يحيى محمد سمونة
يتحاورون
= 16 =
و من قبيل الحوار بيني و بين امرئ مثقف، يطلب مني مثالا عن مقالتي في
منشوري السابق و التي مفادها بأن: العلم برمته يعني إدراك حقيقة مضي الحركة في
الأشياء؟
<><><>
قلت: بداية أضرب إشكالية "الحب" كمثال عن شيء موجود في الوجود له
خصائص و صفات و حركة
<><><>
فالحب يتغلغل في القلوب بحكم ضرورة
استمرارية الحياة، إذ لولا الحب لما كان هناك لقاء بين زوج و زوجه، أو بين أم و
ولدها، أو بين فلاح و أرض و مواطن و وطن
<><><>
و إذن فالحب كائن له وجود، و لولا الحب لكان التنافر بدل التوادد، و كان
التكاسل بدل الهمة و النشاط، و كان الإجرام بدل طيبة القلب
<><><>
و لكن كيف و متى و لماذا و أيان يتولد الحب و يشتعل القلب إلفة و ودادة، و
رغبة بعطاء مثمر ؟
<><><>
إن الإجابة الصحيحة عن سؤال كهذا تمثل تمام العلم و حقيقته
على أن الله تعالى يقلب القلوب بما شاء و كيف شاء و أنى شاء
و لكل امرئ من البشر بما يهوى و تنزع إليه نفسه و تضمر سريرته.
<><><>
- وكتب: يحيى محمد سمونة –