منذ كنتُ في مهرجان الشارقة للشعر العربي ضيفًا شاعرًا، ولم تزل الشارقة قصيدة لها أثر عجيب وحبيب في القلب، بما أعطَتْ وما زالت تعطي. ولقد تأجلت أمسيتي في بيت الشعر في الأقصر يوم الخميس الموافق 4/7/2019 احترامًا لحادثة وفاة الشيخ خالد، ومشاركة لباني بيوت الشعر في البلدان العربية، وما كان لمثله أن يتغلَّبَ عليه الموت بأي شكل كان، وقد منح الشعرَ والعلم بيتًا يحيا ويسكن فيه في أكثر من دولة عربية.
...
(في رثاء الشيخ خالد بن سلطان القاسمي رحمه الله تعالى)
شعر أحمد حسن أبو إلياس- مصر
***
الْحُبُّ -بَيْنَ الْقُلُوبِ- الأَصْلُ وَالصِّلَةُ
إِنْ ضَاعَ قَلْبٌ
فَطَعْمُ الْحُبِّ بوصَلَةُ
..
أَكَلْتُ مِلْحَ الرِّضَا فِي دَارِكِمْ
فَنَمَتْ -فِي الْقَلْبِ مِنْ شُكْرِهِ وَالْحُبِّ- سُنْبُلَةُ
..
مَعَ السَّلامَةِ؛ هَذَا الليْلُ أَلْفُ عَزَا...
فِيهِ الْكَوَاكَبُ –والدُّنْيَا- مُعَزِّيَةُ
..
والأرْضُ –بِالدَّمْعِ، مِثْلَ الْحَقْلِ- شَارِقَةُ
وَشَمْسُ "شَارِقَةِ" الأَحْبَابِ غَارِبَةُ
..
أُمٌّ عَلَى طِفْلِهَا تَبْكِي
وَتُقْرِئُهُ دَمْعَ الدُّعَا
صَبْرُهَا –لِلشَّوْقِ- فَاتِحَةُ
..
أَرْجُو لَكَ الضَّوْءَ فِي مَثْوَاكَ جَنَّةَ مَا يَلِيقُ بِالْحُبِّ تَبْنِيهَا الْمَلائِكَةُ
..
فَكَمْ بَنَى وَالِدٌ جَنَّاتٍ، ازَدَهَرَتْ فيها عُلُومُ، بِهَا الْبُلْدَانُ عَامِرَةُ
..
فَحَقُّهُ أَنْ يَصُفَّ الشِّعْرُ أَحْرُفَهُ حُزْنًا طَوِيلاً تُصَلِّي خَلْفَهُ اللُغَةُ
..
وَحَقُّهُ أَنْ يَصِيرَ السَّطْرُ مَقْبَرَةً فِيهَا تُكَفَّنُ أَلْفَاظٌ وَأَفْئِدَةُ
..
وَ أَوْلِيَا الشِّعْرِ مِنْ كُلِّ الْقُرَى
رَقَدُوا
فِي الأَحْرُفِ، الأَحْرُفُ الزَّرْقَاءُ أَضْرِحَةُ
..
أَوْ أَنْ تَصِيرَ السُّطُورُ الزُّرْقُ مِسْبَحَةً يَسْتَغْفِرُونَ بِهَا
وْالْحُبُّ مَغْفِرَةُ
..
مَعَ السَّلامَةِ..
يَا نُضْجَ الْحَيَاةِ، فَلا ثِمَارَ تَسْقُطُ إلا وَهْيَ نَاضِجَةُ
..
خَلدْتَ فِي ذِكْرَيَاتٍ..
وَارْتَحَلْتَ إِلَى رُكْنٍ بِقَلْبٍ بِهِ الأَمْوَاتُ عَائِشَةُ
..
تَنَفَّسِ النَّبْضَ مِنْ كُلِّ الْقُلُوبِ إِذَا اشْتَاقَتْكَ..
وَاحْيَ بِمَا تَرْوِيكَ أَوْرِدَةُ
..
طَعْمُ الْحَيَاةِ عَدِيدٌ..
وَالْجُسُومُ إِعَارَاتٌ..
مَصِيرُ الْمُعَارَاتِ الْمُفَارَقَةُ
..
وَأَنْتَ أَنْتَ إِذَا أَصْبَحْتَ فِي جَسَدٍ
أَوْ لَا؛
فَذِكْرَاكَ -فِي نبضٍ- مُجَسّدَةُ
..
نقول: سَافَرْتَ..
راسِلْنَا؛ لِنَذْكُرَنَا
سَاعِي الْبَرِيدِ -إِلَى أَرْوَاحِنَا- ثِقَةُ
..
لَدَيْكَ زَادٌ مِنَ الْحُبِّ الْكَبِيرِ لِوَالِدٍ،
وَمَاءُ عُيُونٍ، وَهْيَ فَائِضَةُ
..
فَأَيْنَمَا رُحْتَ، فَارْوِ الرُّوحَ؛
لا عَطَشٌ
وَغَذِّهَا؛ فَقُلُوبُ الصَّحْبِ أَرْغِفَةُ
..
لَوْ كُنْتَ رُحْتَ بِلا حُبٍّ وَلا أَثَرٍ حُلْوٍ لَقُلْتُ بِأَنَّ الأَرْضَ أَرْمَلَةُ
..
لَكِنْ
رَحِيلُكَ فِي مَعْنَاهُ فَلْسَفَةُ الْحُضُورِ..
وَالأَبُ -فِي الْمَجْدِ- الْمُقَدِّمةُ
..
مَا زَالَ يَبْسُطُ للآدَابِ مَائِدَةً
وَإنَّهَا -مِنْ سَمَا شِعْرٍ- مُنَزَّلةُ
..
"بُيُوتُ شِعْرٍ" بِهَا أَوْلادُهُ الشُّعَرَا مِنْ حَوْلهِ
كلُّهُمْ فِي الْحُزْنِ عَائِلَةُ
..
يَا دَمْعَةً فَوْقَ خَدِّ الأُمْنِيَاتِ..
لَئِنْ مَسَّتْ رُبَى الْنَّبْضِ تنبتْ عَنْكَ أُغْنِيَةُ
..
إِنْ تُلْغَ فِي "بَيْتِ" مِصْرَ الْيَوْمَ أُمْسِيَتِي
قَصِيدَتِي فِيكَ –طول الحزنِ- أُمْسِيَةُ
..
نَمْ فِي سَلامٍ قَرِيرَ الْعَيْنِ..
أَنْتَ هُنَا فِي قَلْبِ أُمِّكَ أحْلامٌ مُعَمِّرَةُ
..
وَلَمْ تَزَلْ لَكَ فِي عَيْنَيْ أَبِيكَ -مِنَ الْحَنَانِ وَالْحُبِّ وَالأَشْوَاقِ- أَجْنِحَةُ
..
حَيٌّ..
مَضَى جِسْمُهُ عَنْهُ، لِيَسْكُنَ فِي أَجْسَامِنَا "خَالِدًا"
وَالرُّوحُ خَالِدَةُ
..
نَمْ فِي هُدُوءٍ قَلِيلاً..
إِنَّ نَبْضَكَ فِي جَنْبَيْ أَبِيكَ مَحَارِيبٌ وَمِئْذَنَةُ
..
صَلَّى بِهَا قَلْبُهُ/
الأَشْوَاقُ فِي دَمِهِ –بِصَوْتِ أَدْمُعِنَا الْحَرَّى- مُؤَذِّنَةُ
..
وَإِنْ تَكُنْ فِيهِ لِلأَشْوَاقِ مَعْرَكَةُ
فَأُنْسُهُ بِكَ وَالِإيمَانُ أَسْلِحَةُ
..
وَسَوْفَ يَخْرُجُ فِي ذِكْرَاكَ مُنْتَصِرًا عَلَى أَسَاهُ..
رِضَاهُ عنْكَ أَوْسِمَةُ
..
هَلْ يَهْدِمُ اللهُ خِضْرًا، حِينَ مرَّ بِبُلْدَانٍ أَقَامَ بُيُوتًا، طُوبُها مِقَةُ
..
ولمْ تَزَلْ كفُّهُ نَهْرًا أبًا لــِـــــــقُرًى..
لكل أَفْدِنَةِ الأَوْرَاقِ يَلْتَفِتُ
..
وَعَقْلُهُ حَقْلُ أَفْكُارٍ، تُسَنْبِلُ -فِي رُبَاهُ، بِالشِّعْرِ وَالتَّعْلِيمِ- فَلْسَفَةُ
..
نَمْ مطمئنًا؛
فَطَعْمُ الْبُعْدِ أَصْغرُ مِنْ حُضُورِكَ الْحُلْوِ إِنْ قَالُوا وَإِنْ سَكَتُوا
..
لَيْسَتْ بِمَقْبَرَةٍ مَا أَنْتَ فِيهِ..
بَلِ الْمَكَانُ –إِنْ لَمْ تُشَاهَدْ فِيهِ- مَقْبَرَةُ
..
كَأَنَّ كُلَّ طَرِيقٍ -لَنْ تَسِيرَ بِهِ- أَلْغَازُ نَصٍّ..
وَلَيْسَتْ فِيهِ تَرْجَمَةُ
..
يَا رَبِّ..
فَلْيُبْقِ مِنْ قَلْبِ السَّمَاءِ يَدًا لِقَلْبِ أَهْلِكَ..
تُرْضِي وَهْيَ مَاسِحَةُ
..
يَا رَاحِلاً نَحْوَ جِذْرِ الْجَوْهَرِ..
اسْقِ بِمَا فِي أَعْيُنٍ، دَمْعُهَا فِي الصِّدْقِ "جَوْهَرَةُ"
...
(في رثاء الشيخ خالد بن سلطان القاسمي رحمه الله تعالى)
شعر أحمد حسن أبو إلياس- مصر
***
الْحُبُّ -بَيْنَ الْقُلُوبِ- الأَصْلُ وَالصِّلَةُ
إِنْ ضَاعَ قَلْبٌ
فَطَعْمُ الْحُبِّ بوصَلَةُ
..
أَكَلْتُ مِلْحَ الرِّضَا فِي دَارِكِمْ
فَنَمَتْ -فِي الْقَلْبِ مِنْ شُكْرِهِ وَالْحُبِّ- سُنْبُلَةُ
..
مَعَ السَّلامَةِ؛ هَذَا الليْلُ أَلْفُ عَزَا...
فِيهِ الْكَوَاكَبُ –والدُّنْيَا- مُعَزِّيَةُ
..
والأرْضُ –بِالدَّمْعِ، مِثْلَ الْحَقْلِ- شَارِقَةُ
وَشَمْسُ "شَارِقَةِ" الأَحْبَابِ غَارِبَةُ
..
أُمٌّ عَلَى طِفْلِهَا تَبْكِي
وَتُقْرِئُهُ دَمْعَ الدُّعَا
صَبْرُهَا –لِلشَّوْقِ- فَاتِحَةُ
..
أَرْجُو لَكَ الضَّوْءَ فِي مَثْوَاكَ جَنَّةَ مَا يَلِيقُ بِالْحُبِّ تَبْنِيهَا الْمَلائِكَةُ
..
فَكَمْ بَنَى وَالِدٌ جَنَّاتٍ، ازَدَهَرَتْ فيها عُلُومُ، بِهَا الْبُلْدَانُ عَامِرَةُ
..
فَحَقُّهُ أَنْ يَصُفَّ الشِّعْرُ أَحْرُفَهُ حُزْنًا طَوِيلاً تُصَلِّي خَلْفَهُ اللُغَةُ
..
وَحَقُّهُ أَنْ يَصِيرَ السَّطْرُ مَقْبَرَةً فِيهَا تُكَفَّنُ أَلْفَاظٌ وَأَفْئِدَةُ
..
وَ أَوْلِيَا الشِّعْرِ مِنْ كُلِّ الْقُرَى
رَقَدُوا
فِي الأَحْرُفِ، الأَحْرُفُ الزَّرْقَاءُ أَضْرِحَةُ
..
أَوْ أَنْ تَصِيرَ السُّطُورُ الزُّرْقُ مِسْبَحَةً يَسْتَغْفِرُونَ بِهَا
وْالْحُبُّ مَغْفِرَةُ
..
مَعَ السَّلامَةِ..
يَا نُضْجَ الْحَيَاةِ، فَلا ثِمَارَ تَسْقُطُ إلا وَهْيَ نَاضِجَةُ
..
خَلدْتَ فِي ذِكْرَيَاتٍ..
وَارْتَحَلْتَ إِلَى رُكْنٍ بِقَلْبٍ بِهِ الأَمْوَاتُ عَائِشَةُ
..
تَنَفَّسِ النَّبْضَ مِنْ كُلِّ الْقُلُوبِ إِذَا اشْتَاقَتْكَ..
وَاحْيَ بِمَا تَرْوِيكَ أَوْرِدَةُ
..
طَعْمُ الْحَيَاةِ عَدِيدٌ..
وَالْجُسُومُ إِعَارَاتٌ..
مَصِيرُ الْمُعَارَاتِ الْمُفَارَقَةُ
..
وَأَنْتَ أَنْتَ إِذَا أَصْبَحْتَ فِي جَسَدٍ
أَوْ لَا؛
فَذِكْرَاكَ -فِي نبضٍ- مُجَسّدَةُ
..
نقول: سَافَرْتَ..
راسِلْنَا؛ لِنَذْكُرَنَا
سَاعِي الْبَرِيدِ -إِلَى أَرْوَاحِنَا- ثِقَةُ
..
لَدَيْكَ زَادٌ مِنَ الْحُبِّ الْكَبِيرِ لِوَالِدٍ،
وَمَاءُ عُيُونٍ، وَهْيَ فَائِضَةُ
..
فَأَيْنَمَا رُحْتَ، فَارْوِ الرُّوحَ؛
لا عَطَشٌ
وَغَذِّهَا؛ فَقُلُوبُ الصَّحْبِ أَرْغِفَةُ
..
لَوْ كُنْتَ رُحْتَ بِلا حُبٍّ وَلا أَثَرٍ حُلْوٍ لَقُلْتُ بِأَنَّ الأَرْضَ أَرْمَلَةُ
..
لَكِنْ
رَحِيلُكَ فِي مَعْنَاهُ فَلْسَفَةُ الْحُضُورِ..
وَالأَبُ -فِي الْمَجْدِ- الْمُقَدِّمةُ
..
مَا زَالَ يَبْسُطُ للآدَابِ مَائِدَةً
وَإنَّهَا -مِنْ سَمَا شِعْرٍ- مُنَزَّلةُ
..
"بُيُوتُ شِعْرٍ" بِهَا أَوْلادُهُ الشُّعَرَا مِنْ حَوْلهِ
كلُّهُمْ فِي الْحُزْنِ عَائِلَةُ
..
يَا دَمْعَةً فَوْقَ خَدِّ الأُمْنِيَاتِ..
لَئِنْ مَسَّتْ رُبَى الْنَّبْضِ تنبتْ عَنْكَ أُغْنِيَةُ
..
إِنْ تُلْغَ فِي "بَيْتِ" مِصْرَ الْيَوْمَ أُمْسِيَتِي
قَصِيدَتِي فِيكَ –طول الحزنِ- أُمْسِيَةُ
..
نَمْ فِي سَلامٍ قَرِيرَ الْعَيْنِ..
أَنْتَ هُنَا فِي قَلْبِ أُمِّكَ أحْلامٌ مُعَمِّرَةُ
..
وَلَمْ تَزَلْ لَكَ فِي عَيْنَيْ أَبِيكَ -مِنَ الْحَنَانِ وَالْحُبِّ وَالأَشْوَاقِ- أَجْنِحَةُ
..
حَيٌّ..
مَضَى جِسْمُهُ عَنْهُ، لِيَسْكُنَ فِي أَجْسَامِنَا "خَالِدًا"
وَالرُّوحُ خَالِدَةُ
..
نَمْ فِي هُدُوءٍ قَلِيلاً..
إِنَّ نَبْضَكَ فِي جَنْبَيْ أَبِيكَ مَحَارِيبٌ وَمِئْذَنَةُ
..
صَلَّى بِهَا قَلْبُهُ/
الأَشْوَاقُ فِي دَمِهِ –بِصَوْتِ أَدْمُعِنَا الْحَرَّى- مُؤَذِّنَةُ
..
وَإِنْ تَكُنْ فِيهِ لِلأَشْوَاقِ مَعْرَكَةُ
فَأُنْسُهُ بِكَ وَالِإيمَانُ أَسْلِحَةُ
..
وَسَوْفَ يَخْرُجُ فِي ذِكْرَاكَ مُنْتَصِرًا عَلَى أَسَاهُ..
رِضَاهُ عنْكَ أَوْسِمَةُ
..
هَلْ يَهْدِمُ اللهُ خِضْرًا، حِينَ مرَّ بِبُلْدَانٍ أَقَامَ بُيُوتًا، طُوبُها مِقَةُ
..
ولمْ تَزَلْ كفُّهُ نَهْرًا أبًا لــِـــــــقُرًى..
لكل أَفْدِنَةِ الأَوْرَاقِ يَلْتَفِتُ
..
وَعَقْلُهُ حَقْلُ أَفْكُارٍ، تُسَنْبِلُ -فِي رُبَاهُ، بِالشِّعْرِ وَالتَّعْلِيمِ- فَلْسَفَةُ
..
نَمْ مطمئنًا؛
فَطَعْمُ الْبُعْدِ أَصْغرُ مِنْ حُضُورِكَ الْحُلْوِ إِنْ قَالُوا وَإِنْ سَكَتُوا
..
لَيْسَتْ بِمَقْبَرَةٍ مَا أَنْتَ فِيهِ..
بَلِ الْمَكَانُ –إِنْ لَمْ تُشَاهَدْ فِيهِ- مَقْبَرَةُ
..
كَأَنَّ كُلَّ طَرِيقٍ -لَنْ تَسِيرَ بِهِ- أَلْغَازُ نَصٍّ..
وَلَيْسَتْ فِيهِ تَرْجَمَةُ
..
يَا رَبِّ..
فَلْيُبْقِ مِنْ قَلْبِ السَّمَاءِ يَدًا لِقَلْبِ أَهْلِكَ..
تُرْضِي وَهْيَ مَاسِحَةُ
..
يَا رَاحِلاً نَحْوَ جِذْرِ الْجَوْهَرِ..
اسْقِ بِمَا فِي أَعْيُنٍ، دَمْعُهَا فِي الصِّدْقِ "جَوْهَرَةُ"
***********************
***********************