كـاتم الصمت
------شعر يوسف الطويل--------
تـسـافر فــي الـمـعنى ودربــك ضـائـعُ
ومـيـعادنا فــي تـخـمة الـوصل جـائعُ
ولــدتُ مــع الأحــزان يــا أنـت تـوأما
وبـالـعقم أفـراحـي الـيـتامى تـصـارعُ
هــنـا غـربـتـي كـأسـا دهـاقـا شـربـتها
وفــي فـيضك الـصوفيّ جـفّتْ مـنابعُ
كــبـرتُ بـشـكّـي فـــي طـفـولة نـخـلة
وعـمرك فـي عـمر الـنوى الـكهل واقـعُ
أغـيبُ مـع الـشمس الكبيسة في دمي
وأنـــت مـــع الــبـدر الـمـهـاجر طــالـعُ
فـمي لمْ يزلْ في كاتم الصمت لا يرى
وتــهـذي بـأشـعـاري الـيـبـاب أصــابـعُ
أصـلّـي عـلـى سـجّـادتي نـصف ركـعة
وطيفك طـول الـليل فـي الـروح راكـعُ
كــأنّ غــدي مـحـراب شـوق بـساعتي
وتــلـك الأمــانـي قـبّـــة .. وصــوامـعُ
تـوضّـأتُ مـنْ حوض الـفـناء قـصـيدة
ومـــاء وضـوئـي فــي هــواك مـدامـعُ
أحـــجّ إلــــى ذاتـــي إلــيـك بـكــعـبة
وشـيـطان شٍـعري فـي جـمالك خـاشعُ
أدور بـــأبـــراج الأفــــــول كــكــوكـب
ولــي الـمـوت فــي تـيه الـمجرّة تـابعُ
فــإنْ رمــتُ فـي عـمق الـكتابة روعـة
فــمـنْ بـحـرك الـلّـجيّ تـهـفو الـروائـعُ
فــهـبْ لـــي بـكـفر الـذكـريات نـبـوءة
بــهـا عـــنْ جـمـيـع الـعـاشـقين أدافــعُ
ومــا جـنّـة الـرضـوان غـيـر ابـتـسامة
بــنـار هـــوى فـيـهـا تــذوب الـمـواجعُ
تـرى ضـاق قـلبي الـهشّ حـين سكنته
وقـبـلك قـلـبي الـهـشّ رحـبٌ وواسـعُ
فدعني معي أمضي إلى حيث خيبتي
وصــوتـي لـتـطـبيع الـسـكوت يـمـانعُ
فــمـا غــيـر هــذا الـشٍـعر حـيـنَ أبـثّـه
بـمـحـكـمة الــعـشّـاق عــنّــي يــرافــعُ
***********************
***********************
