صلاح عبد العزيز
لَمْ أكُن عَابراً يُقِيمُ عِلاقةً
لَمْ أكُن عَابراً يُقِيمُ عِلاقةً
فُى صَحَرَاءَ
مُهلَكةٍ
..
خُطَى رَمْلٍ كَخُطَاىَ ،،، وَأَثَرُ السَّيْرِ كَأَصَابعٍ ،،،،
وسَمَائِى كَنَفْسٍ مُتَصَحِرَةٍ جَرَفَتْها أمْطَارٌ مِنْ أَرَقٍ ..
وَسِهَامٌ مِنْ وَرَقٍ
مَكْتُوبٌ فِيهِ لَا غَالِبٌ وَلَا مَغْلُوبٌ ،،،
وَلَا هَارِبٌ مِنَ القَهْرِ ،،،
وَلَا هُنَاكَ مَنْ ينْظُرُ فَجِيعَةً مُحْتَمَلةً
تحَدِّقُ فِيكَ بِالرُّؤَى وَتَنْبَثِقُ مِنْكَ مَعْرِفَةُ الطَّالِعِ
فِى ضَبَابِ الأَيَّام وَهْىَ قَادِمَةٌ لَا شَكَّ ،،،، تَحْتَرِقُ الرُؤَى
فِيكَ وَمَا مِنْ أحَدٍ يُطْفِئُ نَارَهَا فِى الحَدَقِ
أرَى مَا لَا يَرَاهُ غَيْرِىَ مِنَ المُحْتَمَل أَنْ يَحْدُثَ
وَلَمْ يَحْدُثَ أَنْ رَأَيْتَهَا غُلَالةً فِى شَفَقٍ
وَشَغَفاً فِى طُرُقِ مَنْ رَسَمَ مَصِيرَكَ
وَهْىَ قَالَتْ أَنَا غَيْرُ آسِفَةٍ
فَقُلْتُ أَنَا غَيْرُ آسِفٍ ،،،،،
.
،،،،، لَمْ تَعُدْ ذَاتَ مَغْزًى أَنْ تَظَلَّ رُوحُكَ طَافِيةً عَلَى
الغَيْمِ أَوْ فَوْقَ نَهْرٍ خَرِبٍ
ذَلِكَ أَنَّ مَاءً جَارٍ لَيْسَ بِمَاءٍ وَلَا نِيرَانَ جَوًى
فِى مَنَامٍ وَلَيْسَ نَوْماً عَادِياً وَلَا مَوْتاً وَلَا مَا يَرثِهُ
الأَحِبَةُ مِنْ بُهْتَانٍ وَتَغَيُّرٍ إِذَا مَا تَحَوَّلَ المَعْنَى لِلضِّدِّ
وَلَا ضِدَّ
- إنَّمَا القُلوبُ أَنْوَارٌ بِلَا عَيْنٍ تَسْمَعُ وَبِلَا سَمْعٍ تَرَى
- إِِنَّمَا بِخَلَجَاتٍ تَظُنُّ مَا تُحَرِّكُهَا غَمْضَةُ عَينٍ
وَحَاجِبٌ مِنْ أحْجِبةِ السِّرِّ وَالخَيْرِ والرِّفعةِ والعزَّةِ ..
- إِنَّمَا السَّعَادَةُ فِى انتِقَاءِ مَا جَلَّ عَنِ الوَصْفِ وَمَا
رَفَّ بِأجْنِحَةِ الهَوَاتِفِ ..
وَعَلَى بَصِيرةٍ أَدْركتُ أنَّ فَرَحاً غَامِراً فِى مرْصَدِ حَياتِىَ وَمَا أَرْقبُهُ طِيلَةَ
أَنْ تَوَقَفتْ عَلَى أُمْنِيَاتِى خُطْوةٌ وَاحِدةٌ
فِى صَحَراءَ مُهْلِكَةٍ
وَهُنَاكَ قَتلَةٌ وَلصُوصٌ وسِعْلَاةٌ وَذِئَابٌ وسَرَابٌ
مُتَربِصُونَ وقَوَّادُونَ وَفَاعِلُونَ بالشِّعَرَاءِ مَا لَمْ يَفْعَلُهُ
الزُّنَاةُ ،،،،،
وَتَنْسَى قَصْدِيرَهَا وَعَاجَهَا وَكُلَّ مَا يُرَاوِغُكَ وَهْىَ
تَفْتَحُ وَرْدَةَ الهَلَاكِ بِنَعِيمِهَا المُوصَدِ بِقُفْلٍ مِنْ سِنِّ
تَمْسَاحٍ وَأَرْجُلِ ابْنِ آوَى وَعَيْنِ قِطٍ مُوحِشٍ ومُرْعِبٍ كَطَرِيدَةٍ ،،،
وَكَثِيرٌ مِنَ القُطْعَانِ تَهْرُبُ
وَغَيْرَ آبِهٍ ،،،،....
- رُغْمَ ذَلِكَ تَخْطُو ،،،،
هَا هِىَ الطُّيُورُ والثَّعَابِينُ وَحَيَوَانَاتُ البِيدِ تنْظرُ
تَعْرِفُ أنَّكَ لَنْ تَعُودَ
وَإِذا عُدْتَ سَتكُونُ غَيرَ مَا أنْتَ
شَيْئاً آخَرَ غَيْرَ الذِى مَضَى
غَيْرَ الذِى كَانَ
رُكَامُ دَارِكَ لَنْ تَرَاهُ وَلَنْ تقِيمَ
بَلْ
تعُودَ إِلَى مَا هَاجَرْتَ إلَيهِ
الخُبْزُ الجَافُ والمِلْحُ كَرَدِيمِ مَقْبَرةٍ
وسَطُلٌ مِنْ قِربَةِ المَاعِزِ
كَشَرَابِ الفَرَاشَاتِ ملِيئَةٍ بمَاءِ البِئْرِ ،،،،،
الأعْوَامُ التِى سَتُقَضِّيهَا لَنْ تَكْفِيَكَ أَن تنْسَى
أَنَّهَا قَالَتْ لَا تَخْرُجَ .. لَا ترْحَلَ ..
- أنْت بِتِلكَ المُخَيِّلَةِ تَرغَبُ فِى المَوْتِ ..
- لَا .. بَلِ المَوْتُ يَرْغَبُ فِىّ .
- مهَاجِراً للمَوْتِ إِذَنْ .
- لَا .. بلِ المَوتُ مُهَاجِرٌ بِىِ ..
وَرَغْبَةُ الرَّحِيلِ تَسْتَحْوِذُ عَلَى مَنْ هُمْ لَا يَرْغَبُونَ .....
- الآنَ صَدَقْتَ .. كُلُّ مَوْتٍ مُعْلَنٍ هُوَ رحِيلٌ
لا يُمْكِنُ أَنْ تَمْنَعَ جَرَيَانَ نَهَرٍ أَوْ مُرُورِ سَحَابَةٍ ،،،،
- لَمْ أَكُنْ عَابِراً يُقِيمِ عَلَاقَةً وَيَمْضِىَ .. لَمْ أَكُنْ
غَيْرَ مُحِبٍ لِمَنْ لَا يُحِبُّ ،،،،،
لِمَنْ جَمَّعَتِ الثَعَالٍبَ فِى حِجْرِهَا
وَقَالَتْ سَأَرْحَلُ .. أَنَا غَيْرُ آسِفَةٍ ..
- نَعَمْ .. أَنَا أَيْضاً كُنْتُ أحبُّ غَيْرُ آسِفٍ .. الجَهْلُ يُجْبِرُنَا عَلَى نَسْجِ
النِّهَايَاتِ قَبْلَ أَنْ نَبْدَأَ ..
- مَنْ يَحْفُرُونَ هُوَّةً نَرَاهُمُ وَمَعَ ذَلِكَ ...........،،،،
- وَقعْنَا كَمَنْ يسْتَعْذِبُ الأَلَمَ والفُرْقَةَ فِى الوَاقِعِ
،،،،،،،، حَلُمْنَا أَنْ نَعِيشَ فَضَاءَ اللَّذَّةِ نَسْتَعِيرَ هَيْأَةً حَيْثُ
يَرَانَا المُحِبُونَ ..
فِى أَشْجَارِ النَّخِيلِ .. فِى سَمَاءٍ غَيْرِ مُغْلَقَةٍ
فِى أَىِّ غيم نستعيد شعورنا القديم
كَانَتْ لَنَا دَارٌ وَكَانَتْ لَنا أَرِيكَةً تَحْتَ أَيْكَةٍ ......
- كَانَ لَنَا ...
- مَا كَانَ لَنْ يَجْعَلَ فِى الرَّحِيلِ إِقَامَةَ شَبَحَيْنِ مِثْلَنَا
عَلَى الدَّوَامِ يَطْرُدَانِ الأَسَى وَالثَّعَالِبَ والثَّعَابِينَ ..
- لِكُلِّ هَذِهِ الأَشْيَاءِ ترْحَلُ وَلَا تقيمُ ..
يَعْرِفُ الحَصَى كَمِ اسْتَهْلَكَكَ البُعْدُ عَنْ مَأْسَاةٍ ،،
عَدَا أَنَّهَا قَالَتْ بِمُخَيِّلَتِكَ لَا تَخْرُجَ .. لَا تَرْحَلَ ..
فِى انتِظارٍ مَمِلٍّ طَوِيلٍ ،،،
وَقَيَّدَتْ بِصَوْتِ خَيَالِكَ الهَوَاءَ وَالمَاءَ وَالتُرَابَ
القَيْدُ يَكُونُ أَحْيَاناً بِكَلِمَةٍ لَا تَخْرُجُ مِنْ فَمِهَا
بَلْ مِنْكَ
- أَخْدَعُنِى وَهْى تَعْرُفُ .
- لَا تَرْحَلَ فَلَهَا القُدْرَةَ عَلَى تَفْكِيكِ نُجُومِكَ
لِقطع مَعْدنية صغيرة ..
فَلَا ترْحَلْ
لَا تَرحَلْ ......،،،،،،،،،
..
صلاح عبد العزيز 🇪🇬🇪🇬🇪🇬
5/3/2023
9/3/2023