ــــــــــــــــ
لابد أن أنهي هذا
الموضوع اليوم، لم يعد الأمر يحتمل التأخير أكثر من هذا، فقد يكون اليوم هو اليوم
الذي يحمل الحل القاطع في هذا الموضوع الذي ظللت أروح وأجيء من أجله عدة مرات، كلي
ثقة أنه سوف يحل اليوم، فعلي ألا أتأخر حتي تأتي النتائج كما أتمنى.
أنا في طريقي للركوب
إلى المكان المراد، هي آخر توصيلة سوف أركبها ، وأكون بعدها في قلب الحدث، وأرجو
ألا تنقلب الأمور رأساً على عقب هذه المرة، فقد سئمت ثم سئمت.
الموقف الذي سأركب
منه يعج بألوان البشر، الكل يبحث عن غايته وطريقه، أنظر وأتأمل في الوجوه ، وأحاول
أن أجد الحكمة من هذه الحياة ، أنظر وأتأمل، وتشدني وجوه النساء فقد وصلت إلى هذا
السن ولم أتزوج حتى الآن ، إن الحرمان من المرأة أشد أنواع الحرمان خاصة على رجل
مثلي يهيم بهن شغفا، ولا يرى للحياة معنى بغيرهن، وكم وقعت في أمور مخجلة من أجل
شغفي بهن، ربما المرأة هي حكمة الحياة وطيشها أيضا!!
في الطريق أركز عيني
في عين أي امرأة أقابلها، فالعين هي مفتاح الإنسان، وهي الباب نحو مشاعره، فهناك
من تخجل من جرأة عيني ، وتضع عينيها في الأرض، وتمضي، وهناك من أخذت قرارها ألا
تنظر مهما كان، وهناك الأخرى التي تتمنى أن تكون صيدا لها، وهذا تحتاج إلى جرأة
إضافية!
عيون المنتقبة تكون
أكثر جذبا، فلا ترى منها سوى عينيها، فيكون الطريق واحدا وليس عدة طريق، وأنا بوجه
عام مفتون بالمنتقبات، وأراهن أكثر فتنة لأن الخيال يلعب دورا كبيرا لدي ،
فأتخيلها كما أريد ، وليست كما هي.
قبلما تصل لي كانت
عيناي قد وصلت لها، إنها منتقبة، وعيناي كأنها عانقت عيناها، وكانت المفاجأة أنها
قالت لي: السلام عليكم.
هل هذه تقوى؟؟ أم
ماذا؟ هل تعرفني؟؟ ربما كانت من بلدتي وأنا لا أعرفها وهي تعرفني، رددت عليها
السلام، وبعدما مضت بعدة خطوات ، تأملتها من الخلف، وقلت ليذهب المشوار إلى الجحيم
، وليحدث ما يحدث!!
ظللت أمشي خلفها حتى
وصلت للميكروباص التي سوف تركبه، وركبت بجوارها، وكنت سعيدا جدا كأني قمت بحل
الموضوع الذي من المفترض أن أذهب له!!
كان خيط الحديث
الأول الحديث عن حرارة الجو ، ومحاولتها فتح شباك الميكروباص، لأن الميكروباص يبدو
أنه قديم ، وكل شيء فيه يعمل بالبركة، عندما لم تستطع فتحه ، تبرعت أنا بفتحه ،
وملت عليها قليلا، كأنني ملت على جانب من الجنة!
تواصل الحديث بيني
وبينها ، وعرفت منها أنها ذاهبة للطبيب، حيث تعاني من آلام في ظهرها، وربما تجري
عملية، عرضت عليها خدماتي، وقلت لها أن الكثير من أصدقائي الأطباء يعلمون في
الجامعة، ويمكن أن أتصل بهم، فشكرت لي هذا الشعور، وراحت تميل علي قليلا ، ولم
أتحاشاها بالطبع ، وأدخلت السبحة التي كانت تسبح بها داخل الحقيبة مرة أخرى، وكانت
قد أخرجتها في بداية ركوبها.
وفي الطريق اتصلت
بصديقة لها، وقالت لها: أحضرت لك هدية ثمينة اليوم، فانتظريني كي تأخذيها.
وبعدها بلا مقدمات
راحت تنام على كتفي، فأحسست أنني دخلت الجنة التي كنت بجوارها، ربما هذه من تروي
عطشي ، ربما تكون هذه فرحة ما بعدها فرحة وتزيل ظمأي، ثم طلبت مني أن أذهب معها
للطبيب على أساس أنني زوجها كي لا ينكشف ظهرها أمام الطبيب وحدهما، فتأججت رجولتي
، وشعرت أنني فارس من الفرسان الذين يحاربون من أجل محبوبتهن، وكدت أطير من
السعادة!
لكنها طلبت مني أن
ننزل عند صديقتها أولاً كي تعطيها الهدية التي وعدتها بها ، ثم يذهبان إلى الطبيب،
لم أعترض طبعا، فقد كنت أوافق على كل ما تقوله!
وعندما وصلنا إلى
بيت صديقتها رفعت النقاب فإذ بها في غاية الجمال، وتمنيت لو آآخذها في حضني إلى
الأبد، أدخلتني في حجرة ، وأغلقت الباب بالمفتاح من الخارج، ثم سمعت ضحكة ماجنة
وصوت رجل فبدأ القلق يدخل إلى نفسي، وخاصة أنني قرأت في النت ليلة أمس عن موضوع
خطف الناس وسرقة أعضائهم ، وبدأت أربط الخيوط بعضها ببعض، ومن حسن حظي كان الشباك
مفتوحاً، فقفزت في لمحة من البصر، وفي أثناء القفزة كان الباب يفتح بعنف، وجريت
بأقصى سرعة لا أعلم لي اتجاه, وبعدما ابتعدت رحت أتحسس جسدي ، لأتأكد أنني نجوت من
هذا الكابوس النهاري
قصة بقلم: ياسر
الششتاوي
***********************
***********************