المرابطين هم الذين نقلوا الإسلام
إلى الزنوج، ولهذا كان لهم أثر قويّ في هذه الشّعوب التي تنظر إليهم كأساتذة
وتستشيرهم في غالب شأنها (6).
ويرى بول
مارتي Paul Marty
أنّ للصّنهاجيين دورا كبيرا وعظيما في الأراضي السنغالية منذ وصولهم إليها، ويضيف
قائلا: وحتى كلمة (السنغال) التي كنا نطلق عليها على سكان ضفاف النهر قد أخذناها
من صنهاجة، أما الاسم الولوفي للمنطقة فهو جولوف (7).
ويقول فنسان
مونتاي Vincent Montey إنّ كلمة
السنغال أتت من بربرة زناغة Zanaga الذين
كانوا يقطنون ضفتها الشمالية(8)، لذلك فإن المرابطين كان لهم فضل كبير على شعوب
السنغال، وبفضلهم أصبح سكان هذه المنطقة مسلمين، وكان حاكم هذه البلاد هو وارجابي
أول حاكم زنجي اعتنق الإسلام، وبذلك أصبح الدين الإسلامي رسميا لدى المجتمعات الإفريقية، يقول البكري: إنّ أول
من حكم هذا الإقليم يعني (إقليم التّكرور) وأسلم وعمل على نشر الإسلام فيما حوله من
البلدان هو وارجابي (1401 – 1402 م) (9).
تأثير اللغة
العربية في اللغات السنغالية:
تأثّر الشّعب
السّنغالي بمختلف قبائله وأجناسه أيّما تأثر باللّغة العربية، وذلك في جميع مظاهره
الاجتماعية والثقافية واللّغوية، إذ كان للاحتكاك بين السّنغاليين والتّجّار
والسّيّاح العرب دور وفضل كبير، ومن أجل ذلك تسرّبت كلمات وعبارات كثيرة من
العربية إلى اللّغات السّنغالية، كما ساهمت في إغنائها وتنميتها.
وقد امتزج
الدّم العربي بالدّم السنغالي فكان ذلك عاملا أساسيا في تأثير العربية، ففي بعض
الرّوايات أنّ انجاجان انجاي كان اسمه الحقيقي محمد انجاي، وهو الجدّ الأول لبعض قبائل
الولوف، الأكبر جماعة في السّنغال، وقد انتقل انجاجان انجاي من (والو) إلى (جولوف)
حوالي عام 1240 و هو من أصل عربي من جهة
أبيه، ومن أصل زنجي من جهة أمّه ، فعلى قول جمهور الرّواة فإنّ والده من دولة
المرابطين الذين زحفوا للفتح الإسلامي إلى موريتانيا وإلى غرب إفريقيا. وصار اسم
(مرابط) علما على القائم بأمر الدين، وأطلقه الموريتانيون اسما على رجال الدين
(مرابط)، وانجاجان انجاي والده أبو بكر بن عامر الذي تزوج إفريقية، وهو مؤسس
إمبراطورية جولوف القديمة (10).
وكان من ثمرة
هذا الامتزاج أن تولّدت اللّغة الولوفية، ونمت وغذت بمفردات وكلمات عربية.
II–
أهم اللغات في السنغال ومدى استفادتها من العربية
1- اللغة
الولوفية
وهي أكبر
وأهم لغة في السنغال، واستقطبت جماعة ولوف حوالي 43 % من مجموع السكان وكان موطنها
الأصلي الشمال الغربي والغرب والوسط الغربي من البلاد.
ويرى بعض الباحثين
أنّ اللّغة الولوفية نشأت مع الأمير انجاجان انجاي الذي ينحدر من سلالة أمير
المرابطين، ومن زوجة له إفريقية.
وقد اعتنى
كثير من الباحثين بدراسة اللغة الولوفية وقواعدها النّحوية والصّرفية، وكذلك مدى
اشتقاق كلماتها المقترضة من اللّغة العربية، وذلك على غرار العالم السنغالي الباحث
الكبير شيخ أنت جوب، والبروفسور إيبادير تيام، والأستاذ صالح كانجي، الذي لاحظ أن
اللغة العربية تركت بصمات وأثرا قويّا في الولوفية، وأجمل ذلك في عدة نقاط، مثل:
– تثبيت
البنية النّحوية وتهذيبها.
– إغناء
اللغة الولوفية بالمفردات.
– تنمية
طاقتها البلاغية باستعمال المجازات والكنايات.
– وضع سلسلة
من المصطلحات النحوية والقانونية والفلسفية والاقتصادية وغيرها (11).
فاللغة
الولوفية كبقية اللغات تمتلك حروفا وأصواتا ومفردات وقواعد نحوية وصرفية، وتبلغ
أصواتها حوالي 40 صوتا، منها 25 صامت، و15 صائت، وهناك أصوات متشابهة بين العربية
والولوفية:
ب B – ت T- ج J – ح H
– خ X – د D – ر R
– س S- ف F – ق Q – كـ K
– ل L – م M- ن N
– ه H- و W – ي y.
إضافة إلى
هذا فإنّ هناك مفردات لا تقل عن 50 % ذات جذور وأصول عربية، مثل: أيام الأسبوع ما
عدا يوم واحد، وهو يوم الأحد، مشتقة من اللغة العربية.
الولوفية
العربية
أَلْتِنِ
الأثنين
تَلَاتَ
الثلاثاء
أَلَرْبَ
الأربعاء
أَلْخَمِيسْ
الخميس
أَلْجُمَ
الجمعة
سَمْدِ السبت
ومن المفردات الأخرى ذات المنبت العربي على سبيل
المثال:
الكلمة
بالولوفية الكلمة بالعربية
نُودُو
النداء
كَسَارَهْ
خسارة
سُوغْلَ
شُغْل
سُوتُرَهْ
سترة
وقت وقت
جُمَا جمعة
تأخيرو
التأخير
كِلِيفَةْ
خليفة
قَلِمَ قلم
اَلسَّا
الساعة
نَانَا نعناع
فجر الفجر
خِبَارْ
الأخبار
هَالْكَنِ
هلك
بَرْسَخْ
برزخ
مَسْلَا
مصلحة
فَايْدَهْ
فائدة
سُوكَرْ سكر
دَرَمْ درهم
فَاتُ الوفاة
صُبَ الصبح
نَامْ نعم
دَارَ الدار
بَطَاقَلْ
بطاقة
أَلُوْ اللوح
أَدِينَا
الدنيا
أَسَمَانْ
السماء
عَيِبْ العيب
جَوُّ الجو
حَاجُ الحاجة
مرادة المراد
معنى المعنى
ألاخر الأخرة
خَرْ خروف
جَمُنُ زمن
جِبَ جيب
درجة درجة
لُرْ ضُرٌّ
هذه بعض
النماذج من المفردات الولوفية المقترضة من اللغة العربية، وفيها دلالة واضحة على
مدى تأثير العربية على الولوفية بشكل واضح وملموس، وعلى هذا يذهب الأستاذ مامادو
جاه إلى القول: إنّ اللّغة العربية أمدّت اللّغة الولوفية برصيد يصل أحيانا إلى 50
% من مفرداتها (12).
ويمضي قائلا:
إنّ تعريب اللغات الإفريقية بشكل عامّ قد خلّصها من الشفوية وحوّلها إلى لغات
مكتوبة، وقد دعم التعريب شخصية هذه اللغات، ومكّنها أن تنمو وتشع كما يشهد بذلك
الأدب الإسلامي الناطق باللغات الإفريقية (13).
وقد ظهر أثر
اللغة العربية في اللغات السنغالية تأثيرا واضحا وجليّا في الأدب الإفريقي، كما
كان مصدرا لنوعٍ طريف من فنون الأدب، يمتزج بين اللغة العربية واللغات الأخرى في
متن عروضي سليم.
وقد تفنّن في
هذا المجال الشّعراء السّنغاليون مثل القاضي مجخت كَلَ، والشيخ أحمد بامبا،
والشّاعر الولفي موسى كاه، يقول ابن المقداد أحد الشعراء السنغاليين البارزين:
يا (خُودُ)
إن غراب البين منك (سَوَخْ)
فزرت أطلب من وصل لديك (سَرَخْ)
ضننت بالوصل
حتى بالحديث ولا أرضينا
سواك الدهر ضن بـ(وَخْ)
لا تمنعي
الوصل ممن يستهام به
أتمنعين وصال المستهام (لُتَخْ)
لم تعلمي أن
خير الناس أكرمهم والخير أبقى
وإن طال الزمان..إلخ (14)
فهذا النموذج
من فن الشعر الذي انتشر في الأدب السنغالي العربي، هو شهادة حيّة على العلاقة
الجدلية بين اللغة العربية واللغات السنغالية.
2- اللغة
الفولانية أو البولارية:
الفولانية من
اللغات السنغالية الواسعة الانتشار، والفولانيون هم جماعة غير متمركزين في مكان
واحد، أو إقليم معين؛ ولذلك انتشروا في كثير من مناطق إفريقيا شرقا وغربا.
واللغة
الفولانية لغة اتصال، وهي عريقة وغنيّة، وقد اختلف الباحثون في تحديد أصلها ونشأتها.
كانت للغة
الفولانية والعربية علاقة جدلية وتشابه كبير، ويرى الشيخ عبد الله فودي أنّ بين
اللغتين الفولانية والعربية تشابها كبيرا، ويذهب إلى أبعد من ذلك فيقول: إنّ مصطلح
الفولانية الذي يطلق على الفلان أو الفولانيين هو مصطلح عربي مشتّق من الجذر
العربي (فلت)، فهم قوم يفلتون فينجون بأنفسهم عندما يرون ما يسوؤهم (15).
وعلى كلّ وإن
كان هذا التعريف يحتاج إلى مناقشة، إلا أنّه لا يشكّ أحد في مدى تأثر الفولانية من
العربية، وهناك رصيد قويّ من المفردات الفولانية مقترضة من اللغة العربية.
وتناول
الباحث الأستاذ أبو بكر خالد باه أثر اللغة العربية في البولارية المستعملة في
منطقة فوتا بحوض نهر السنغال موضحا أنّ للعربية تأثيرا مماثلا أو أكبر في لهجة
سكان فوتا جالون (غينيا).
ومن المفردات
العربية التي أوردها الأستاذ أبو بكر خالد باه، وهي شائعة، أسماء أيام الأسبوع عدا
يوم السبت، وكلمات أخرى، منها:
اللغة
الفولانية اللغة العربية
ألَا لا
لاجل الأجل
بيتي بيت
البنونا
البنون
جنائز جنازة
سيبو ثيب
جب جيب
هكيكة حقيقة
هاجو حاجة
خبر خبر
جمانو زمان
سترو ستر
عيب عيب
قاولو قوال
مودبو مؤدب
دفتر دفتر
ألفا الفاهم
قبر القبر
فجر الفجر
حسدي الحسود
عصبة عصبية
هَلَالْ حلال
إِلَّا عله
كَجَالِ كذلك
هرمه حرمة
رزق رزق
نَفَ نفع
قبلة قبلة
صَدَكَ صدقة
أَلْجَنَ
الجنة
هذه نماذج من
المفردات على سبيل المثال لا الحصر، وهي متعددة، وتبين مدى عمق اللغة العربية في
المنطقة السنغالية، وتجذرها ومع تأثيرها في لغاتها المحلية.
الخاتمة:
إن إفريقيا
جنوب الصحراء قارة ازدحمت باللغات واللهجات، منها ما هي مكتوبة وغير مكتوبة، وذلك
نتيجة أجناسها وقبائلها وجماعاتها المتشعّبة،ّ إذ تحتوي على عدد كبير من اللّغات
المحلية يزيد عن ألفي لغة وكانت السّنغال من تلك البلدان التي شهدت عدّة لغات،
وصلت أحيانا إلى 30 لغة، لكن ما تمّ تقنيتها واعترافها اليوم من قبل الحكومة
السنغالية، تبلغ 22 لغة مقنّنة، ويدرّس أغلبها في المعاهد والجامعات السنغالية،
وهناك وزارة خاصة تقوم برعايتها والاهتمام بها.
على أنّ
كثيرا من هذه اللّغات كانت ذات صلة متينة وقوية باللغة العربية، فتأثّرت بها أيّما
تأثر، بحكم التّصاهر أو التّزاوج الذي حدث بين السنغاليين والعرب، وكذلك عامل
التّجارة والسّياحة من العرب الوافدين إلى هذه المنطقة، إضافة إلى بروز وانتشار
الثقافة الإسلامية.
وفي هذا
العرض أوردنا بعض اللغات على سبيل المثال، مثل: الولوف، والفولانية، كنموذجين و
هما الأكثر انتشارا واستعمالا في البلاد السنغالية، وأوردنا نماذج من مفردات لغوية
تمّ اقتراضها من اللغة العربية، وكان هذا بابا واسعا يكفي لإبراز متانة القرابة
اللغوية.
وقد أهملنا
بعض الألفاظ المتعلقة بشعائر الدين الإسلامي بعض البلدان التي تحمل أسماء عربية،
وبعض أسماء الأعلام البشرية، في حين أن80 % من السنغاليين يحملون أسماء عربية،
مثل: مَمَدُ، (محمد) إبراهيم، بابكر، فاط،(فاطمة) أَيْس(عائشة)، خَدِ،(خديجة)
وغيرها.
_______________
الإحالات
والهوامش:
......................
1- M.
Cornvin : Histoire de l’Afrique p.349
2- J.
Couq : Histoire de l’islamisation de l’afrique de l’ouest. P.284
3- أحمد
العايد، العربية في اللغات الإفريقية، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم،
ص: 122.
4- دندش عبد
اللطيف، دور المرابطين في نشر الإسلام في غرب أفريقيا، دار الغرب الإسلامي، بيروت،
1988، ط:1، ص: 28.
5- باه أبو
بكر خالد، فوتا السنغالية ومجاري الدعوة الإسلامية في غرب افريقيا، مطبعة الرسالة،
1956، ط:1، ص: 9.
6- ن. م. ص:
10.
7- Marty Paul, L’islam au Senegal, T.1,
P56 .
8- Vincent Montey, L’islam Noir, P 109
9- البكري أبو عبيد، المسالك والممالك، ج 2، ص:
862.
10- أحمد التجاني الهادي توري، ن. م. ص: 40.
11- Saliou Kandji, les relation entre
les langues et langue Arabe, ALESCO, p 60-65.
12- Mamadou Dia, Islam Sociétés
africaines et culture Industrielle, les nouvelles éditions africaines, 1975,
P. 38.
13- ن . م.
ص: 40 – 41.
14- عامر
صمب، الأدب السنغالي العربي، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر، 1978، ط:1،
ج:1، ص:10.
15- انظر
أحمد دياب، ن م، ص: 113 – 114.