قصة قصيرة بعنوان "هاه إن لي
عمة" للكاتب لزهر دخان
كتب لزهر دخان
كان لا يتميز بشيء ولا
حتى السلبية . إنه فقط يتكون من كل ما يعرفه الأخرون عنه . أما أسراره فليست مهمة
بالنسبة لهم . وفي حالته أيضا لا يجب أن يكون الشعور بالعظمة هو الحل . الأن أقنع
نفسه بضرورة الإستلام والظهور أمام الناس بوجه لا يعبر عن شيء. إلا الرغبة في التراجع
والتنازل والرحيل . وقبل أن يعتلي هامة قلقه ويرتمي فوق هزيمته كسلانا قال لنفسه .
لا بد أن أكون كما تكونت عندما كنت أخدم نفسي . نعم لقد كنت لا أشبه الإناث، ولا
أتشبه بهم . وكنت أكره غزير الدمع . وكنت عدو القمع وإغلاق الأفواه بالصمغ . الأن
سأستدرج كل شيء ليعود الكل إلى ما كانوا عليه . فعندما أصرخ من داخل أي مكان يُدخل
،أستطيع الخروج منه . لا يمكن أبدا ، هذا الصراخ ليس طبيعي، لذا سوف لن يستمر. فقد
سبق لي وصرخت ووجدت في أصداء صوتي أصوات ثوار . بل أن أشهر صيحاتي تحولت إلى رايات
جديدة لبعص الأوطان . وأديان إضافية لبعض الأمم . وعدت من إسطبلاتي إلى عمومة
الإنسان . هاه إن لي عمة ، وأنقضتها . نخوة العروبة التي تقتل في كل قمة أنقذتها
أيضا. وسيعود وجهي بعدما ينتهي وجه أعاره لي مانديلا. السجن بعد الثورة ليس عورة.
وإذا قدمت بعض التنازلات نظير الجلدات. فأنا مجددا أعلنها صراحةً، لا أوافق . لذا
الشعب يريد تغير النظام.
التبول في الزنزانة لا
يعتبر نجاسة .لذا سأقيم الصلاة وأصلي بعض الأوقات خلسة. فأنا مرعوب خائف . وأنا
أرى أن جدرانها الأربعة تسمعني . لذا سأسكت ريثما يعود شعوري .وأتذكر ملامح الهواء
الطلق . في الخارج أين كان الأممة يغذون فكري . وأنا أصفق وأبصق على وجوههم
البعيدة. ملاك هذه الزنزانة وجوههم بعيدة وأذانهم قريبة . أما قسمي فقد إنتهى.
تالشت قوايا ، ولم تعد الأقسام المتعددة كالعلكة في فمي . أصبحت أتمم بدون ظبط
نفس. وتقريبا لا يجوز أن يفعلها الشعب . ويغير الثوابت التي ولو تغيرت سأبقى في
هذه الدولة . التي نفيت إليها والتي مساحتها واحد متر مربع . ولا يمكنني قول قصيدة
أدبية في إرتفاعها . فهي ترتفع ذلا إلى درجة أني لم أمنع من الوقوف فيها . ولكني
لا أستطيع الوقوف هنا. حيث لا يرتفع الصقف إلا مترا واحدا. سبحان الله ما هذا التوحيد
واحد في واحد والنتيجة واحد. واحد متر مربع وهل أصيح . طبعا سأصيح بعدما أستريح .
***********************
***********************