الفن والحياة
العقيد بن دحو
عموما وبعيدا عن التعريفات الكلاسيكية النمطية ولا حتى السفسطية ,
البيضة أم الدجاجة !؟ الفن او الحياة أيهما أسبق للوجود ومن يقلد من....!؟
الحياة على العموم هي التي تقلد الفن وليس
العكس , الحياة محاكاة لأفعال نبيلة للفن.
الحيدث عن الفن والحياة هو الحديث عن الدين
والفن , إذ لا حياة دون فن ولا فن دون حياة.
وان فرضنا يجب على المرء أن يكون جميلا في
مأكله وملبسه ومشربه ووجه لنقص أصيل بالحياة.
وبما أن الحياة بالطبع ينتابها نقصان ووجد الفن
بكل انواعه وبكل اطيافه ومذاهبه ومدارسه , ليقرب الحياة من مفهومنا العام والخاص.
وإذ الفن هو الانسان مضافا الى الطبيعة , لا بد
ان يشكل حوارا داخليا بين الانسان ونفسه , وبين الانسان وأخيه الإنسان والمحيط
بشكل عام. الجماعة او اسطورة
واذا عرفنا ضرورة الحياة للمرء , ان المرء يعيش
مرة واحدة بحلوها ومرها , يتدخل الفن ليكسبعا طعما وذوقا خاصا بجميع الحواس الخمس
وحتى الحاسة السادسة منها.
وعندما يمتزج الفن وملكة الابداع والخلق
والجمال بحب الحياة , تكون لحياتنا معنى , معنى فردي وجمعي , واذ هو يتشكل , يشكل
المحيط به.
لا تكفي الصناعة اذا لم يصحبها مرّاس وحرفة
وموهبة تدهش ونذهل وتصيب الناس الأخرين بالهائل.
الحياة جميلة وزادها الفن جمالا وانسنة , أي
اضفى عليها الطابع البشري الانساني , يشكل قربى ثقافية او هي مصلى فنية كما تقول
السيريالية. اساسه الحلم والأمل , الأمل في غد اجمل واروع وامثل , والحلم حين يكون
اسطورة الفرد , وحين يكون حلم اسطورة جماعية.
الفن ورغم تقدمه على الفن إلا انهما سيان لقيمة
وجدانية واحدة لها معنى انساني بالمقام الأول. إذ لا حياة بلافن ولا فن بلا حياة ,
وانما خلق البشر ليحسن العالم.
قيمة البشر أن تضيف شيئا لهذا الوجود , يضمن لك
حياة اخرى بعد هذه الحياة.
ان يعمل المرء صالحا وجدانيا شعوريا ينفع الناس
ولو عن طريق التعزية والتخفيف عليهم من الألم .
دقاتُ قلبِ المرءِ قائلَةُ له *** إن الحياةَ
دقائقُ وثواني
وبما أن عمر البشر قصير بهذه الحياة , لم تعد
تكفي حياة واحدة وانما يجب ان يعيش عدة حيواة بالحياة الواحدة.
كما أن الفن الواحد لم يعد كافيا , وانما على
المرء الوهوب المبدع ان يطور ابادعه ومواهبه الى فنون اخرى...
اذ , يجب على كل فن ان يستمد قواه من فنون
واجناس فنية اخرى , تماما كما هي بالحياة ايضا.
***********************
***********************
