لابد بالأخير أن يسود الأمل اسطورة وحقيقة
العقيد بن دحو
الجميع يدرك الصعوبات
وعلى كل الجبهات وعلى جميع المحاور الأفقية الرأسية وحتى الفضائية التي تمر بها
الحزائر دولة وشعبا , إذ ما يمس فردا واحدا يمس الجماعة فرحا او قرحا , على جميع
المحاور السياسية الإقتصادية الإجتماعية الثقافية وايضا محاور أخرى.
وأنا أتحدث عن الأسطورة
, ليست كما هو متخيل لدى العامة , او هي من اساطير الأولين لا غناء فيها. انما
اتحدث عن الأسطورة كميراث للفنون (....) كما تقول الحكمة , وعندما نقول الفنون :
ليست هز أكتاف و أرداف , وثقافة الزردة والهردة كما يقول المفكر الألمعي الموسوعي
العلامة المرحوم الجزائري مولود قاسم نايث بلقاسم. وانما كل الفنون الصناعية
والابداعية المادية والمعنوية , ولا سيما عندما تتغذى تلك المحاور الأنفة الذكر
بفعاليات الفكر والثقافة.
الأسطورة كشبيه
بالتاريخ او كما يقول المفكر المستشرق روجي غارودي او رجاء غاردي : " لبناء
حضارة يلزمنا تاريخ والشبيه بالتاريخ
" .
والشبيه بالتاريخ : هو
كل اساطير وخرافات وحكايا شعبية ومعتقد واعراف شعبية متعاهد عليها متوارثة أبا عن
جد.
تقول الأسطورة
الإغريقية : حين كلف جد البشرية او أبا البشرية , بجلب النار من مملكة السماء داحل
صندوق , ولما نزل بها الأرض ألقي عليه القبض وقيّد او صفّد او ربط على جذع شجرة
تنهش وحش الطير كبده ليلا ليتجدد نهارا.
لما فتح الصندوق انتشرت
كاغة الأمراض ارجاء المعمورة , ولم يبق بقاع الصندوق إلا شيئ واحد ألا وهو (
الأمل) او Hope
.
كان لا بد للمرور على
هذا الخيال المكون الفعلي للقريحة البشرية ووليد الابداع البشرية , فالبشر اذ
تناضل وتجاهد في سبيل حريتها الفردية مع الجماعة ومساواة الجماعة مع الفرد. ,وأذ
حرية الفرد مع الجماعة حياله , وحرية الجماعة بالنسبة للفرد اسطورة.
وبين الحرية والمساواة
الضرورب لبناء الخبز والترف حضارة الحكم الديمقراطي , يولد الأمل.
رغم كل شيئ لا بد ان نبتسم
او نفرح ان نسعد , بل ان نوزع الفرح والسعادة على الأخرين .
تأكذ وانت تسعد البعض
يحسدك على هذه النعمة الربانية والهبة السماوية , بل صار الأمل صناعة للتنمية
البشرية.
الحقيقة المرة هو لا
يمكن تغيير الحال دون ان نحاول ان تغيير من احوالنا , اذ العالم انسان عالم صغير.
والتغيير الذاتي لا بد له من مكون قكري , نلك الفكرة التي تغير وجه المحيط كما
تقول الحكمة الالمانية.
الحقيقة المرة : تقول
لم يعد بالإمكان ابداع اكثر مما كان.
ومع ذلك الابداع والخلق
املته الحاجات الفيزيولوجية البيولوجية الأنثربولوجية البشرية , ودون شك الوسائل
الحديثة ولا سيما تلك المتعلقة بالاتصال والتواصل عبر مختلف تلك المنصلا
للاجتماعية , وفكرة تراكم النعم هي الضمن الأكيد لفسحة الأمل. وما دامت قسحة الأمل
صارت ممكنة يكون الابداع دائما قائما , وان النجاح البشري ممكنا حتى ان كانت
الظروف الطبيعية وغير الطبيعية غير مؤشر على الفعل.
بالأخير لابد ان يسود
الأمل , مادامت الشعوب متمسكة بموروثها الحضاري بشقيه المادي واللامادي , ومتصالحة
مع الطارئ الذي يسبق عصره وحتى قبل تسجيلة ضمن حقوق تسجيله وتأليفه .
ما احوجنا الى الأمل
كفكرة اولا وكصناعة وكإبداع وخلق حتى قبل ان يكون مجرد خيال او سلاح لمن لا سلاح
له كنوع من انواع الهروب الى الأمام.
***********************
***********************