وَحيدَةُ الآهِ..لا مأْوى وَ لا أُسَرُ
تَبْكي الخَسَاسَةَ غَصْبًا وَهْيَ تَصْطَبِرُ
عنيدَةٌ واجهَتْ موْتًا وما رَضخَتْ
رغْم الطِّعانِ لِغَدْرٍ خَطَّهُ البَشَرُ
سهْمٌ يمرُّ بقلْبِ البنْتِ في سرَعٍ
سهْمٌ مقيتٌ من الأَدْرانِ يَنْتَشِرُ
يا موْتُ يا منْ تَلوْتَ الحزْنَ مقْتَضبًا
لوْ كنْتَ إنْسًا لَثارَ الناسُ وانْتَصَرُوا
كأنَّ حصَّتهَا في أمِّ عيشَتهَا
قسْط الكآبَةِ لا جَذْلٌ ولا سَمَرُ
لا يَسْتليذُ بِهَا في المُرِّ يسْمَعهَا
إلَّا الّذينَ لهُمْ في ما وَعوْا خَبَرُ
فقلْتُ للنّاسِ في قحْطٍ وقدْ ضَجرُوا
ثورُوا وكيْفَ يَثورُ البائِسُ الضَّجِرُ
ألا لحَى اللّهُ وضْعًا زادَ كُرْبتنَا
وضْعٌ بدَا بِفنونِ النَّزْفِ يَسْتعِرُ
نَحْنُ الصُّقورُ..سَمتْ عُلْوًا إذا انْجَرَحَتْ
حتَّى أطَلَّ شِرارُ البومَةِ النُّكُرُ
لا ليْسَ يُقْلقُنا ظلْمُ الكبارِ لَنَا
لِأنَّنَا سَيّدوا الأقْوامِ لوْ بَصرُوا
لا بَأْسَ يا بَلَدًا ماتَ الفقيرُ بِهِ
إذا الْتقَى بِزُناةِ اللَيْلِ يَفْتَخِرُ
تبًّا وَسُحْقًا دوْمًا دائِمًا أبَدًا
للفقْرِ والظّيْمِ..إنَّا مَعْشرٌ غِرَرُ
جلال بن روينة
***********************
***********************