بائع
الذرة المسلوقة أيام زمن
في مخيم المحطة
"ذرايه، ذرايه، ذرايه"
هاني الهندي
هتف الأطفال بإيقاع سريع ونغمة رنانة فرحين عندما رأوا محمد العوضي
يطل من طرف الشارع دافعا عربة الذرة المسلوقة، ولرفع حماستهم كان يرفع صوته:
"ذرااااايه السخنه ذرايه".
يهرول عليه الأطفال مسرعين، وتطل أم ياسر من باب غرفتها تطلب من ولدها
الابتعاد عن السخَّان الذي يرتفع منه بخار الماء المغلي لسلق الذرة.
ـ لا تخافي يا أم ياسر.
ـ "أعطيه بشلن، نقيهن مستويات، مش زي دايما"
يضحك العوضي وهو يتناول ملقطا حديديا طويلا يمده إلى السخان لالتقاط
"كوز الذرة"، يلتقط كوزا ويرفعه عاليا أمام الأطفال وأم ياسر وهو يصيح:
تعااالوا ذوقوا الذرااايه السخنة من عند العوضي.
محمد العوضي من الفلسطينيين الذين عاندهم الحظ، عمل في التعليم، ولأن
الراتب لا يكفي دفع عربة الذرة المسلوقة بعد الدوام المدرسي.
لم يكن محمد العوضي الوحيد الذي يبيع الذرة المسلوقة في المخيم، فقد
كانت الأرملة أم الوليد تقوم بسلق الذرة في بيتها، وعند المساء يحمل أطفالها الذرة
في الدلاء يجوبون أزقة المخيم الضيقة التي لا تصلها عربة العوضي.
***********************
***********************
