خفف الوطء ...قصيدة نثر
شعر : ياسر الششتاوي
هذا الاهتمام سيقتلك
خفف الوطء
في أرض اشتعالاتك
لن تحصد
إلا عواصف التوتر
والألم الرمادي
تبذل أقصى ما في وسعك
كي تلمس
ما تتمناه
ويصبح بين يديك
كقطة بيضاء
تنام
وتصحو
وأنت تفكر فيه بنهم
هل هذا أمر صحي
هل هذا أمر طبيعي
هذا الاهتمام
يسرق عمرك
يسرق جسدك
وقلبك قد استهلكته
أكثر مما ينبغي
لكنه
لا يشتكي حتى الآن
ربما يكتم في داخله
ولايبوح لك
عما تفعله به
وآثر فيه
لدرجة عميقة
يحاول أن يقاوم
وأنت لا تدري
فلا تستبعد
أن يتوقف
في منتصف الطريق
ليس للراحة
ولكن للمغادرة
فتبين أمرك
وخفف الوطء
في أرض اشتعالاتك
هذا الاهتمام
زائد عن حده
والذي تبحث عنه
لا يدري بمعاناتك
ولا يشفق عليك
فلا تبالغ في السير
في هذا الطريق
وانظر
لمن ذهبوا فيه كالغبار
وأصابوا النوافذ
في عينيها
ببعض الرمد
فكن وسطا
لا تحالف صياغة
أو انغماسا
يثقل كاهلك
ويجعلك مقيدا
ربما في وهم
أو حصاد
يحتاج عمرين
على عمرك
فالسحابة لن تكون
سوى سحابة
ولا قيمة لها
بدون أرض
ترسو عليها
والربيع لا بد أن يستريح
بعض الوقت
كي نشعر بقيمته
عندما يأتي بعد عام
سيجد صدورنا
مفتوحة لها
وعيوننا تمشي له
فخفف من توقدك
ومن هذا السهر الذي
يحول ليلك
إلى مغارة
وأنت تبحث فيها
عما يخلق قمرا آخر
كي تجعل الدنيا بقمرين
أو كي تجعل المستحيل يختنق
أو على الأقل
يصاب بجلطة حادة
ستظل هكذا
معك هذا الاهتمام الضخم
يشكل عالمك
بطريقة مختلفة
عما هو سائد
ولكن الثمن قد يكون فادحا
وتعلم المجرات التي في روحك
أن الكلمات
مهما حوت
من بحار النصائح البكر
لن تقنعك
وسوف تظل تواصل
ما آمنت به
من اهتمام غزير
وتقول هذا قدري
وتفتح الباب
على مصرعيه
***********************
***********************
