جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك

يوسُــفُ الصِدِّيق ( قصة سيدنا يوسف مما ورد في القرآن الكريم) ..
بهاء الدين بدوي
نظمها على نهج بردة الإمام البوصيري
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏=======================
يروي علينا الإلهُ أحسـنَ القَصـــصِ
في سورةٍ أُنزِلت موفورةِ الحِكَــمِ


هو يوسفُ المُجتبي من بين إخوتــه
حلاه رب السما بالنور والوسـم

فحين كان غلاماً في طفولــــــته
كالبدر في حسنه يخطو على قـدم

تتتيه كلُ العقول في مكارمــــــه
فهو الكريم الذي يزدان بالشيــم

وأبوه بين الورى يعلو كما العلــــم
ذرية أكرمت أنظـر لجدهــــم

وإزداد بشراً به من بعد أن سمــــع
رؤيا رواها عليه رآها في الحلـم

إحدى عشر كوكباً والشمس والقمــر
خروا له سجداً ملقين بالسلـــم

وقال إخوة يوسف يالحسرتنـــــا
وباتوا في غلهم يغلون كالحمــم

وراع قلب أبيهم ظاهر الحســـــد
وقال ينصحه إحذر من النقـــم

قالوا لوالدهم يوسف بأعيننـــــا
هيا ودعـه لنا يرتع ويســتهـم

وأجمعوا أمرهـــم والله مطلـــع
ألقوا الفتى وحده في الجب والظلم

عادوا لمنزلهم والدمع منهمـــــر
ظنـوا بأن البكـا قد يخفى اللـؤم

يلفقون الخداع بألسن الكــــــذب
جهلوا بأن الريـاء غير مكتتــم

قالوا بأن ذؤيب عليه قد وثبـــــا
ماكان ذئباً ولكن كيد مكرهـــم

وأباهـــم المبتلى لله مبتهــــلا
بالصبر والتسليم غير منهـــزم

ورآه ســيـارة للجـب قـد وردوا
فاستبشروا وشروه بأبخس القيـم

كان العزيز بمصر يرتجي ولــــداً
فقال لزوجـه ياطيب مغتـنــم

فأكرميه عساه سوف ينفعنـــــا
أو نتخذه لنا كالإبن والرحـــم

وحين شب الفتى عن طوق صبوتـه
وكان مع حسنه في رقـة النسـم

وراودته التي في بيتها نشـــــأ
عن نفسها والفتى بالله معتصــم

وحين همت به قــد فر وانطلــقا
هرباً الى ربه والأمر منحســـم

لحقت به لتزيد من غوايتـــــه
والنفس حين الهوى لاتأبه اللجـم

لما رآها العزيز إستزرفت عبـــرا
وإن كيد النسا هيهات ينهـــزم

وإستشهدوا شاهداً من أهلها شهـد
بأن يوسف حتماً غير متهـــم

ولامها نسوة من أهل بلدتهــــا
تسلوا عزيز البلاد وبالفتى تهــم

فأعتدت للمـلاح وثيـــر متكــإٍ
ليرين من ذا به هامت ولم يهــم

سُحر النساءُ به وقطعن أيديهـــن
سبيت عقولهن وهو محتشـــم

وقد تراءى لهم من بعد ماعلمــوا
أن يسجنوه ليخرس كل من يلــم

فقال أهلاً به سجـــنٌ يجنبنــي
كيد اللواتي لهن غرائز البهـــم

وكان في سجنه فتيان قد سجنــا
عهدوا بيوسف علماً فوق علمهـم

وقال أولهم رأيت في الحلــــم
الخبز أحمله للطير والرخــــم

وأما ثانيهم فقد رأى ملكـــــاً
يعصر مداماً له من أيكة الكُــرُمِ

وفى وأفضى لهم بأحسن العبــر
تأويله للرؤا إرث من القــــدم

قال لأولهم دنيـــاك لن تــدم
وأما ساقي الملك يبرأ من التهــم

الى الهدى والتقى يجهر بدعوتـه
والله فرد أحـد أنشانا من عــدم

وكان يحكم مصر حينئذ ملـــكٌ
نادى على قومه أفتوني في حلمـي

إني أرى في الرؤا سبعاً من البقر
عجف ويأكُلَنّ مثلهم دســـــم

وكذا سنابل خضراً عدها سبعــاً
ومثلهن سنابل لاندى بهـــــم

قالوا له ضغث يأتي وينصـــرم
عجزوا ولم يعلموا فالعلم منعــدم

جاؤوا إليه بيوسف بعد أن علموا
فضلا تجلى به بالنور والحكـــم

وحين عرفهم مايغشى سيدهـم
قـروا له كلُهم بالعلم والعظـــم

نبي الله غدا بالله منتصـــــر
وحبل الله دوماً غيـر منفصـــم

بهر الملك مارأى من كامل الشيم
وولى يوسف حكماً فيه يحتكـــم

على خزائن مصر كان مؤتمنـا
ميزانه يستوي بالعدل والقيـــم

أهدَاه رب الورى علماً من اللدن
وعلم الله هدى ينجي من الظلـــم

وأبدى يوسف جوداً غير مستتر
وأضحى في قومه للعز مستنـــم

وجــاء إخوته سعياً الى المـــدد
من بعد جدب طغى بالأرض والأكـم

جهلوا أخاهم وماعرفوه بالنظــــر
وقد أحاط بهم الحاذق الفهــــم

حكوا له وأفاضوا مرســـل الكلـم
والقلب في شوقه للعقل يحتكـــم

قال لهم برهنوا عن صدق قولكـــم
فإن رأيت أخاكم تحظوا بالنعـــم

وإن تراءى لنا أن الحجـــى كـذب
فلن ترون هنا كيلاً ولا ذمــــم

عــادوا بعيرهم سعياً لقريتهـــم
ليفعل الله أمراً كان منحســــم

وجدوا بضاعتهم ردت لرحلهــــم
عرفوا بأن العزيز صادق الكلـــم

تمضي الليالي تداوي كل ذي ألـــم
وجرح يعقوب ينزف غير ملتئــم

وجاء أنجاله يرجونه طلبــــــاً
يترك أخاهم لهم يكتل ويغتنـــم

وافق أبوهم لهم من بعــد أن طلب
أن يقسموا عنده بأعظم القســـم

وبعد أن قدموا للأب موثقهــــم
رحلوا لمصر لكي يحظون بالقسـم

وقبل أن يرحلوا أسدى لهم نصحــاً
والنصح من مثله فيض من الحكـم

وقال لاتدخلوا من باب واحــــدة
لغاية عنده تخفى عن الفهــــم

رحل البنون لمصر يرتجوا أمـــلاً
ودوا بأن يغنموا بالمير والنعـــم

أبدوا ليوسف طـراً كامـــل الأدب
شيم الكرام به حاشـاه ينتقــــم

أنى لقلب حنا يجتـر لهفتـــــه
والروح عند اللقا تهفو الى الرحـم

أوى إليه أخاه حين أبصـــــره
وقال لاتبتئس قد زالت الغمــــم

والله جل عـلاه خير من مكــــر
ينجي عباداً له من جوف ملتقـــم

يوسف أيا ســيداً وفيت بالذمــم
من ينصرن الإله’ غير منهـــزم

نعود أدراجنــا للمشـهد العــمم
ولكل مبتدإٍ خبرٌ ومختتــــــم

فبعد أن أوثق الإخوان رحلهــــم
وكانوا قد أكرموا بالمير كلهـــم

نادى منادٍ قفوا هيهات ترتحلـــوا
سرقت صواع الملك والكل متهــم

قالوا هلموا انظروا ماعندنا خبـــر
ماجئنا نفسد أو نسرق بأرضكــم

سأل الجنود وإن كانت برحلكـــم؟
ردوا يجازى به رقاً على الجــرم

وكان يوسف قد أوعز لعسكـــره
بأن يدسوا الصواع برحل أصغرهم

بدأوا بأوعية الكبار لم يجــــدوا
صاعاً وهم يعلموا والسر مكتتــم

وإستخرجوا الكاس من أحمال آخرهم
بهتوا ولم ينطقوا وليسوا بالبكــم

قالوا لكي يبرأوا من شبهة التهــم
له شقيق أتى بالفعل من قـــدم

وأصر يوسف أن يأسر صغيرهــم
وأبى الكبير أبد يبرح لدارهـــم

عادوا لوالدهــم كمثل دأبهـــم
قصوا عليه الحجى مبدين صدقهـم

أمسى أبو الولدان دهره دهـــم
وأضحى في قومه حرضاً كما العدم

ذكرى الحبيب تراود قلبه أبــــداً
ماأصعب الدمع إن فاضت على هرم

وزاد من حزنه صلف بقلبهــــم
جاروا ولم يلزموا في حمية النـدم

يالوعة القلب إن ضاقت به الحيــل
يأتي البلاء كمثل السيل من عـرم

فكــان يشكو الى مولاه مايجــد
وعينه أبيضتا من ظلمة الألـــم

لكن فضــل الكريم حين يقسـمـه
بكن يكن ويأتي البشر مرتســـم

أمل وصبر جميل غير منقطـــع
بقلب إبن الخليل فهو لن يضـــم

ودعـا جميع بنيه ليرحلوا قصصـا
عن يوسف وعساه الشمل يلتئــم

حسن ظنونك يامن ترتجي ســببا
إن الظنون مـداد اللوح والقلــم

شدوا الرحال وهم يحدوهم أمـــل
أن العزيز سيعفـو عن عزيزهــم

قالوا له مسنا ضـر ومغتــــرم
والفقر قد هدنـا والقحط في الأكـم

نرجو عطـاء الكريم وأنت ذو كـرم
والله جـل عـلاه يجــزي بالنعم

وحين حدثهم بلســان قومهـــم
أفضى وذكرهم بجــل فعلهـــم

وقال إني ليوسـف والصغيـر أخي
من الإله علينـــا بـارئ النسـم

بهتوا ولم ينطقوا من وطأة الخجـل
وأبدى يوسـف لهم عفوا بلا نقـم

نزع القميص وأعطـاه لإخوتـــه
وقال ألقوا به في وجه شيخكــم

يرتد نور البصـر ويُبرا من سقـم
وهذا أمر الذي أنشانا من عــدم

وكذا آتوني به والأهـل كلهـــم
ليكمل المبتـدي في حسن مختتـم

وألهبوا عيرهم سعيـاً لوالدهــم
وكان في داره بالصبر ملتـــزم

ونادي في قومه ماأنـا خـــرف
وهذا ريح الحبيب ولست بالوهـم

ياإبن اسحاق جاء البشـر مبتسـم
وأتى البشير اليك بالقميـص رمي

اليوم عيد وشمل الجمع ملتئـــم
ونور القلب بضي العين منسجـم

وأقر أبناؤه بالذنب والجــــرم
لجأوا لوالدهم يدعو لربهــــم

وقال محتسـباً إني سأدعـــوه
فهو الغفور الذي قد جـاد بالكرم

سعياً الى يوسف قد ساقوا نوقهـم
والأب من شوقه والوجـد لم ينم

وفي ديار الحبيب أنخـوا عيرهـم
في وصف يوم اللقا سيعجز القلم

وأتاهم يوسف مستوصل الرحــم
وقال مرحى إدخلوا بالأمن والسلم

وأجلس الأبـوان بعرشـه أدبــا
سجدوا له مثلما قد كان في الحلـم

وقال ياأبتي رؤياي في القِدَمِ
وهذا تأويل ماقد كـان مكتتــمِ

وأحمد الله إذ أنجاني من ظلـــم
لتكتحـل مقلتي بالأب والرحــم

وذا فضل الكريم غيـر منقطـع
تنـام عين الورى واللـه لاينــم

فاقصد حماه وكن موحـدا أبـدا
وكل مستعصـم بالله لن يُضَم

وصلِ ربِي وسلم دائماً أبداً
على النبي الذي أنجانا من ظُلَمِ




***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *