من أحاديث النفس :
يعمل فى مجال الطيران ،، يشرّق ويغرّب فى بلاد الله الواسعة بحكم عمله ، ثم يعود إلى مسكنه فى عمارة كبيرة ، بها عشرات الشقق ، وفيها كثير من السكان ،،
ذات مساء ، حكى لنا عن كثير من سفرياته المتعددة ، وما رآه وما سمعه فيها ،،
ثم فاجأنا بقوله :
لله الحمد ،، أنا فى حال ممتازة ،، علاقاتى كلها طيبة ، إلا أننى أصاب أحيانا بداء الحقد اللعين ،،
وعلى من ،، على طائفة واحدة بعينها ،، لا أحقد على أحد غير أفراد هذه الطائفة ،،
ثم إنه تلقى مكالمة هاتفية ،، قطعت حديثه ليرد عليها ،،،
وطالت المكالمة ، وجميعنا فى لهفة لمعرفة تلك الطائفة التى يحقد عليها هذا الرجل ،،
وبعد أن أنهى مكالمته ، إذا باثنين منا ،، فى لحظة واحدة ، يقولان : أكمّل يا باشا ،،
فقال :
تخيلوا ،،،،،،،،،،،،،،، أنا أحقد على طبقة البوابين ،، وأستغفر الله العظيم .
فسُئل : لماذا ؟
فقال بالعامية :
البواب من دول ، شغله جنب سريره ،،
أبعد مشوار ممكن يشد له الرحال ، لايزيد عن آخر الشارع ( فى شراء الحاجات للسكان ) ،،
لو طلب لبن العصفور يحضر ،،
لأن كل الباشوات والبهوات فى العمارة بمناصبهم ووظايفهم ما يرفضوا له أى طلب ،،،
يعنى لو عايز حضرته يعيّن كل سنة 10 شباب فى أجدع الوظايف ،، يعملها ،،،،، وببلاش .
عمرى ما سمعت له صوت عالى هو ومراته ،، مفيش خناقات بينهم خالص .
وسيبكم من دا كله ،،
عياله الصغيرين ،،
الواحد فيهم طول النهار فى مدخل العمارة زى الجن ، يلعب ويتنطط ، وحافيين ، ولابسين نص هدوم ، أو من غير هدوم ،،،، ومع كدا ما يعرفوا للدكتور طريق ،،،،
تروحوا لعيالنا ،،
جميع وسائل الراحة و المحافظة عليهم متوفرة ،
الواحد منهم لابس كويس جدا ، وياكل كويس جدا ،، ويتأمر ،،،، يلبس إيه ، وما يلبسش إيه ، ياكل إيه ، وما ياكلش إيه ،،
ومع كدا ،،، زباين مستديمين عند أكبر الدكاترة ،،
علشان كدا،،، أنا بأحقد على طائفة البوابين ، آهــ
ضحكنا كثيرا ، بل إن بعضنا قهقه ضحكا ،،،، ثم قام فقبله .
هذه واقعة حقيقية ،، قد تلفت النظر ، بل وتستحق الدراسة والتأمل .
فتأمل .
صلاح جاد
سلام
***********************
***********************