قصة قصيرة
أنصاف الزمن
بقلمي....محمد الباشا/العراق
خلاف عائلي قديم أجهض
حلم حبه ، فتاة أحلامه كتب لها ان ترتبط بخطوبة هشة ، كان خافرا معي في المستشفى
فجاء أحدهم ينادي ، أن هناك حالة حرجه ركضنا الى الطواريء ، فأذا بها حبيبة الأمس
لزميلي تنزف وقد أغمى عليها ، جن جنونه فقال لأمها وهي الوحيدة التي كانت تعلم
بقصة حبهما :
_ خالتي ، ما الذي جرى
لحبيبتي ، أخبريني قبل أن تقتلني حيرتي ، ألا تعلمين رغم كل شيء هي كل أمنيتي ،
قولي قبل ان تنفذ بصيرتي ، ألا تعلمين خوفي عليها وغيرتي ، هل نسيتي عشقي لها
ومحبتي؟
قالت امها :
_ لا عجب فأنت أنت
السبب ، خلاف أشتد لها مع من لها قد خطب ، وزادت عصبية خطيبها عندما ذكرت أسمك فأضطرب
، فحطم وكسر وخرب ، وثار عليها ووثب ، وأتهمها بتفضيلك عليه فأعلن انفصاله عنها
وزاد في العتب ، فلحقت به الى خارج الدار ومر سائق سيارة وبالصدفة لها قد ضرب ،
فسقطت وتركنا خطيبها بكل وقاحة وهرب .
هنا التفت لي زميلي
الدكتور قال لي :
_ دكتور الآن عليّ ان
اكون في قمة الوفاء ، أن ابقى الى جانبها صباحا ومساء ، ان أسهر كي أطمأن عليها
وأخفف عنها واكون لها الدواء ، لكنها قد نزفت الكثير الكثير من الدماء ، وتحتاج
إلى دم وسيكون دمي لها هو ارتواء .
تبرع لها بقنينة دم ،
بقينا سويا نسهر على حالتها ، وقد مررت في إحدى الساعات وقد كان جالسا الى جانبها
، سمعته يقول لها باكيا وهي بلا وعي :
_ سأبقى جنبك وان طال
بي السهر ، وأبقى أتأمل نور وجهك الذي كأنه شقة قمر ، أتعلمين كم عانا قلبي على
بعادك وكم صبر ، أنتظرتك تعودي لكن جاءوا بك لي بأسوء خبر .
بعد عدة أيام من الجهد
والعناء ، عادت لوعيها وكان ابوها يراقب تصرفات حبيبها الذي رفض تزويجها له من قبل
، فقال له ابوها :
_ الحب الصادق لا يؤمن
بالمستحيل ، والقلوب النقية تلتقي مهما كان الدرب طويل ، أظنني قد حكمت عليك
بالظلم بلا أي دليل ، اما الان وقد شاهدت ما قمت به من عمل جليل ، فأنك قد حملتني
جميل ، وأثبت أنك تستحق أن تكون خير خليل .
ابتسمت أبنته وقالت
لهما :
_ لقد كنت على يقين أن
من أحببت يستحق قلبي ، وانا بدونه تائهة لا أعرف دربي ، ما كان ذنبه خلاف أهلنا
وما كان ذنبي ، فلا تحرمه ان اكون قربه ولا تحرمني من أن يكون قربي ، أقسم عليك
بربك يا أبي وربي .
بقلمي....محمد
الباشا/العراق