الجنرال الألماني جلوبز هويزنجر أحد كبار قادة سلاح المدرّعات في الجيش الألماني إنشقّ بسبب معارضته لهتلر وفرّ إلى بريطانيا و طلب اللّجوء السياسي هناك.
أثناء التّحقيق معه رفض إعطاء المحقّيقين البريطانيين أيّ معلومات عسكريّة تخصّ الوحدة الّتي يقودها. كما رفض إعطاء أسماء القيادة الوسطى الألمانية حتّى استاء أحد المحقّقين البريطانيين بعد أسابيع من التّحقيق معه فقال له: "كيف تطلب منّا إعطائك لجوءا سياسيّا و منزلا في الرّيف الإنجليزي وأنت لم تعطينا في مقابل ذلك شيئا و لم نستفد منك بأيّ شيء؟ فما الّذي يثبت لنا أنّك معارض لهتلر؟"
فردّ جلوبز: "أنتم لا تطلبون معارضا لهتلر، أنتم تريدون خائنا لوطنه وأنا لا يمكنني أن أكون خائنا"
فردّ عليه الضابط البريطاني: "أنت خنت وطنك منذ أن قدمت هنا تقايضنا به بمنزل وحفنة من الجنيهات"
عندها ندم جلوبز على انشقاقه وأراد العودة إلى ألمانيا رغم معرفته أنّ ذلك يعنى الموت المحتّم بتهمة الخيانة لكنه رأى أنّ الموت في ألمانيا أشرف من العيش في بريطانيا. إلّا أنّ الإستخبارات البريطانيّة رفضت طلبه بالعودة و قامت بتعذيبه في محاولة منها لانتزاع المعلومات منه بالقوّة ولكن دون جدوى حتّى مات تحت التعذيب.
هناك فرق كبير بين أن تكون معارضا لنظام سياسي أو حكومة أو فرد وبين أن تكون خائنا لوطنك ولدينك ولأمّتك.
وما أكثر الخونة والعملاء اليوم الّذين باعوا ويبيعون بلدهم في كلّ لحظة بثمن بخس وأحيانا بدون ثمن.
***********************
***********************