إبراهيم عبدالفتاح شبل
حكاية صائم (14)أنا والحمارة وإبنها
(قصة الأمومة)
وأنا ذاهب للمدرسة صباحا راكبا الموتسكيل كالعادة
وأسير الهوينى
ولست مسرعا اتمتع بنسيم الصبح وأتنفس هواء لم يلوث
بعد وأشاهد الحياه من خلال الناس بعدسة مجمعه لكافة الأحداث التي أشاهدها ولكن
وفجاءة وجدت حمارين يلعبان مع بعضهما بطول وعرض الطريق والحمار الصغير يعتقد في
نفسه إنه حصان عربي أصيل فأخذ يلعب ويرفس وكأنه ملك الحمير والحمار الأخر يحول كبح
جماحه وسرعان ماتطورت الأحداث بينهما فجرى الصغير نحوي من الجهة اليسرى فأوقفت
الموتسكيل وإنتظرت الأخر ليعبر الطريق ولكن جاء مندفعا نحوي بأقصى سرعة ويريد أن
يقفز من فوقي بل يحاول جذب الأخر وكأنه أشتم إني شبل وأنتمي للأسد لذلك أوغل في رد
فعله وأنا جالسا مسالما أشاهد فقط ولكن فجاءة غاب نور الصباح من عيني فقد أصبحت
تحت أقدام هذه الحمارة التي خافت على صغيرها مني فاندفعت بكل قوة لتطرحني على
الأرض ولم أشعر إلا بأشباه الناس أمامي تساعدني في النهوض وتسألني كيف حالك يا
أستاذ؟ هل من مساعدة واسمع همامات وأصوات مختلطة ولكن لااستطيع الرؤية ولا التفسير
وأنا شبه غائب عن الوعي بسبب إرتطام رأسي بالرصيف
ولكن تحملت على نفسي لكي اطمئن من حولي إني بخير والحمدلله وأنا أعاني ألم هذه الوقعة وخصوصا إني ركبت دراجتي
البخارية وأنا أسير الناس من خلال سحابة أمام عيني واتجهت صوب المدرسة التي تبعد
حوالي أتنين كيلومتر تقريبا وعندما وصلت إلى بوابة المدرسة أصبت بنوبة أغماء على
الفور ولكن زملائي تجمعوا حاولي لإفاقتي فقد سبق خبر الحادث ألى المدرسة فوجد
الجميع يطمئن عليا محاولا أفاقتي لأستعيد
الوعي فعلا استعدت وعي ولكن وجع عظامي الذي يتزايد
مع مرور الوقت
وعدم رؤية الأشياء جيدا أخاف الجميع ولكن بعد مرور
الوقت بدأت في التحسن الخفيف الذي جعلني اتماسك أثناء العودة للمنزل وعند عودتي
مصاحبا الألم وصعودي لشقتي بدور الرابع كنت كمن تخرح روحه فذهب وألقيت نفسي على
السرير لأغضت في نوم عميق ولم أستيقظ إلا في المساء عندما حضر صاحب الحمارة وإبنها
ليطمئن عليا قائلا إن وجدت الحمارة تنزف دما فتعجبت من أين هذا الدم فقلت له أردت
تزيل الموتسيكل من طريقها فأمسكت مقبض الدبرياش بفمها وأردت أن تتخلص منه فطرحتي
أرضا وعندما وقع الموتسكيل على الأرض قد شرم فمها فنزفت دما و بالنهايه هذه
الحمارة دفعتها غريزة الأمومة لكي تحمي أبنها من مجرد ما رأته بعينيها خطرا على
فلذة كبدها ورضيعها لذلك اقف تحية لهذه الأم التي سبقت الكثير من أمهات البشر التي
تلقي فلذة كبدها بين أكوام الذبالة وعلى أبواب المساجد وعلى مداخل المقابر وعلى شط
الترع ياليتنا نتعلم من غريزة الأمومة هذه أم الحمار الصغير تلعب مع رضعيها وتخاف
عليه وتدافع عنه وتحنو عليه وتحميه واما أنا فقد تركت هذه الحادثة أثرا عظيما
بنفسي جعلتني أحمدالله كثيرا على حبه لي بأنه أولاني نعمة الشكر على ما أصابني وما
سوف يصبني من النعم.
الكاتب/إبراهيم شبل