"البيضة" قصة
قصيرة للكاتب لزهر دخان
كتب لزهر
دخان
في سرب
حمامها الذي يُحلق أمام ناظريها، تكمن سعادتها الحقيقية . لا تقلق عنها ولا تكترث
لمنظر شيخوختها. فهي من أقوى عجائز هذا المكان. يلقبونها هنا بالبيضة. نسبة إلى
علاقتها بغالبية حمامات هذا البلد الجميل. ويقولون أيضاً أنها قد خـُلقت قبل
الحمام . وهي البيضة التي إحتار العالم في حكايتها. ولم يفهم حتى الأن من خُلق
الأول، البيضة أو الحمامة .
نظر
صديقه إلى البيضة ليكمل بنفسه إكتشاف ما لم يرويه صديقه له. من جمال عمرها وسرها
العظيم . لا بد أنها فعلاً كما قال له . هذه ملابس تـُشجع الحمام على البيض ، وهذا
عُكاز عمره مديد ، وهذا تصريح السلطات الذي تستطيع بموجبه بيع بيض حمامها وحمامها
للناس . وأثناء تأمله لها عن قرب وإلتقاط صور لها . قال له صديقه. ثق تماما بما
أخبرتك عنه. وفي ما سمعته مني حول البيضة. هذا سرب حمامها وسيتبعها إلى بيتها
بمجرد أن تنتهي من ساعات عَملها في ساحة البيضة .
إبتسم
الصحفي المصور القادم من بعيد لتغطية ما يدور حول البيضة في ساحتها عن قرب. وقال
لصديقه وهل يبعد بيتها عن ساحتها كثيراً. فقال له يبعد خمسة عشرة كلم . وإذا رحلت
بسيارة إبنها يتبعها السرب وأحيانا يسبقها. وإذا سارت سيرا بأقدامها . يسير فوق
الأجواء التي تسير تحتها . يبسط ويقبض ويرسم لوحات فنية تعلمها من أجل سيدته. لآني
لا أظن أنه يكترث لباقي الناس .
تحركت
البيضة بعد إنتهائها من عملها . متوجهة نحو بيتها وقد قررت المغادرة سيراً على
الأقدام . الحمام فهم تلقائيا أن موعد الرحيل قد حل. فبدأ يقترب من عنق سيدته
متوجها معها إلى حيث منزلها ومنزله . بينما كان الصحفي يلتقط لها صوراً وأفلاماً.
وقد أهدته البيضة بيضتان ، قالت له ضع هذه البيضات في هذه الحاضنة التي ستجد إسمها
مدونا في هذه الورقة. إقتنيها من المحل المكتوب إسمه في الورقة أيضاً. وإنتظر فترة
21 يوماً ، حتى يفقص البيض . ولا تنسى شراء الحاضنة الثانية التي سيكون دورها
تغذية الفرخان حتى يكبرا. وأتمنى أن يرزقك الله من حمامي زوجين سليمين . وتتمكن من
تربية سرب حمام مثالي مثل هذا الذي فوق رأسك.
في طريقه
لبيت صديقه سأل الصحفي عن سبب صرقة بيض الحمام من الأبوين .الذين باضا ليريا
فراخهما .ثم بيعه بهذه الطريقة وبمثل هذا الإستعراض اليومي . فقال له إن البيضة
ليست سيئة ولا قاسية. وهي مربية تربي ألاف الحمامات . ويتعرض حمامها للموت يوميا .
وكذلك من بين حمامها من يبيض ولا يحضن البيض . ولهذه الأسباب ولغيرها وجدت هذه
الحيلة. وهي لا تبيع الكثير من البيض ،بقدر ما تنتظر حتى يفقص في بيتها ثم تبيعه
في ساحته
***********************
***********************