جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
مجتمعوسيم النوستالجي

عن وإلى أبي «متعه الله بالصحة والعافية» في #يوم_الأب

عن وإلى أبي «متعه الله بالصحة والعافية» في #يوم_الأب    وسيم النوستالجي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)
في فترة التسعينيات القميئة وبعد موت خالي في العبارة سالم اكسبريس.
ثم وقوع حرب الخليج الثانية بعد غزو الكويت حيث كان أبي يعمل في بغداد مبيض محارة، وقبيل زلزال مصر بأشهر وفي اليوم الذي بدأ فيه ملك الموت يعد أنفاس الجزائريين قبل دخولهم في سنوات العشرية السوداء .. جئتُ إلى الدنيا لأكون فرحة والدي عفيفي عبدالعزيز «الأولى» في سنة سوداء عليه وعلى عائلته.
(2)
كان أبي هو الصعيدي الصنايعي الأول في جيله الذي كسر قاعدة «الصنعة وراثة» فقد رفض تمامًا أن نعمل معه في صنعة المبيض محارة وفضل أن يجعلنا 4 طرابيش وخمار «4 أزهريين وفتاة أزهرية».
فقرر أن يجعلنا طفولتنا المبكرة بين الكُتَّاب والمعهد الأزهري وبقية اليوم تحت رجله وهو يراجع معنا مع حفظنا ودرسنا، وإن تبقى وقت نسرقه لمشاهدة هرقليز مع سخط مكتوم على نشرة الساعة التاسعة مساءًا التي يهواها.
عاد أبي من بغداد وكانت العراق والسفر إلى الخارج فكرة ماتت في عينه، ولم تعد له من بغداد أي ذكريات تربطه سوى كتابين هما «نهج البلاغة» للشريف الرضي، وتاريخ الخلفاء للسيوطي، فأراد أن يجدد ذكرياته بأن يقرأ لي ما بداخل الكتابين، كنت بالكاد قد دخلت الصف الأول الابتدائي فلم أفهم كتاب نهج البلاغة بقدر حبي لكتاب تاريخ الخلفاء فبدأ ولع القراءة منذ ذلك الحين.
(3)
كانت قسوة أبي كشمس لافحة ظاهرها حرارة حارة لكن وجودها ضروري للحياة، وكان لا يرحم من تخلف عن الكُتَّاب وقت أن كانت توجد كتاتيب بمعناها الحقيقي، وبقيت القراءة هي الخصلة المزروعة في داخلي دون بقية إخوتي بسببه.
أتذكر أني حين دخلت السيبر أول مرة في حياتي وكان هذا أمرًا صعبًا على بيئة محافظة ترى الولوج إلى السيبر كالبيات في وكر العاهرات أن تقبل ذلك، فغضب مني جدًا وحين صالحني أيقظني من نومي كمدًا لأشاهد برنامج له صلة بالتاريخ اسمه اختراق لـ عمرو الليثي.
(4)
احتفظ أبي بصورة ضخمة لجمال عبدالناصر فقد كان يحبه، لكنه لم يبدي غضبًا في ميولي خلال بدايات المراهقة الفكرية، فقط كان يقول لي شيء واحد لا تسمع لمن يقول لك لا تقرأ لكذا .. اقرأ كثيرًا «لو ورقة مرمية في الأرض اقراها» وظلت نصيحته موجودة لدي.
بين الموسيقى وأبي جبل جليد لكن ما بين أبي وعبدالحليم حافظ مصانع الحداد فهو لا يطيقه ولا يحبه ممثلاً أو مغنيًا لكنه احتفظ بشرائطه كتذكار من شقيقه الراحل فلم يرفض أن أستمع لعبدالحليم حافظ لكنه كان يمقت فيّ خصلة التأثر يمقتها لدرجة الضرب وسم البدن، أذكر وأنا في الصف الثالث الإعدادي حين شاهدنا فيلم معبودة الجماهير ورآني متأثرًا لدرجة الدموع مع الموسيقى التي بعد كوبليه خنجر أنت في الضلوع أنه صاح بحذاءه «مالك يا مشهون»
( 5 - أخير)
يمضي العمر سريعًا ويتطور الإنسان معه وكل ما أنا عليه من خير فسببه الرئيسي بعد الله هو والدي .. ولو امتلكت بلاغة الدنيا وصارت البحار حبرًا وبعدد نجوم السماء أقلامًا وبمقدار ذرات الأرض أوراقًا ما وفيت قدر أبي ولا فضله.


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *