قصة / القطة الصماء
الفائزة بالمركز الخامس
بمسابقة القصة
بقلم القاصة / نسمة عطا
عياد حنا / مصر
....
اسمي بوسي ؛ قطة في
منتصف العمر، بيضاء ، هادئة ، صماء !
قد تتعجبون من معرفتي
لاسمي برغم صممي! أجيبكم ببساطة : بأنه من البديهي عند البشر تسمية القطط الإناث
باسم بوسي والقطط الذكور باسم بوسبوس ، لذا أتوقع أن أرباب البيت الذي أعيش فيه قد
أطلقوا عليَّ هذا الاسم . هو اسمٌ لطيفٌ على أية حال .
رزقتُ بثلاثة أطفال؛
اثنين منهم لونهم أبيض مثلي ، أما الثالث فرمادي اللون مثل أبيه ، أشعر بالخجل
وأنا أحدثكم عن زوجي لأني أحبه جداً ؛ تعرفتُ عليه منذ بضعة أشهر ، لطيفاً ،
حنوناً ، ويحبني كثيراً ، حين رآني أول مرة وأنا أجلس فوق سور البيت نظر باتجاهي
ثم أصدر مواءً لطيفاً ، سمعته بقلبي، تغزلني، نحن القطط نجيد الحب والغزل مثل
البشر تماماً ، تجاهلته في بداية الأمر كنوعٍ من الدلال ، نحن القطط وخاصةً الإناث
منا نجيد الدلال مثل الإناث من البشر تماماً، لا أنكر إنني أعجبتُ به وبلونه
الرمادي الجميل وبصوته الساحر ونظراته الحنونة ، أحببته ، وكلما أتاني أمام البيت
وناداني بصوت موائه العذب وسمعته بقلبي المحب، خرجت له خَجِلة ، تطورت بيننا
الأمور بسرعة وتزوجنا ، ولحسن الحظ أنني حملت وأنجبت أبنائنا الثلاث . وعليه
أصبحتُ و زوجي بوسبوس سعيدين جداً. أخبرته أن ابننا الرمادي يشبهه كثيراً ، وأنه
يحب الخيار والطماطم بخلاف أخويه اللذان يحبان السمك وأعضاء الدجاج المطهية .
اكتشفت ذلك بعد فطامهم، ضحك لهذا الأمر الغريب ، شكوته من أرباب البيت أنهم ينسون
أن يضعوا لنا الملح عند طهي الطعام ، فتمَّسح في ملاطفاً مهوناً عليَّ الأمر .
أعلم أن أعمارنا نحن
القطط قصيرة، إلا إنني لا أخاف على أبنائي الصغار بعد موتي ؛ فهم يعيشون في أمان .
أحمد الله أننا نعيش في بيت أناسٍ طيبين ، نحن أوفر حظاً من كثير من القطط الذين
يعيشون في الشارع مشردين بلا مأوى أو طعام، يتعرضون للأخطار وللموت كل لحظة.
***********************
***********************