إصداراتعبد الحميد هيمة
صدور كتاب أعمال الملتقى الدولي " تداخل الفنون والأجناس في الإبداع السردي الحديث "
صدور كتاب أعمال الملتقى الدولي " تداخل
الفنون والأجناس في الإبداع السردي الحديث " والذي نظمه مركز جسور الدولي
للتنمية البشرية والدراسات والأبحاث بمدينة الرشيدية بالمغرب وفيه مداخلتي ( من
تداخل الأجناس إلى تداخل الفنون في رواية رواية حائط المبكى )، وهي تجربة جديدة من
حيث المضمون و البناء، يخوضها الأديب الجزائري عز الدين جلاوجي، في هذه الرواية,
يغوص الكاتب في أعماق عوالم النفس البشرية ,ويحلق بها في أفضية الفن الواسعة,
ليرسم لوحة خالدة للفن الأصيل، ولعل أهم ما يميز هذه الرواية تداخلها مع مختلف
الفنون، حيث تنفتح الرواية على عوالم الفن الرحبة، لتستضيف في ثناياها عددا من
الفنون بدءا بفن الرسم، تحضر أيضا في الرواية وبشكل خاص ( ساحة الفنا ) بمدينة
مراكش بوصفها لوحة فنية كبيرة، أو منصة عرض تحوي مختلف أشكال الفن، والفلكلور
المغربي الأصيل، كما تحضر في الرواية الموسيقى القديمة والحديثة، وأدب المسرح، و
أدب الرحلة، والسينما، لتغدو الرواية مهرجانا، أو كرنفالا لتداخل الأجناس والفنون
و تزاحمها، فهي رواية منفتحة، أو رواية ذو بنية مركبة، و هجينة كما يسميها إدوارد
سعيد، لا تكتفي بالانفتاح على مختلف الأجناس الأدبية، وإنما تتعداها للانفتاح على
مختلف الفنون، وبخاصة الفن التشكيلي، الذي سنركز عليه في هذه المداخلة.
وهذا التداخل و التفاعل بين الفنون في هذه الرواية يطرح مسألة
القراءة، فالنص عندما يكون ذو تركيبة معقدة، أو مركبة فإنه بحاجة إلى نقد مركب،
عابر للتخصصات، يستثمر كل المعارف الإنسانية، و يستجيب لبنية التعقيد التي أصبحت
تميز الرواية الجديدة، و التي تطرح نفسها اليوم في مقابل منظومة التبسيط، و هذا
الفهم للنص الأدبي في سياق المعارف المعاصرة يفتح الأبواب على مصراعيها لفهم جديد
للنص تنهار فيه كل الحدود الفاصلة بين الفنون، ومن هنا سعت هذه المداخلة إلى طرح
جملة من الأسئلة تتمحور على الخصوص حول حضور الفنون التشكيلية في الرواية و هي:
ما العلاقة التي تربط الرواية بالرسم و الفنون التشكيلية ؟ و هل
الرواية مأخوذة دوما بالتعبير الخلاق الذي يوظف كل الطرق الممكنة لتعميق فنيتها ؟
ما مدى توفيق عز الدين جلاوجي في تضمين روايته للفن التشكيلي، و ماذا أضاف هذا
التداخل للفنون التشكيلية للغة السرد ؟ ما هي أبعاد و دلالات هذا التجاور، و
التحاور بين الفنون في الرواية ؟ وهل يؤسس جلاوجي في هذا النص لنوع جديد من
الكتابة الروائية لا تعتمد على تداخل الأجناس فقط، و إنما على تداخل الفنون أيضا،
و خاصة الفن التشكيلي ؟ ..
***********************
***********************
