جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
آراءذكرياتشفيق الدويكمجتمع

في الأسرة (غيض من فيض) :(2)المؤثرون قديما وبأطهر محتوى

 

شفيق الدويك

 في الأسرة (غيض من فيض) :(2)المؤثرون قديما وبأطهر محتوى

حال معظم الأسر الأردنية، تميزت أسرتي بأنها أسرة ممتدة extended family (بسبب وجود جدي وأعمامي، يرحمهم الله، معنا بنفس السكن. كان بئر الماء الذي حفره جدي أيضا، كما جدي، يوحدنا) ، وساهم معظم الكبار تقريبا  في تربية معظم أعضاء فريق  جيلي، أقصد حقن عروقنا بالقيم، والمثل، والعادات والتقاليد. لقد كان المطلوب منا ان نكون مثل الصقور نضع على رؤوس الجبال علامات بغية التمكن من شق طريق الحياة بالصبر، والعمل، والقدرة على التحمل.

ان من بين أبرز القيم التي عمل الأجداد والآباء على غرسها في جيلنا والمحافظة عليها (والتي لا تحافظ الأجيال الحالية على معظمها) العصامية، واحترام الكبار، والترحيب بالضيف ، والكبرياء، وعزة النفس، والمروء، والشهامة، والحياء، ومد يد العون للمحتاجين، والجود، والكرم، وعدم التفريط بهيبة الكبار.

لقد ابتلي آباء وأمهات هذا الجيل بازدحام عوامل منع وصد للتأثير الايجابي في اعتقاد ونمط سلوكيات خلفتهم. ومن بين أبرز عوامل الصد تلك (١) سيادة العاطفة عوضا عن التعقل عند التنشئة، (٢) وضياع هيبة الكبير، (٣) واستعمار الهاتف المحمول للعقول، (٤) وتردي الأوضاع المادية (بشكل عام).

لقد اهتم والداي، يرحمهما الله، في مسألة التعليم، حيث أرسل شقيقي الأكبر الدكتور رفيق لروضة أم جواد في بداية الخمسينات من القرن الماضي، اما أنا فالتحقت بروضة عبد العزيز العزة عام ١٩٦٠، وكان والداي يتابعان تحصيلنا العلمي عن كثب وذلك طوال مراحل التعليم. هذه بالطبع نقطة مهمة تحسب للوالدين.

مسألة أخرى يجدر الإشارة اليها وهي اننا

قد بدأنا صوم رمضان في سن مبكرة جدا أي في سن الخامسة.

وانطلاقا من املاءات قيمنا العربية الأصيلة، كان لزاما علينا أن نكون قريبين من الكبار لمساعدتهم ومد يد العون لهم حين يلزم الأمر أو تستدعي الظروف لذلك، وقد نجم عن ذلك تأثرنا بصورة كبيرة بما كانوا يفعلون سواء في البيوت أو في أماكن العمل، وانبثق عن ذلك، على الصعيد الشخصي، اتقان معظم مهنهم، مهن أهلي، في مراحل الصبا مثل مهنة البيع، والشراء، وحفر آبار مياه الشرب، والبناء، وتفتيت الصخور بالبارود ومن ثم تقطيعها، وأعمال المطاعم، والمخابز، والبقالات. ويضاف إلى ذلك، ضمن نهج التأثير الموجه باستشراف عميق، إرسالنا للعمل أثناء العطل الصيفية عند الأقارب لتنويع الخبرات. فقد تعلم أخي الأكبر النجارة مثلا عند ابن خالتي النجار، وتعلمت انا صناعة اثاث الخيزران عند ابن عمة والدي.

في الغالب،يُؤَثّرُ الأخ الأكبر في سلوك ومنهجية الأخ الذي يليه من إخوته بنسبة كبيرة، كما يحاول الأخوة في الغالب تقليد بعضهم .

كان أخي الأكبر يتجاوزني بسبعة أعوام، وبالتالي حاكيته عقب توجيهات وإرشادات منه  في تخصصه الأكاديمي(كلية إدارة الأعمال والاقتصاد )، وفي المجال العملي (عملنا في البنوك، حيث عمل أخي في البنك المركزي الأردني، وعملت أنا في البنك العربي) .

يأتي هذا السرد المعروفة معظم تفاصيله لكثيرين لسببين رئيسيين، (الأول) توثيق ما كانت عليه قيم الحياة الاجتماعية التي كانت سائدة خلال عقدي الخمسينات والستينات من القرن الماضي، (والثاني) يتضمن محاولة هادفة وجادة من الكاتب لدعوة الجيل الحالي لإحداث تغيير مطلوب في انتقاءٍ أمثل (لمحتوى) مؤثرين ايجابيين بدل المتاح حاليا على شبكات التواصل الاجتماعي من محتوى يفيض بسموم وتفاهات وانفلاتات لا تحققان سوى حرق لساعات وقتهم الثمين، وفشل أو ضياع لفرص هم أحوج فيها إلى من يرشدهم لمعرفة بعض عناصر معادلة النجاح في الحياة العملية غير الراحمة لأحد.

يتبع...

شفيق الدويك


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *