¤ محمد حبشي
الاختيار صفر ..
.
.
حين تسلل آدم ك قط ، من
باب السماء الخلفي ،
ليلهو قليلاً مع نساء
المجرة ،
لم يكن يدري
أن حواء ،
قد سرقت من جيب معطفه ،
حافظة نقوده / بطاقة
الهوية / جواز السفر ..
عندما هبط ب غريزته إلى
الأرض ،
يرتدي نظارته
الريبان ،
ويدخن سيجاره الكوبي ،
فارداً ك الطاووسِ
ذراعيه ،
لم يعثروا تحت جناحيه ،
على أوراقِهِ الثبوتية ..
فتشوا حقائبه ،
لم يجدوا ، إلا صورة
تذكارية لحواء ،
وهي تؤدي
- بلا ورقة توت -
تمارين الصباح على الشط
،
منشورة عل غلاف مجلة (
البلاي بوي ) ..
وأخرى مع ملكات جمال
الجن ،
بملابسهن الداخلية ،
مطبوعة
على أفيش أحد الأفلام ،
التي شاهدها عشرات
المرات ،
وهو يمارس في السينما
الصيفي عادته السرية ..
لم يجدوا
إلا حمالة صدر ،
خلعتها إحدى جنيات
البحر ،
وهي تبني للعشاق محدودي
الدخل ،
قصوراً من رمال ،
مساكن شعبية بالتقسيط ،
بيوتاً للدعارة ، تطل
مباشرةً على الجحيم ..
حين فتشوا ( الهاند باج
) ،
لم يجدوا
إلا بعض قمصان النوم
الملونة ،
علبة فياجرا / كريم
للشعر / معجوناً للأسنان ..
جهازٍ أمريكي ،
لمعالجة
التسرب الوريدي للأحلام
،
وضعف انتصاب الأحبال
الصوتية ..
زجاجة ويسكي ،
لفافتين من البانجو ،
كان يخبئهما في جيب
بنطاله الصغير ،
ادعى أنهما يخصان
قابيل ،
كوسائل مساعدة للنسيان
، بعد ممارسة القتل ..
حين فتشوا رأسه ،
وجدوا
حيواناً منوياً ،
يسبح وحيداً في الفراغ
،
يعدو
ب جمجمته الفارغة ، خلف
بويضةٍ عذراء ..
إنساناً ضعيفاً خائفاً
،
يخشى أن تخبر الملائكة
حواء ،
أن آدم
قد فقدَ الذاكرة ،
ونسي الكلمات كلها ،
التي علمهُ إياها الرب ..
لكنه لم ينسَ ، أنها لم
تحبه يوماً لذاته ،
لم تقبل العيش معه
ب إرادتها ،
بل لأنه الرجل الوحيد ،
حين تجاوزت
ثلاثين عاماً من العزلة
، كان متاحاً أمامها ..
محمد حبشي / مصر ..