جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
أدبحامد حبيبشخصياتنقد

الوطنُ ..فى شعر "سوسن رحروح"

 

__( الأدب النسائى المعاصر فى الوطن العربى)_"٣٢"

               _ تقديراً وليس تحنيساً_

                  -------------------------

     # الوطنُ ..فى شعر "سوسن رحروح"_سوريا

        


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

{كُلّما بكتِ الشامُ/تكاثرت غُربتى/وطال زمنُ القفول}

  ...........................................................

  عندما  يتحدث  الشعراء  عن الوطن..فعن اى وطنٍ يتحدثون ؟!

_عن الوطن الوهم ؟

_ عن الوطن المُغتصَب؟

_عن الوطن المذبوح؟

_عن الوطن المُستسلِم ؟

_ عن الوطن الذى تركه أهلُه فى غيابتِ الجُبّ ؟

             * عن اى وطنٍ يتحدثون ؟

                    ... لا وطن

نحن   نتحدث عن  وطنٍ مفقود..نبحث  عنه  فى متاهاتٍ ..ولانعثر إلا عن  بقايا من اثر لوقع أقدامٍ

لرجالٍ كانوا...لحوافرِ خيلٍ كانت...كانت ترتّل :

" والعادياتِ ضَبحاً . فالمورياتِ قدحاً  . فالمُغيراتِ

صُبحاً. فأثرنَ به نقعاً. فوسطنَ به جمعا".

صارحاضرٌ يندب كما تندب النساء...يلطم الخدود:

واضيعتاه ! وا حسرتاه ! وا عروبتاه ! وا إسلاماه

مابين ماضٍ وحاضرٍ مأساة..وأىّ مأساة !

ماذا  صنعت  قصور  السلاطين  المتربعين  على عروشهم وقصور الامراء والملوك والرؤساء.

             " امجاد ياعرب امجاد"

              صارت مقولةً مُضحكة !

_ متى يعود الوطن ؟

= ليس بأيدى هؤلاء بالتاكيد.. بالتاكيد..

ولكن عندما تُخلص تلك الشعوب لأوطانها ، ويكفّوا

عن الزّمر والطّبل ..والتصفيق والتهليل..عن العمالةِ

والخيانة.......

عندما ينهض العلماء والمفكرون والمثقفون والادباء

والشعراء  نهضة  إحياء  جماعية  فيصبحون  حزباً واحداً ، هو " حزب إحياء الأمّة" ليوقظوا فيها هذا

النائمَ من زمن.."ال..م..ج..د" فيثيروا  فيهم  الحميّةَ

من جديد..الرجولة..الشجاعة..الكرامة.

وهل يمتلك  زمام المبادرة لقيام  هذا  الحزب العربى

الموحّد سوى الشعراء...وهل سيجمع حوله المؤيدين

من كل البقاع سوى الشعراء...

        _ على ان تكون قضيّتهم هى "الوطن"

_لا التغزُّل فى النساء...

_ ولاعن وجع الغربة بعيداً عن الرجال

_ ولا أن نجمعَ الف "لايك"و"تعليق" عن تفاهات....

# فليكن الوطن هو القضية الأولى..ومابعد الوطن تفاهات.

إن  همَّ  الشعراءُ فى هذا الوقت صوتاً واحداً فهم رجال نهضتنا..

الشعراء لديهم الكثير  يقدّمونه  ، إذا  التفتوا لمعنى

وقوة وتأثير مايقدّمونه فى إطارٍ من العُمق  والأثر

الفنى، لاالسطحية أو الافتعال..الشعر القوى الصادق

والذى ألهب به شعراء من قبل حماس الجماهير ....

* أرى فى الشعراء الذين يعيشون صقيع  الليالى....

 تتماطر  على  رؤسهم   الغازات   والقنابل  وصوت الرصاص فى اليمن..فى سوريا..فى غيرهما ، مأساتنا

مجسّدةً ..نداءات..استغاثات جيئت فى  صدقٍ فنّى

وشعورى.. تنطلق نحونا جميعاً تقدّم شهادةً  لواقعنا

المرير...فهل نتلاقى معاً فى شعورنا المشترك  لننقذَ

هذا الوطن؟

* أبحث فيما كتبت (سوسن رحروح) من السويداء

بسوريا..لم أجد سوى"وطن" ..تتألّم لآلامِه  وتبحث

عن وطنٍ يأوى جراحها.. تبحث عن ذاتها..هو وطن

"المتاهة..الجراح..الغربة والاغتراب.

* كتبت  عن  ذاك  الوطن... إن  حجم  مانكتبه  عن الوطن ربما يعطى صوراً  للآخرين أنه  مازال  لدينا وطن نبحث عنه..نخاف عليه..لن تتخلى عنه.....ربما

مانكتبه  يجعل  هناك _على الأقل_ شيئاً  من  الحذر تجاهنا.

وذاك الصوت الوحيد الذى يترجم تلك الحالة، هو :

                  " صوت الشعر"

لستُ  فى حاجةٍ  الآن  أن  أكتب  عن السيميائية والأنطولوجية ، أو كل مايستعرضه النقاد  لإثبات

ذواتهم النقدية...إنما أبحث عن كيف ترجمت ....

كيف كتبت... كيف اختصرت المسافات لتصل إلى

الآخر.....كيف  قامت  بواجباتها  الشعرية  للتأثير

وإيجاد التفاعُل عند الآخر:

"فالوطنُ الآن خارج الحدود/والصمتُ يحتلّ ...

الأماكن

والحناجر

والأصابع

والضلوع

الوطنُ الآن قتيل

...لم تكن مجرد مشاعر..إنه تجسيدٌ لردائةِ مواقفنا

المتمثّلة فى"الصمت".. سكوت  الأماكن  والحواس

عن أداء وظائفها، تجاه وطنٍ قتيل.

....وعن الاستسلام التام تحكى:

              "الوطنُ الآن خارجُ التعبئة"

وهل  لاتهزّك  تلك الكلمات  أو توغرُ فيك حزناً عن نكبتنا فى أوطاننا :

" أن تسقطَ كورقةٍ خريفية عجفاء

  فلاتتلقّاك أرضٌ والاسماء

  أن تبتلعَك شقوق الوطن فى سنواتٍ عجاف

  فلايوسفَ يُفسّرُ رؤياك ولاتموت

  أن تمُدّ يدكَ إلى جيوبِ الشمسِ

  كى تسرقَ شعاعاً..مجرّد شعاع

  تزيّن به حظّك الموجود

  فيُقامُ عليك الحدّ

  ويُقطعَ لسانُك

....لاملجأ لك فى هذا الوطن...لاحلم تستطيعه....

والقهر الذى يلازمك فيه والعقاب إذا تجرّأت.....نعم

هو القهر.

وتعود مرةً أخرى لتؤكد ومن جديد أن"الصمت" هو

أردأُ مافينا..وأننا لوقتلنا هذا الصمت نحيا من جديد

..هو حضٌّ على البوح..على الجرأة ..على  أن  تخلق

لذاتك حرية التعبير..هو حضّ على ثورة التغيير:

"الصمتُ يلهو فى حناجرنا الشقيّة مرّتَين

 وُلدنا مرّتَين لكننا متنا مِرارا

 بائعُ الأكفانِ مٖصابٌ بالتوحُّد

 حفّارُ القبورِ عاجزٌ عن دفنِنا

 وهناك فى العراء

 يكبّلنا الوجع المُدمى

 وأغنيات الوطن المسحوق

...وقودُ حماس الجماهير بالتأكيد ، كلمات منسوجة

من معاناته.

        لاتعبرى طريقَ المقبرة

        فالليلُ هناك قبيح

        والوسجُ ينشُرُ دمَه على الحبالِ المشرّدة

        الموتُ كثيرٌ هذه الليلة

        لاتقفى قُربَ النافذةِ المجنونة

        الرصاصُ يمرُّ ساخراً من هناك

وطنٌ من( الرصاص/المقابر/اللجوء والتشرد/الموت)

هكذا مفرداتها دالّة على حقيقة مافى الوطن..ووطنٌ

تلك مفرداتُه...فماذا ننتظر بعد؟

_ ولجوءٌ للأمل من باب الخيال:

     نتقاسمُ طرائقَ لُعبتُنا

     أنا أؤلّفُ ريحاً ربيعية  ....." تأمل فى ثورة"

     وأنتِ تُزهرين

     أنا أمتشقُ الضوءَ

     وأنت تغزلين شالاتِ نور

     أنا أطاردُ فلولَ الليل

     وأنتِ تضيئين قناديلَ القنطرة

     كى نهتدى حين يعود الوطن

..وتنتهى إلى هذا السؤال الدرويشى ،  نسبةً إلى الشاعر/محمود درويش، فى إيماءةٍ ضرورية إلى

الحل الذى لابُد منه ، وهو " الوحدة العربية الحقيقية"فلاعودة بدون ذلك:

       أسألك سؤالاً درويشياً :

       متى نلتقى ؟

       فتقولين:

       حين يعود الوطن

       ومتى يعود الوطن

        حين نلتقى

..ذاك هو الحل على لسان الشعراء..

فلنلتقِ شعراً ووجداناً وعقولاً...

           # الشعرُ مسئولية

* شاعرة مجيدة..تستحق كل  تقديرٍ  واحترام

..لديها المزيد والمزيد عن الوطن.....استطاعت

بإيماءاتها وإيحاءاتها وتجسيداتها الشعرية  أن

تثبتَ للشعر وظيفته ، وتؤكد أنه رسالة إنسانية

وماقولنا"شعر نسائى"التمييز بين رجال ونساء

إنما تقديراً لدور المرأة ومشاركتها  فى الهم

العام الذى يجتاح الوطن، بوقوفها جنباً إلى

جنب بما أوتيت من موهبة ،  وماأودعه الله

فيها من جمالياتٍ وأسرار  خلاقة  تدعم بها

تلك الرسالة._______(كل التحية).

______________

حامد حبيب_مصر


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *