توبا عمار
في كتب التاريخ
كثيراً قرأت فيهم عن مَمالك سقطت ولم يتبقَ مِنها إلا اسمُها ،
وبضعة مخطوطات تقص حكايات عن مَوتى لم يَعد لهم أثر ،
سقطت على يد ممالك أُخرى - رُبما -
أو بخيانة أحد رجالها المخلصين ، سقطت بخدعة وبحصان خشبي أو حتى بفعل عوامل
الطبيعة .
أما أساطير الأولين
فقرأت فيها عن السِحر ، عن العنقاء ، ذلك الطائر الذي يحترق بعدما ينتهي
عُمره ، ومن رماده يولد طائر جديد أكثر جمالًا، وكأنه شاب فخور بذاته ، تسُر
ألوانه الناظرين.
يُمكن لأحدهم الظن بأنكٖ ياعزيزتي
أصبحتِ تاريخ وماضاً لأ يذكر ،
أما أنا على يقين تام إنكِ إسطورية ، مملكة لن تُمحى من ذاكرتي ، مملكة
ستولد من جديد برغم الغياب حتى وإن صارت رمادية ، فهو رماد لن يُنقله الهواء من
أرضه ، رماد يولد منه حباً عظيماً قادر على حمل لواء العشق الأبدي، حباً سينتصر
على المَمالك الأُخرى، والحصان الخشبي وحتى على عوامل الطبيعةوعلى التقاليد
والأعراف