
إِنّكِ الأغْلَى وكُلٌّ يعْلمُ
هَلْ تُدَانَى فِي السَجَايَا مَرْيَمُ
أَنْتِ تِرْيَاقٌ لٍآلاَمِ الدُّنَا
كُلَّمَا اَشْقَى لَدَيْكِ البَلْسَمُ
أَنتِ نَبعٌ مِن حَنَانٍ رَاقٍ لِي
مِثْلَمَا رَاقَت لِحَاجٍ زَمزَمُ
ارْقُصِي حَوْلِي كزَهْرٍ ماَئِسٍ
وانْثُرِي عِطْرََا فَأنْتِ المَيْسَمُ
أَنْتِ قِندِيلُ الهَوَى أَنَّى سَعَى
يَخْتَفِي دَاءٌ ويَفنَى المُؤْلِمُ
غَرِّدِي لَحنَ الوَفَا عُصْفُورَتِي
وانثُرِي طُهْرا بِه يَشْدُو الفَمُ
كُلّمَا أصْغَيْتُ أَنْشَى مَسْمَعِي
عَيْنُكِ الحَوْرَاءُ شَعَّتْ بَهْجَةً
لَم تَكُنْ عنْدِي وَمِنكِ المَقْدَمُ
مِن مُحَيَّاكِ السَّنَا قَد ضَاءَ لِي
كُلُّ دَرْبِ فَاستَحَالَ المُظْلِمُ
سَقْسِقِي حَولِي بهَمْسٍ رَائِقٍ
مِنْ رُقِيِّ اللُفظِ جَادَ المَبسَمُ
ثغْرُكِ البَسَّامُ حَاكَى فَرْقَدًا
ضَاءَ فاحْتَارَتْ تُدَانِي الأَنْجُمُ
غَرِّدِي عُصْفُورَتِي حَوْلِي فَمَا
غَيرَ رَاقِي اللَّفْظِ يَحْوِي المُعْجَمُ
أَيقِظِي الدُّنْيَا عَلَى كَفِّ الرِّضَا
واحْمُدِي رَبِّي فَذَاكِ المُنْعِمُ
إِنْ نَأيْنَا ذَا المُحَيَّا مَلْمَحًا
ضَوِّئِي حَوْلِي لِتَرقَى غِبطَتِي
مَاسَناءُ البَيْتِ إِلاَّ مَرْيَمُ
اِملَئِي الإبْريِقَ عِلْمََا نَافِعََا
وارتَقِي حَيْثُ اسْتُطِيبَ المَغْنَمُ
ذَاقَ قَلبِي كَوْثَرًا فِي جَنَّتِي
حِينَ زِنْتِ البَيْتَ رَاقَ المَطْعَمُ
فَاحَتْ الأشْعَارُ مِنِّي عَنْبَرًا
فَازْدَهَى شِعْرِي وَأَنْتِ المُلْهِمُ
رُمْتِ أَعْلَى قِمَّةٍ عِلْمِيَّةٍ
مِثْلَمَا يَرْقَى الأَعَالِي الهَيْثَمُ
بقلمي
الشاعرة سميرة الزغدودي
تونس
29/06/2019
***********************
***********************
أكتب تعليق