وفاة الكاتبة الإمريكية (توني موريسون) بلون العرق
=========العقيد بن دحو===================
أعلن التلفزيون الإمريكي لية أمس الموافق ليوم 05/08/2019 الفائزة بجائزة نوبل للأدب.
ما يميز الكاتب التي هي من اصول زنجية افريقية لم تخفي توجهاتها العرقية , واطلقت على نفسها لقب كاتبة السود الامريكيين , وتبرر لقبها هذا لم لا !؟ مادام للبيض كاتبهم الخاص يدافع عنهم.
بالواقع الكاتبة ومهما كانت التأويلات التي تطرحها كتاباتها ولا سيما الروائية منها , الإجتماعية الاقتصادية السياسية الثقافية , والجميع يدرك ما عانوه السود بالولايات المتحدة الامريكية وما قدموه من تضحيات جسام , لينالوا هذا الحق الطبيعي بجدارة واستحقاق وعلى جميع الأصعدة.
بالواقع الكاتبة لم تكتب ما اكتسبت , انما ما خسرت , وعندما تكتب الروايات الإحدى عشر يدل هذا على خسارة وطن.
فالسود من اصول زنجية افريقية خسروا اوطانهم , ونقلوا وحولوا اكثر من أسرى واكثر من عبر رحلات بحرية مريرة , بعضهم قضى نحبه تحت التعذيب , وبعضهم وصل مكسورا من هذاب الانسان لأخيه الانسان.
توفيت توني موريسون، الثلاثاء وهي أول كاتبة أميركية، من أصول إفريقية، تفوز بجائزة نوبل للآداب، عن 88 عاما، إثر معاناة قصيرة مع المرض، بحسب ما أفادت عائلتها في بيان.
وجاء في البيان "توفيت توني موريسون بالأمس محاطة بأفراد عائلتها وأصدقائها".
وصرّحت عائلتها "صحيح أن رحيلها خسارة فادحة، إلا أننا ممتنون لأنها عاشت حياة مديدة وجميلة".
واكتفى البيان بالإشارة إلى أن الكاتبة الحائزة أيضا جائزة بوليتزر توفيت إثر معاناة قصيرة مع المرض من دون توضيح ماهيته.
وعرفت موريسون المتحدّرة من عائلة مستعبدة بإسهامها في الارتقاء بأدب السود.
وقد ألّفت هذه الأكاديمية البارعة 11 رواية في خلال ستة عقود، فضلا عن محاولات أدبية وقصص للأطفال ومسرحيتين ونصّ أوبرالي.
واستعرضت في أعمالها تاريخ الأميركيين السود، منذ استعبادهم إلى انعتاقهم من العبودية في المجتمع الأميركي المعاصر.
ومن أشهر أعمالها، "ذي بلويست آي" (1970) و"سولا" (1973) و"سونغ أوف سالومون" (1977). وذاع صيتها على الساحة العالمية مع "بيلافد" (1987) التي حازت بفضلها جائزة بوليتزر سنة 1988 والتي تغوص في أوساط مجتمع الأميركيين السود في القرن التاسع عشر.
انتقلت الكاتبة الى العالم الأخر تحت وطأة انقسام العالم الى معسكرات ودويلات متطاحنة , والى حروب اقتصادية وثقافية.
ولم تسلم من هذه التجزيئات والتقسيمات الفنون والأداب على حسب العرق والجنس والبيئة والتاريخ والجغرافية.
فهذا أدب غربي...وذاك مشرقي...., هذا ادب نسائي وذاك رجالي...., وهذا أدب الجنوب وذاك ادب الشمال.... وهذا ادب سود وذاك ادب بيض .... وهذا ادب ما قبل التاريخ.... وهذا ادب التاريخ وادب نهاية التاريخ.... وهذا ادب عصر ضعف وذاك العصر الذهبي العصور الوسطى , واذب سيبريالي ذكي.
لقد قسم الأدب الإنساني , كان من المفروض ان يكون مشروع مكون هام لأنسنة الإنسان. لإعادة الإنسان كمحور اساسي ومركز ثقل الكون بغض النظر عن هذه التقسيمات النمطية التي تفرق اكثر مما تجمع.
لم تحسر الكاتبة الوطن بكتابتها لفن الرواية , وانما خسرت اتحاد الكون ولا سيما الأدب والثقافة والفن لجعل البشر يعيشون في حياة واحدة وتقرير مصير واحد , ما يسقط على الفرد يسقط على الجماعة , وما يسقط على الدولة كبشر وجغرافيا وتاريخ يسقط على الكون.
الجائزة حافزا وكنوع من انواع رعاية ودعم الأداب والفنون , والمعنى الغربي والعربي للجائزة نستبه مع الفارق حسب سوسيولوجية وثقافة وفكر كل دولة وقارة.
***********************
***********************