نكـهة القدر
--------شعر يوسف الطويل------
هــلْ تـبـتغي بـلـحا مــنْ نـخـلة ذكَـرِ
وفــي الأنـوثـة مـا يُـغني مـنَ الـثمرِ
هـلْ تـبتغي مـولدا يـنسلّ من جدث
أمْ تـبتغي جـنّة الـرضوان فـي سـقرِ
دعـني فـلي منْ هموم العشق سنبلة
تـكاد تـخفي بـروحي أطـول الشجرِ
لـي مكّتي بدمي المضنى أطوف بها
لــي يـثـربي زرتـهـا حـيـنا بــلا سـفرِ
لـي بـيت قـدس شـريف لا يـهود به
ولــي دمـشـقي بـلا حـرب ولا خـطرٍ
لـي دجلتي أرتوي منْ مدحها عطشا
سـرقت منْ شوقها لي أعذب الصور
ولــي جـزائـر ضــوء ذقــت عـتْـمتها
مــا أبـصـرتني بـها مـنْ حِـدّة الـبصرِ
لــي مــا لـطـفل أضــاع الـعمر لـعبته
فـصـار يـكـبر بـيـن الـيأس والـضجرِ
ولـــي مــقـام ولـــيّ مــا دفـنـتُ بــه
وقـبّـتـي عـــدم يـمـضـي بـــلا أثـــرِ
لا طـين لـي عـند بدء الخلق شكّلني
إنْ كنتُ يا ويح لي شُكّلتُ منْ حجرِ
بـداوتـي خـيـمة مــا عــدتُ أسـكنها
ونـاقـتي تـعـبتْ مــنْ غـربة الـحضرِ
ألاحـــق الــضـاد ظـبـيا تــاه مـوئـله
وعـجمة الـمنتهى تـختال فـي مضرِ
بـلـقيس فــي يـمـني عـرشي تـنكّره
وهـدهـد الـشِـعر لــمْ يـنـبئك بـالخبرِ
أرضـي الـيباب سـماواتي تـخاصمها
فـحـبّة الـرمـل صـدّتْ قـطرة الـمطرِ
هـلْ أنـتمي لـي ولي كينونة سقطتْ
عـلى أعـالي الرؤى من شاهق الحفرِ
إنْ جـئتُ يـوما أمـام الـحظّ أذكرني
عـنّـي تـرضّـى كـشـيعيّ عـلـى عـمـرِ
صـبـري كـسـاعة يـتـم لا زمــان لـهـا
ومـوطـني هــام بـالأغـراب والـغـجرِ
لا جِــنّـة لـــي ولا شـيـطان يـلـهمني
فـي الـشعر مـلهمتي شـيطانة الـبشرِ
الـشـِعر لي قهـوة كمْ تحتسـي كمدي
وسكّـرها يـا صـديـقي نشـوة الـقـدرِ
***********************
***********************