أدهم العقاد
فلسطين
---------
ربما كنت قد قابلتك من قبل
وصادف ان اصطدمت عربتي بعربتك
ولم اكترث لارتجاج
جسدي او للخلل الذي اصاب
عصب عقلي،
فسرت مسرعًا
دون أن التفت الى
الوراء
ولم تفزعني لمعة الدم
الذي نزف من العربة
وراح يستريح
كما الاسفلت
ربما.. !
ربما احرقت سيجارتي
حديقة منزلك
والمنزل
واثاثه الفاخر
وبراد المشروبات
الكحولية
ومصفّ العربات
ومصعد السماء
ربما!
ربما زجاجة البيرة
التي لم تسكرني
فأليقتها
على طول ساعديّ
من الطابق العلوي
أصابت رأسك
فأحدثت لك خدشًا ضئيلًا
فظننت انه بخار الهويتك
قد تبخر... ربما!
ربما ما تقيأته من الدم
والحسرة
وقطرات المطر
التي وقفت على شفتيَّ
المتورمتين
لبزخٍ في صناعة يديك
حين تفرغت لخلق مآسة
تقف على عظمتيّ من تراب
آلمس
وتكسى بجلد لين
ربما!
ربما الخمس سنابل
التي خرجت بين ظفري
والجلد الميت
كانت لموسم كنت تخطط
لقتل ربيعه
فماتت بفعل لكمة حب
طائشة
قبل ان يخترعوا لما
بينهما محراث
فافسد مزاجيتك وانت
تفكر
في خلق اول محطة للسماء
دون قطار كهربائي
او اخر يعمل بالفحم
كأيامي التي لم تعد
تصلح
سوى للحرق
ربما..!
ربما الكيس البلاستيكي
الذي سقط مني سهوًا
بين السكارى في شارع
الموتى
بعد ليلة كنت فيها ابحث
عن وجهي
وعن يقيني المتهالك
وعن ما نزعته من مسام
جلدي
وما انتزع مني
وما افكر في انتزاعه
اغلق مجرى التنفس لديك
لدقيقة فظننت انني ربٌّ
انافسك على عرش وردي اللون
واعبث بالطين كي يعاشر
خلودك
لينجب ولد صالحًا
يسمى في قاموس
الاحياء - موتًا صغيرًا
وقت الحاجة-
ربما...!
ربما القناديل التي
تفرغت لأصطيادها
بقذف البول عمدًا
فأحرقتها
كانت تؤدي الى حانتك
المفضلة
فتعثرت في الظلمة
وانشق شرخٌ في عظم
ساقيك
ربما..!
ربما ما تدفق من راسي
من دم فاسد
اشعل حربًا بين كلبك
الوحيد
وقطتك السادية
قطع حبل الود بينهما
فكانت معضلة عرت عجزك
امامك ربما..!
ربما لم تحتمل ما كتبت
وما كنت اخطط لكتابته،
فصنعت سفينة ورقية
بأجنحة ملائكة تائهة
غرقت في منيّ الصحراء
فصعدت ظهر نعامة حبلى
دون ان تكترث
لثقل الخرائط التي رسمت
وطرت الى فوق متجاهلًا
حسرتي في كل انكساراتي
من صمتك
وحاجتي في الخلاص
كما حاجتك لنرجسيتك في
الخلود وحدك!
ربما...!