شكري علوان
لَا يَسْتَكِين…
هَاجَتْ رِيَاحُ الْغَدْرِ ثُمَّ تَلَوَّنَتْ
أَحْدَاثُهَا
مِثْلَ الشُّمُوسِ تَبَدَّلَتْ
صَفْرَاءَ ظَالِمَةَ الظُّهُورِ
وَمَا وَهَتْ
مِنْ هَوْلِ تَارِيخٍ عَظِيمٍ
تَسْتَكِينْ
سَقَطَتْ كَمِثْلِ سُقُوطِ قَطَرَاتِ الْمَطَرْ
كَدُمُوعِ طِفْلٍ
يَتَّمَتْهُ يَدُ الْعِدَا
بِالْخَوْفِ يَرْسُمُ دَوْحَةً مَحْرُوقَةً
فَتُحَرِّقُ الْأَهْوَاءُ
يُؤْلِمُهَا الرَّدَى
فِيهَا تُوَدِّعُ بِالدِّمُوعِ رُمُوشُهُ
وَعْدَ الْحُدُودُ
وَبَقِيَّةً مِنْ رُوحِ نَفْسٍ مُزِّقَتْ
قَدْ لَا تَعُودْ
وَالْهَوْلُ يَنْثُرُهُ التَّفَرُّقُ
فِي الْحُدُودْ
مَا مِنْ مُغِيثٍ أَوْ مُعِينْ
صَعَدَتْ أَقَاوِيلُ الْحَيَارَى
وَاكْتَوَتْ
بِصِرَاعِ وَادِينَا ، بِنَارٍ مُحْرِقَهْ
الرُّوحُ تَرْجُو مِنْ بَعِيدٍ مُشْفِقَهْ
الْوَصْلُ يَشْكُو مِلَّةً
قَدْ مَزَّقَتْ حَبْلَ الْوَتِينْ
وَقَفَتْ أَسَاطِيرُ الْغَرَامِ وَعَاوَدَتْ
كَالرِّيحِ ، كَالْأَنْسَامِ تَبْحَثُ عَنْ
عَطُورِ الْيَاسَمِينْ
الْحُبُّ فِي الْأَنْفَاسِ يَظْهَرُ حِسُّهُ
وَعَلَى غِشَاءِ الْأَرْضِ
يَنْتَفِضُ الْعَرِينْ
رَحَلَتْ مَحَارِيبُ الْأَمَانِي سَافَرَتْ
كَمُهَاجِرٍ فَقَدَ الصَّدِيقْ
كَمُغَادِرٍ ضَلَّ الطَّرِيقْ
كَنُعَاسِ سَاهِرَةٍ مَضَى
فِي رِحْلَةٍ
مُتَمَسِّكًا بِالْوُدِّ يَبْحَثُ عَنْ حَنِينْ
بِالْقُرْبِ يَبْحَثُ عَنْ قُصُورٍ قَدْ خَلَتْ
حُجْرَاتُهَا
صَارَتْ فَرَاغًا خَاوِيِهْ
عِقْبَانُهَا
ناَلَتْ جُحُورًا فَارِغَهْ
أَسْوَارُهَا
عَادَتْ بَقَايَا مِنْ رُسُومْ
وَالْهَوْلُ فِي لَوْنِ الْغُيُومْ
لَا
صَمَتَتْ أَقَاوِيلُ الزَّمَانِ
تَقَطَّعَتْ أَوْصَالُهَا
وَبِخَاطِرِي دَارَتْ حَيَاتِي
وَبِدَاخِلِي مِنْ فَزْعَتٓي
عَرَقَ الْجَبِينْ
وَبِجَانِبٓي
صَوْتُ الْأَنِينْ
لَايَسْتَكِينْ!!
بقلم/ شكري علوان