في اليوم الثاني للعيد لا تنسوا عاداتكم وتقاليدكم العيدية فإنها شبيهة بالتاريخ
العديد من يدعّون الحداثة وما بعد الحداثة نهجا واسلوبا وسلوكا عاما وخاصا , يدعون جهارا نهارا الى التخلي وابطال عادات وتقاليد الأجداد والأباء العيدية , بحجة لم تعد تتماشى ومنطق هذا العصر !.
العديد ( البعض) يريد من السواد الأعظم من الناس ( الكل) التخلي على الاستعداد المادي واللامادي , والروحي والجسدي والعقلي لما قبل وبيوم العيد وما بعد العيد.
بل , تراهم يدعون حتى الى التخلي عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم , عن شراء الكباش , وعن سنّ السكاكين والشفرات , وعن النحر , وعن شراء الجديد والتوابل والخضر والفواكه وكل ما يمس لأفرح الشعوب.
يدعون لا صلاة العيد , ولا انتظار خطبة العيد , ولا انتظار الامام حتى ينحر اضحيته ليتفرق الناس عائدين الى دورهم من طريق اخر , حتى لا يلنقي بأنس اخرين ويغتفر معهم ويصافحهم.
لا يدعون الى زيارة ( المشايخ) من اهل العلم والصوفية , ولازيارة المقابر , ولا تلك الألعاب الصبيانية التي كانت تقام ما بعد العيد باليوم الثالث ولا باليوم السابع , لا يلعبون ( بوهروس) , ولا محرم , ولا يأكلون ذاك الطرف اولا والطرف الثاني ثانيا وثالثا , ولا يصنعون الانواع الأخرى من اللحوم المملح والمجفف.
انهم يريدون التخلي على عاداتكم وتقاليدكم لينصبون لكم عادات وتقاليد اخرى أمر واصعب من الأولى ولا تخقي نوايا بريئة , بل مظهرا دينيا سرعان ما يخفي نوايا طائفية وسياسية تخدم اجندات خارجية وداخلية بالتراكم والاضاقات.
ادعوكم ومهما بلغت بكم الحداثة مبلغها ان تتمسكوا بعاداتكم وتقاليدكم , وحتى ان لم تكن تمت بصلة للدين فإنها شبيهة بالدين.
تمسكوت بعاداتكم وتقاليدكم العيدية بسائر ايام العيد فإنها السبيل الوحيد الذي يربطك بأبائك واجدادك وحسبك ونسبك والعرق دساس.
تمسكوا بعاداتكم وتقاليدكم العيدية حتى ان لم تعد تتماشى ومنطق هذا العصر الفضائي الشامل الأعم , الذكي منه والشمولي , فإنها شبيهة بالتاريخ.
ولبناء حضارة - مهما كانت هذه الحضارة - مادية او معنوية يلزمنا تاريخ والشبيه بالتاريخ.
واذا كان التاريخ معروفا نقلا وعقلا بصفته علما قائم على الوثيقة والتوثيق , فإن الشبيه بالتاريخ : هو كل عادات وتقاليد وسلوكات فطرية او مكتسبة , كالخرافة....الحكايات الشعبية....الأساطير , ورقصات فلكلورية , وزيارات وزوايا ومشايخ , وزيارة فبور....الخ من مظاهر عيدية.
ومن يطلف مسدسه على الماضي , يطلف المستقبل نيران مدافعه عليه كما تقول الحكمة .
***********************
***********************