جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
أدبفاتن خاطرقصة

يا له من سوق كبير...

يا له من سوق كبير...
فى هذا المكان كل شئ موجود، متاح ، فقط هى مهارتك فى التفاوض، لم يجد الشاشة بالسعر المطلوب ، كانت أقلهم تصرح بأنه لن يتمكن من شرائها إلا الشهر القادم، بعد تنازله عن كتابه الشهرى..
تفحص راديو قديم يزيد حجمه عن كف اليد بسنتيمترات قليلة، جرب صوته، ولم يجاهد بأية خطوة للتفاوض،


اشتراه بخمس وخمسين جنيهاً كاملة ....
بعد خمس ساعات بالتمام ضبط الراديو على الموجة، وفتح ستارة الغرفة فتسرب نسيم الصيف مداعبا ضى بدر بعيد، حاول أن يرى وجهه كاملا فى أنواره، لكن تحية صبي المقهى وغلق أبوابها الثقيلة ، انقبض معها صدره ، ربما لأنه كل يوم وفى هذه اللحظة تحديدا يكون على وشك أن يستدير مسرعا للمقهى فى رغبة أقدم من أبوابها ، فى السهر خلف هذاالباب المغلق يعبث بكل شئ ..
يغسل الأكواب ..
ويعد اثنى عشر مشروبا ، كوبا من التمر، وآخر كركديه ،
وشاى ساخن بالنعناع ، ويجرب عمل السحلب بنفسه ،
ويعصر الليمون الأخضر بأصابعه ، ويخلط اللبن على القرفة والجنزبيل ، ويهرس الموز ، والفراولة ، والمانجو بقوة..
ويصبهم جميعا فى كوب واحد .
ويصنع مشروبا أخر بلا مشروب..
وكوبا يملأ فراغه بقطرة من كل مشروب ، ثم يحملهم جميعا كوبا بعد كوب..
فيضعهم على أكبر كوب..
و يحبس فيه الهواء ، ويعصر التمر، والعنب فى كوب..
ويبل شربات الورد ..الأحمر فى أكبر إناء..
ثم يغلى أكبر كوب بن ..
ويفتح الراديو، ويرفع صوته عاليا..
وينظف المكان كله، ويجلس..
على الأرض متكأ على الحائط أمام أكوابه الاثني عشر..
يبل إصبعه بقطرة من كل مشروب ..
و يسقي الأرض ..فقط ..قطرة ..بقطرة من كل مشروب .
ويشم شربات الورد ..
ثم يفتح ألف ليلة ولية ويظل يقرأ ، ويقرأ ...
بأعلى صوت ..
حتى تأتى كل الشياطين الحمر والملائكة البيض ،
فيشربوا معا رشفة من كل مشروب ، ويضعونه بأكوابه والراديو ، والمقهى على صفحة إناء الورد ،
ويحملونه بالمقهى كلها لأطول ليلة داخل الليالى الألف ،
ولا يعود أبدا، لوح بيده:
- وأنت من أهل الخير...
مرق مباشرة بخطى أكثر بطء من عصر عصيره ..
إلى مرآته التى لم يتغير موضعها أبدا ..
منذ الرنة الأولى لأنين ابنته، متعجبة من برد نفس الغرفة وضجيجها المفاجئ ...
وكبرت دعاء..
وازداد صوتها حدة، وارتفع بالصراخ، والطلبات، والغناء،
وحفظ تواريخ مبعثرة لأحداث وطنها..
والتى لم يؤرخ بينهم حدثا واحدا لشارعهم ..
ولم يخط سطراعن رجل يحاول كل يوم ..
أن يرى وجهه كاملا فى أى شئ ...
فلم يفلح. 

***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *