أحمدعبد الرحمن جنيدو
حَملتُ كآبتي
شعر: أحمد جنيدو
حَملتُ كَآبتي رِجساً
وطُهرا.
ومازالتْ حِمالُ الكَبتِ
قَسرا.
عَبرتُ بها سَماءَ الحُزنِ ضوءاً
وعُدتُ أُقارعُ الأحزانَ جَهرا.
وأنتَ تمُدُّ فَارغةَ
التَّمنِّي،
إلى المَجهولِ قدْ
تَمتدُّ جِسرا.
أُجَادلُ لَوعتي في
اليومِ ألفاً،
وعَدُّ جِدالِنا يَرتابُ
حَصرا.
صَمتتَ قُرابةَ التِّسعينَ خوفاً،
وحينَ نَطقتَ، كانَ النَّطقُ كُفرا.
أُزوِّرُ ضِحكتي مع
ذِكرياتي،
ومنْ وجهي يَبوحُ
السِّرُّ سِرّا.
أدكُّ حُصونَ آلامي
أثيماً،
على يدِكِ الحنونةِ عدتُ سَكرى.
إليكِ أعودُ مُنتصراً
لذاتي،
فكَيفَ مَنحتِ للمَكلومِ صَبرا؟!.
عَجبتُ إذا يَصيرُ العسرُ يسراً،
عهدتُ العمرَ بخَّ اليُسرَ عُسرا.
جلدتُ صَبابتي، أشتاقُ طيفاً،
بنوسِ تخبُّطي أرجوكِ
أَمرا.
يَسوقُ تمنُّعي للغَيبِ
شوقٌ،
رؤاكِ تُجمِّلُ
الإيهامَ فِكرا.
أُحدِّقُ في عيونٍ
لا تخافُ،
و أشعُرُ أنَّ قلبي صَارَ
جَمرا.
تغافلُني العيونُ بدرِّ
دمعٍ،
فيجري الدَّمعُ في
الخدِّينِ نَهرا.
أطوفُ بخصرِها سبعاً، وأغفو،
بعزِّ طَوافِ روحي صرتُ خَصرا.
بَلَغتُ مَحَاجرَ الإعجازِ
فيها،
أنا مُستسلمٌ و رفعْتُ
عَشرا.
تَذوبُ على يديَّ ،
كأنَّ ناراً
تَشُبُّ ، وتَنسَأُ الإحساسَ
قِعرا.
على جَسَدي نَقَشتَ شُروقَ حلمٍ،
على شفتي ملأتَ
الثغرَ خَمرا.
إلى عينيكَ أُرسلُ
رائعاتي،
وأنشُرُ في المدى الإيماءَ شِعرا.
أراكَ على القَصائدِ
جُلَّ معنىً،
رؤىً تَتَواردُ الكَلماتِ
سَطرا.
أسطِّرُ في الحَنينِ جُنونَ
عشقٍ،
فيَنبُتُ في السُّطورِ الحِبرُ
عَطرا.
وعطرُ الرُّوحِ أنقى
من زُلالٍ،
فما أحلاكِ
لو تبقينَ حَبرا.
أنا المُتجرِّدُ المَسلوبُ
قلباً،
أحَارُ ، و أختَفي
ظلّاً وإثْرا.
أُدندنُ بَحَّةَ النَّاياتِ
صمتاً،
فكمْ يتكلَّمُ المَنسيُّ قَهرا.
زرعتُكِ في الفُؤادِ دماً ونبضاً،
وكمْ أغراكِ تَمتلكينَ
صَدرا.
و تختَصرينَ أحلامي برمشٍ،
تخافينَ الغرامَ يعودُ
مَكرا.
مكرتُ، ويَمكُرُ المَحبوبُ جزعاً،
بأنْ يحيا الحياةَ
بظلِّ ذِكرى.
دعيني أحبُسُ الأنفاسَ
رقْباً،
و أنتَظرُ البَعيدَ يَجيءُ
هَدرا.
20/11/2020
شعر: أحمد جنيدو
من ديوان سقطتِ النقطة عن السطر