الحقوق الإسلامية( 13)الإحسان للجار
الحقوق الإسلامية( 13)الإحسان للجار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحقوق الإسلامية
والحلقة الرابعة عشر
الإحسان للجار :
جاء الأمر بالإحسان إلى الجار في قوله تعالى : ﴿
وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا
وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي
الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ
وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ﴾ النساء
وإيذاء الجار ينفي عن المرء كمال الإيمان ،
ويُنقِص من إيمانه بقدر إيذائه لجاره .
قال النبي صل الله عليه وسلم : وَاللَّهِ لاَ
يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ . قِيلَ : وَمَنْ يَا
رَسُولَ اللَّهِ ! قَالَ : الَّذِي لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَه . أي :
غوائلَه وشرَّه وظُلمَه . رواه البخاري .
وعند مسلم : لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ لاَ
يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ . أي : لا يدخل الجنة حتى يُحاسب ويُقتصَّ منه لجاره
.
والإحسان إلى الجار من مقاييس الخيرية عند الله
تعالى .
قال رسول الله صل الله عليه وسلم : خَيْرُ
الأَصْحَابِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِصَاحِبِهِ ، وَخَيْرُ الْجِيرَانِ عِنْدَ
اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِجَارِهِ
صحيح رواه
الترمذي
وكان العرب يفخرون بصيانتهم أعراض الجيران فقد قال
بعضهم :
ما ضر جاري إذْ أُجاوِره
ألاَّ يكون لبيته سترُ
أعمى إذا ما جارتي خرجت
حتى يواري جارتي الخِدرُ
الذكر والقراءة
من أعظم ما يتقرب به العبد وخاصة في مثل هذا الشهر
العظيم ( بل و في كل وقت وحين ) هو تلاوة القرآن الكريم .
فلا ريب أنّ تلاوة القرآن من صفات المؤمنين
الصادقين ومن أكثر ما يسهم في التعرض لرحمات الله ونفحاته ..
ومن الثمار أن المُكثِر من تلاوة القرآن يُحسد
غبطة على هذه النعمة .
قال صل الله عليه وسلم : لاَ حَسَدَ إِلاَّ في
اثْنَتَيْنِ : رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ القُرْآنَ فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاء اللَّيْلِ
وَآنَاءَ النَّهَارِ ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالاً فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ
اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ .
وتلاوته سبب للرفعة في الدنيا والآخرة : قال صل
الله عليه وسلم : إنَّ اللهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الكِتَابِ أقْوَاماً وَيَضَعُ بِهِ
آخرِينَ .
و قال تعالى : وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا
وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا
و ذكر ابن القيم مائة فائدة للذكر منها
:
١- انه براءة من النفاق
٢- الذكر يعطي الذاكر قوة حتي انه
ليفعل مع الذكر ما لايطيق فعله بدونه
٣-أن للذكر من بين الأعمال لذة
لا يشبهها شيء و منه لذة للذاكر و نعيم لقلبه و إلا ماسُميت مجالس الذكر ب ( رياض
الجنة )
٤- يُوَرث الذاكر ذكر الله تعالي
له فقال تعالي :
﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا
لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ﴾ البقرة
ولو لم يكن في الذكر إلا هذه وحدها لكفى بها فضلًا
وشـرفًا .
٥- أن دوام الذكر في الطريق
والبيت والحضـر والسفر والبقاع تكثير الشهود للعبد يوم القيامة ، فإن البقعة والدار
والجبل والأرض تشهد للذاكر يوم القيامة
يَوْمَئِذٍ
يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ
الزلزلة
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : الذكر للقلب مثل
الماء للسمك فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء؟! .
وقال ابن عون : ذكر الناس داء .. وذكر الله دواء .
فكلما قويت معرفتنا بالله و رسله صار الذكر يجري
على لسان الذاكر من غير كلفة .
وأفضل أنواع الذكر : قراءة القرآن بالتدبُّر
والتفهُّم ، فقد قال عثمان بن عفان رضي الله عنه : لو طهرت قلوبنا لما شبعت من
كلام الله .
فلو
خصَّصنا مقدارًا يسيرًا لقراءة القرآن كل يوم لنفعنا وزاد إيماننا وعشنا مع كلام
الرحيم الرحمن وذهبت عنا وساوس الشيطان وعشنا بسلام أمنين .
و نستكمل في حلقة الغد بأمر الله
لكم كل التحية
عزة عبدالنعيم
