صوت الخلود
........يوسف الطويل...........

لم يكن لزرياب في ذاك الزمن صوت يماثله حتى
أستاذه إبراهيم الموصلي الذي حسده بعد أن أخذ بلبّ هارون الرشيد ، فاتجه غربا
وأقام في القيروان بين بني الأغلب وعاش زمنا في المغرب الاوسط والاقصى ، وبعدها
دخل الاندلس في عهد عبد الرحمان الثاني ، الذي رحب به وأعطاه ما يستحق من قيمة
مادية ومعنوية ، فتحولت الأندلس إلى منارة للتمدن والحضارة وفنون الحياة ، التي
طبعت حياة أوربا بعده إلى الآن .
لقد طاف زرياب في كلّ البقاع يحمل معه رؤيته
للحياة والوجود ، طاف بثقافته التي لا يحدها حدّ ، فدخل قلوب الخلفاء والملوك
ورجال الدين وعامة الناس ، فتحول إلى قدوة يقتدى بها كلّ من يطلب التمتع بالحياة و
مع هذا لم يسجلْ التاريخ أن مات بشر في حفلة من حفلاته ، لأنّ زرياب لم يكن صوتا
للموت بل كان زرياب صوت الخلود .
***********************
***********************