مريم الأحمد
🌹🌹
عانت جدتي
"لطيفة"
من هشاشة
العظام
و كأيّ شاعرة
خجولة
التصق جبينها
بالأرض
و غارت !
مثل نمل
الشتاء
و أنا،
كما هي
شاعرة ساذجة
للغاية
لا زلتُ أصدق
أنّ الفلّة
التي ربطتها أمي
حول عنقي في
صباح ولادتي
سببت لي
خفقان
عميق في
القلب
و صدقتُ
أنّ حذاء أبي
في زاوية الغرفة
يعطي لخوفي
من المجهول
رونق الأمان!
صدقتُ..
أن أخي الذي
عاد من الجيش
مبحوح
القلب..
سيتماثل
للنبض غداً
أو بعد غد
أن وجه حبيبي
الذي سقط في
بئر الدار..
لن أصطاده
إلا بصنارة
الغياب!
..
أذكر جدتي
تماماً..
تلك التي
درّبتني على المشي
و علّقت على
قميص الفجر.. عيناً زرقاء
لم تعرف
أبداً
و لم تتخيل
أني خشيت
الأحذية ذات الثقوب
و الرباطات
كما خشيتُ
إشارات الضرب
خشيتُ
الحفاضات
الثقيلة
و العناصر
الأمنية.. التي طالما
انتظرت
صديقتي الثرية
على باب
الملهى!
..
جديلتي طويلة
ستقصّ أمي
شعري!
و تعجن
لأبي و لكلّ
المساكين
سكة فلاحة
طويلة.. و حنطة غديقة..
و يطوف
الجوعى
حول قصر موسى
أما أنا!
قد أسقط مثل
سماء ثانية
في بئر الدار
و يطوف حولي
نمل جدتي.!