جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
نقدAkid Bendahou

الأدب والعدالة والقانون


الأدب والعدالة والقانون

العقيد بن دحو


غريب أمر الأدب ما من يمر يوم إلا يكتشف الثقف اللقف , بأنه لم يترك صغيرة وكبيرة إلا أحصّاها , بل وجدته شريكا إن لم يكن احد مكوناتها.
الدراس لسوسيولوجية الأدب والناقد ( ألفا- بيتا- جاما) أي النقد ونقد النقد ونقد نقد النقد , يجد أن النص الأدبي لا يختلف عن نظيره النص القانوني التشريعي مادة ورقما ونصا تفريريا وتطبيقا ونقضا...
ولما كان النص الأدبي الجيد , اللفظ الجيد بالمعنى الجيد قائم اساسا وأسا على العدالة الشعرية بكل تجليات العدالة , سلطة تشريعية وتنفيذية , بل متهمين وقضاة ومحامين ومحلفين.
ولما كان النص الأدبي الجيد لذى الكاتب والقارئ على طرفي قضية متلازمين , ذاك يعني ان العدالة الشعرية داخل النص ذاته بلغت من النزاهة مبلغا يليق بالذائقة الابداعية لذى الكاتب.
ولنا بأهم قواعد المسرح الكلاسيكي التقليدي فدوة وعبرة , حين نصّت أهم قواعده على القانون لا يجب ان يكون مناهضا للعدالة الشعرية.
فالنص الروائي المخطط له سلفا والمهندس له حتما سيحقق مبدأ عدالة , حين يمسك الرجل الفنان...الرسّام...الناحث...الموسيقي...الممثل... الراقص بالحياة , ويعيد توزيعها حسب قاعدة الغناء وعدالة الرقص كما تقول الحكمة الزنجية (هامباته أمبا).
اذن ليست وحدها العدالة والقانون بمستقلين عن الحياة , بل هما الحياة , لذا اذا كان القاضي احيانا يلجأ الى روح القانون ويلجأ الى المحلفين والى المحامين والى المرفق القضائي , نفس الشيئ نجد داخل النص , وكأن القدر يقود شخوصه الى العدالة حتى خارج ارادة الكاتب او عكس اهوائه وميولاته ورغباته , فالكاتب الذي يلجأ الى دموعه الأخيرة كنعوه ( الكاتيرسيز) الفني , رغما عليه لا بطل , فهناك قوى غيبية قادت الجميع ال العدالة الشعرية بما فيهم الكاتب والقارئ الى انسياق قانوني خالي من العاطفة التي جبلت عليها البشر , فقادت هذا البطل الى السجب , وذاك الى ذفع ضريبة , وذاك الى البراءة , وذاك الى احكام مشددة واخرى مخففة.ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‎Akid Bendahou‎‏‏، و‏‏‏وقوف‏ و‏نظارة شمسية‏‏‏‏
ان الفن الجيد كما يقول ( ستانسلافسكي) المسرحي الروسي قائم على النسبة والتناسب , أي بالأخير على القانون والعدالة , وتبقى نزاهة النص (....) من نزاهتهما.
لقد صدقت الإغريق قديما حينما نعثت شعراء الدراما التراجيديا المأساة الثلاث ( صوفوكل - يوريبيدس- اسخيلوس) بالقضاة.
اليهم وحدهم هؤلاء الثلاث تعود اليهم التقاضي بالنصوص الشعرية الجيدة.
العدالة الجيدة هي من تأسر في هلع ساحر آسر القارئ المحلف , وتجعله بدوره يصدر احكاما قضائيا وفي نفس الوقت هي احكاما نقدية أدبية , وبموجبه يصير شريكا بالفعل القضائي التقاضي. يجمع بين النص القانوني والنص الأدبي.
كم هو عجيب وغريب أمر الأدب كما هو في مجتواه الذر فيه كامن , لا افراط ولا تفريط , ينصف المظلوم حتى يأخذ له حقه , وحيث لا اجتهاد مع النص , يبقى النص والمشرع والشرطي المنفذ مستترا او يحال الى الضمير شرطي الأعماق , حيث يحكم المذنب على نفسه بنفسه , وحيث يحكم النص الأدبي على نفسه.



***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *