نوستالجيا الحنين والواقع
(من نصوص سيرة ذاتية)
بقلم علي بدوان
(الصورة الأولى : النوفرة قرب الجامع الكبير في يافا قبل النكبة)
(الصورة الثانية : من زمن الوطن : جدتي وخالاتي واخوالي واشقائي الذين ولدوا في حيفا في فلسطين)
أبصرت نور الحياة في مخيم اليرموك عام 1959، في حارته الأولى الكائنة على مداخله الشمالية، فنشأت, وترعرعت, بين رفاقي وأحبتي وأصدقائي من أبناء شعبي، من رحمِ شعبٍ مازال منذ أزل التاريخ صاحب الأرض والماء والحجر والهواء، من العصر الحديدي والبرونزي، والعصر الديفوني والكمبري والبريكامبري، من عهد الكنعانيين وسليمان وداود والعرب العاربة والبائدة والقيس واليمن ...
(من نصوص سيرة ذاتية)
بقلم علي بدوان
(الصورة الأولى : النوفرة قرب الجامع الكبير في يافا قبل النكبة)
(الصورة الثانية : من زمن الوطن : جدتي وخالاتي واخوالي واشقائي الذين ولدوا في حيفا في فلسطين)
أبصرت نور الحياة في مخيم اليرموك عام 1959، في حارته الأولى الكائنة على مداخله الشمالية، فنشأت, وترعرعت, بين رفاقي وأحبتي وأصدقائي من أبناء شعبي، من رحمِ شعبٍ مازال منذ أزل التاريخ صاحب الأرض والماء والحجر والهواء، من العصر الحديدي والبرونزي، والعصر الديفوني والكمبري والبريكامبري، من عهد الكنعانيين وسليمان وداود والعرب العاربة والبائدة والقيس واليمن ...
عشت طفولتي وفتوتي، في مخيم اليرموك، ودمشق الشام، أبحَثُ عن تلك الأيقونة الفلسطينية التي أضاعوها لنا، وطلبوا منّا نسيانها، وحاولوا عل الدوام طمسها وإماتتها. فكنت على الدوم مُتخمٌ بشقاوة التعتير منذ زمن الأسنان اللبنية، كما كنت عيونٌ تَفَتَحَت تحت نور الشمس في وطنِ وشعبِ النكبة، وفي عوالم نكباتِ أمةٍ بأسرها في بلادٍ مسلوبة من المحيط للخليج، بلادٍ يمشي فيها المواطن مقلوباً على رأسه دون أن يشعر بالدوّار.
كنت، ومازالت، أبحَثُ على الدوام من أجل فلسطيننا في شتى الشتات في مكنونات العالم اللامنتهي، وفي أراشيف الدول والجامعات، مع العلم أن شجرة شعبنا وورقها ووريقاتها وأزهارها وجلنارها وورودها وزنبقها، كلها كفيلة في تقديم الأجوبة القاطعة التي تَبِزُ كل بحثٍ أكاديمي مهما أمتلك من مالٍ، وعنادٍ، وزاد،ٍ وعتادٍ.
كان برنامج صوت فلسطين في إذاعة دمشق، صلة الاتصال بين اللاجئين الفلسطينيين في سوريا وأقاربهم ممن تبقوا في فلسطين التي أصبح اسمها بعد ذلك "إسرائيل" قبل أن تتطور وسائل التواصل والاتصال. وفي عام 1964 سُمِعَ لأول مرة صوت والدتي اللاجئة الفلسطينية، ثم صوت زوجها من إذاعة دمشق عام 1964، وصوت الطفل علي عام 1968 في رسائل مباشرة لمن تبقى من أهلنا على أرض الوطن. وقد كانت تنتهي تلك الرسائل الصوتية بعبارة "وإننا لعائدون".
كنت، ومازالت، أبحَثُ على الدوام من أجل فلسطيننا في شتى الشتات في مكنونات العالم اللامنتهي، وفي أراشيف الدول والجامعات، مع العلم أن شجرة شعبنا وورقها ووريقاتها وأزهارها وجلنارها وورودها وزنبقها، كلها كفيلة في تقديم الأجوبة القاطعة التي تَبِزُ كل بحثٍ أكاديمي مهما أمتلك من مالٍ، وعنادٍ، وزاد،ٍ وعتادٍ.
كان برنامج صوت فلسطين في إذاعة دمشق، صلة الاتصال بين اللاجئين الفلسطينيين في سوريا وأقاربهم ممن تبقوا في فلسطين التي أصبح اسمها بعد ذلك "إسرائيل" قبل أن تتطور وسائل التواصل والاتصال. وفي عام 1964 سُمِعَ لأول مرة صوت والدتي اللاجئة الفلسطينية، ثم صوت زوجها من إذاعة دمشق عام 1964، وصوت الطفل علي عام 1968 في رسائل مباشرة لمن تبقى من أهلنا على أرض الوطن. وقد كانت تنتهي تلك الرسائل الصوتية بعبارة "وإننا لعائدون".
***********************
***********************