الرواية فى تنزانيا ٣"
زينب عبد الوهاب....وروايات ل/
سعيد احمد
محمود
حامد حبيب _ مصر
★رواية بعنوان "ما يأكُلك".
ل/زينب عبد الوهاب
------------------------
* تبدأ الرواية فى تنزانيا بِطرح أهم القضايا
التى
شغلت الشباب فى
تنزانيا، وهى قضية البطالة على
مدار عقودٍ
طويلة ، لذا
استأثرت هذه القضية بمساحات واسعة لدى كُتّاب الرواية
فيها،ومنذ أن طرحت (باليسيديا)هذه القضية فى روايتها"المعاناة
باعتبارها أول من تناول
هذه القضية فى الأعمال الروائية، والروايات التى تلتها تكشف عن خطورة
هذه القضية،باعتبارها
أهم القضايا.
* وقد جسّدت شخصية
(على)_أحدُ الشبابِ الذين
درسوا فى الخارج وعادوا
إلى تنزانيا يحدوهم الأمل
فى الحصول على وظيفة
تمكّنهم من مواصلة أعباء
الحياة، ولكنّهم صُدموا
بواقعٍ مُخيف . وذلك واضحٌ
من خلال النّص
:"خرج على ، وبدأ فى البحث عن عملٍ ، وأصابه إجهادٌ شديد .ذهب طوال اليوم من
الصباح حين يخرج ولايعود إلى منزله إلّا مع حلول
الظلام، ولكنه يجد نفس
الجواب دائماً:لايوجَد عمل.
وحاول مرةً أخرى، بعد
شهرٍ كامل من الإرهاق دون
الحصول على أى شئ...شعر على فى
قرارة نفسه
بإحباطٍ شديد".
*وإن كانت
رواية"المعاناة"فى السبعينيات،فتلك الرواية فى العقد الذى بعده، وهو
مايؤكّد استمرار
الوضع على ماهو عليه
بشأن أزمة البطالة فى تنزانيا
-----------------------
★الرواية الأولى بعنوان :"الدنيا شجرة جافّة"
ل/ سعيد أحمد محمد.
--------------------------
* وهذه الرواية صوّرت قضايا البطالة فى مرحلة
ماقبل الاستقلال ، من خلال رجلٍ وامرأته_ مشقّة وزوجته متومرا _ والمعاناة التى
سبّبتها البطالة لكليهما
.فالزوج أدمن الخمر
يأساً من الحالة التى
وصل إليها، والزوجة فى
نزاعٍ مع زوجها بسبب ذلك
"هل تظنّين أننى
أعتمدُ عليكِ،هل فكّرتِ لماذا أدمنتُ
الخمر..فقط أعطنى
عملاً..هل تظنين ذلك سهلاً؟".
*وتكرّرت صورة أخرى عن
ندرة وجود فرص عمل
للمرأةِ أيضا،
وجسّدت شخصيةُ (سكينة) سكرتيرة
المُفتّش (فاروق هلال)
الذى استغلّ حاجتها للعمل
لمراودتها عن
نفسها:"التعاون عطاء..أعطِى لتُعطَى ،
وبدون ذلك
لايوجد عمل...وكلما احتقر
فاروق سكرتيرته سكينة ، احترق قلبُها أسَفاً..لماذا أسلَمَت
نفسَها لهذا الشخص..هل
بسبب الجوع؟".
وانتهت إلى حقيقةٍ
مؤدّاها:" ماذا أفعل وأنا محتاجة
مما يوضّح أنّ الفتيات
كُنَّ موضع أطماع أصحاب العمل،وإلّا فقدنَ هذه الفُرصة.
____________
*روايته
الثانية"ظلام فى النور"..التى كتبها فى نهاية الثمانينيات، من خلال إحدى
المناطق التى
عُرفَت باسم"Jobless" أى :
عاطل..وهو كما يتّضح
من اسمها،تحوى
طُرُقاتها العاطلين عن العمل،والذى
يستغلّ البعضُ فقرَهم
وظروفهم لتشغيلهم فى التهريب ،وخاصّةً البضائع الواردة من الخارج ، وهذا
المكان يدل كذلك على
أنّ الأعداد فى تزايد مستمر.
_______________
*روايته الثالثة
بعنوان " الحمّال"....والتى
صوّرت
معاناة الحمّالين فى
الميناء،والذين يبحثون عن وظيفة..فلم يكن العمل منتظماً،بل كان يعتمد على
الحظ فقط، وقد جسّدت
شخصية(رشيدى)نموذجاً
حيّاً للمعاناة التى
يعانيها عُمّال الميناء،انتظاراً لتوزيع
الأوراق التى تكفل لمن
يحصل عليها العمل ذلك اليوم، وهذا هو المعتاد فى ذلك المكان..صخَب وضجيج
وتدافُع..كل شخص يصارع ليكون أقرب
لذلك الباب ،ليتمكّن
(رامجو)_المسئول عن توزيع أوراق العمل من رؤيته جيّداً، وفجأة،وبمجرًد إطلاق
الصفّارة ،وصل (رامجو)
بأوراق، وبدأفى توزيعها على كلٍِّ مَن له نصيب فى ذلك اليوم.
وهو مايوضح أن العمل لم
يكن منتظماً،بل عشوائياً
لايناله إلا مَن حصل
على ورقة من السيد رامجو.
ويُفسّر هذا التدافُع
والصخب والضجيج على أن هذه الفُرص المتاحة للعمال،كانت فُرص محدودة ،
لا يمكنها استيعاب كل
الأعداد المتقدّمة لِنَيلها ، وأنّ هذا الأمر يتكرّر بشكل يومى.
*إذن كشفت هذه الروايات
عن حجم المأساة التى
يعانيها الناس من
البطالة، ومشكلات العمالة غير المنتظمة، وماترتّب على ذلك من(فساد أخلاقى_
هجرة_تنازلات_سرقة......).
*وما تلك القضايا،
بقاصرةٍ على تنزانيا وحدها .إنها
القضايا التى تعانى
منها شعوب القارة ، وهى أخطر
المشكلات على الإطلاق.
__________________
حامد حبيب _ مصر