اقرأ ايضاً

ويرقص صهيون فرحًا

فنون - أغسطس 18 2023

شكرًا جزيلاً

فنون - أغسطس 04 2023

هل بدات فرنسا تخسر مجالها الحيوي و حقوقها التاريخية في افريقيا

فنون - أغسطس 04 2023
جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

مع البحر .🏖️

فنونأغسطس 18, 2023

مقهى الرصيف....🦜🤗.

فنونأغسطس 18, 2023

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك


الأدب والعدالة والقانون

العقيد بن دحو

61462602_2167022990013775_6037811664043114496_n

غريب أمر الأدب ما من يمر يوم إلا يكتشف الثقف اللقف , بأنه لم يترك صغيرة وكبيرة إلا أحصّاها , بل وجدته شريكا إن لم يكن احد مكوناتها.
الدراس لسوسيولوجية الأدب والناقد ( ألفا- بيتا- جاما) أي النقد ونقد النقد ونقد نقد النقد , يجد أن النص الأدبي لا يختلف عن نظيره النص القانوني التشريعي مادة ورقما ونصا تفريريا وتطبيقا ونقضا...
ولما كان النص الأدبي الجيد , اللفظ الجيد بالمعنى الجيد قائم اساسا وأسا على العدالة الشعرية بكل تجليات العدالة , سلطة تشريعية وتنفيذية , بل متهمين وقضاة ومحامين ومحلفين.
ولما كان النص الأدبي الجيد لذى الكاتب والقارئ على طرفي قضية متلازمين , ذاك يعني ان العدالة الشعرية داخل النص ذاته بلغت من النزاهة مبلغا يليق بالذائقة الابداعية لذى الكاتب.
ولنا بأهم قواعد المسرح الكلاسيكي التقليدي فدوة وعبرة , حين نصّت أهم قواعده على القانون لا يجب ان يكون مناهضا للعدالة الشعرية.
فالنص الروائي المخطط له سلفا والمهندس له حتما سيحقق مبدأ عدالة , حين يمسك الرجل الفنان...الرسّام...الناحث...الموسيقي...الممثل... الراقص بالحياة , ويعيد توزيعها حسب قاعدة الغناء وعدالة الرقص كما تقول الحكمة الزنجية (هامباته أمبا).
اذن ليست وحدها العدالة والقانون بمستقلين عن الحياة , بل هما الحياة , لذا اذا كان القاضي احيانا يلجأ الى روح القانون ويلجأ الى المحلفين والى المحامين والى المرفق القضائي , نفس الشيئ نجد داخل النص , وكأن القدر يقود شخوصه الى العدالة حتى خارج ارادة الكاتب او عكس اهوائه وميولاته ورغباته , فالكاتب الذي يلجأ الى دموعه الأخيرة كنعوه ( الكاتيرسيز) الفني , رغما عليه لا بطل , فهناك قوى غيبية قادت الجميع ال العدالة الشعرية بما فيهم الكاتب والقارئ الى انسياق قانوني خالي من العاطفة التي جبلت عليها البشر , فقادت هذا البطل الى السجب , وذاك الى ذفع ضريبة , وذاك الى البراءة , وذاك الى احكام مشددة واخرى مخففة
.69511860_2355446664504739_8651549793396457472_n.jpg?_nc_cat=105&_nc_oc=AQl_PwX6LYbZHUglEUbbXYtV80Ow8t1MjKumPKD4r6GFcDDeDRxYRy1FS8uQ-Zipk4Q&_nc_ht=scontent.fcai10-1
ان الفن الجيد كما يقول ( ستانسلافسكي) المسرحي الروسي قائم على النسبة والتناسب , أي بالأخير على القانون والعدالة , وتبقى نزاهة النص (....) من نزاهتهما.
لقد صدقت الإغريق قديما حينما نعثت شعراء الدراما التراجيديا المأساة الثلاث ( صوفوكل - يوريبيدس- اسخيلوس) بالقضاة.
اليهم وحدهم هؤلاء الثلاث تعود اليهم التقاضي بالنصوص الشعرية الجيدة.
العدالة الجيدة هي من تأسر في هلع ساحر آسر القارئ المحلف , وتجعله بدوره يصدر احكاما قضائيا وفي نفس الوقت هي احكاما نقدية أدبية , وبموجبه يصير شريكا بالفعل القضائي التقاضي. يجمع بين النص القانوني والنص الأدبي.
كم هو عجيب وغريب أمر الأدب كما هو في مجتواه الذر فيه كامن , لا افراط ولا تفريط , ينصف المظلوم حتى يأخذ له حقه , وحيث لا اجتهاد مع النص , يبقى النص والمشرع والشرطي المنفذ مستترا او يحال الى الضمير شرطي الأعماق , حيث يحكم المذنب على نفسه بنفسه , وحيث يحكم النص الأدبي على نفسه.



***********************


***********************

الوسوم:

أكتب تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *