عَشِقْتُكِ حَتَّى الهُيَامُ انْتَحَرْ
لِيُبْعَثَ مِنْ قَلْبِ حِبٍّ شَعَرْ
وَ يُحْيِيَ بَعْدَ المَمَاتِ نَبَاتًا
فَيُثْمِر حُبًّا عَقِيمُ الشَّجَرْ
هَوَيْتُكِ وَ الحُبُّ بِالصَّدْرِ رُمْحٌ
يُمَزِّقُ شِرْيَانَ قَلْبِ القَدَرْ
وَ أَدْرِي بِأَنِّي سَأَبْقَى غَرِيبًا
وَ أَصْلَى وَحِيدًا لَهِيبَ سَقَرْ
عَشِقْتُكِ حَتَّى الغُيُومُ تَأَذَّتْ
فَأَدْمَعْتُهَا بَعْدَ حُزْنٍ مَطَرْ
وَ مِنْ خَلْفِهَا الشَّمْسُ تَرْثِي ضِيَاهَا
فَنُورٌ لَهَا بِالدُّنَا مَا ظَهَرْ
نُجُوُمُ اللَّيَالِي شَكَتْنِي لِبَدْرٍ
فَبِتُّ أُغَازِلُ ضَوْءَ القَمَرْ
لَعَلَّ الهَوَى فيكِ يَغْفِرُ ذَنْبِي
وَ مَا مِنْ حُشَاشَةِ صَدْرِي بَدَرْ
أُحِبُّكِ رَغْمَ انْكِسَارِ المَرَايَا
أُحِبُّكِ رَغْمَ حِجَابٍ سَتَرْ
أُحِبُّكِ رَغْمَ اخْتِلافِ الضَّحَايَا
وَ رَغْمَ التَّنَائِي وَ طُولِ السَّفَرْ
وَ رَغْمَ قُرُوحِي الَّتِي عَذَّبَتْنِي
طَوَالَ السِّنِينِ وَ غَدْر البَشَرْ
أُحِبُّكِ حَتَّى أَصِيرَ سَمَادًا
أُغَذِّي وُرُودًا عَلَى ذِي الحُفَرْ
أَلَسْتُ الَّذِي فِيكِ قُلْتُ قَصِيدًا
فَمَا نِلْتُ إلَّا جَزَاءَ الغَجَرْ
مَدَحْتُ، مَدَحْتُ فَمَا قُلْتِ حُسْنَى
وَ لَيْتَ المَدِيحَ فُؤَادَكِ سَرْ
أَيَقْضِي المُغَازِلُ دَهْرًا طَوِيلًا
يُعَانِقُ ظِلَّا لِيَرْبَحَ شَرْ؟
صَهٍ! لَا تُجِيبِي فَفِي البُؤْسِ حَتَّى
أَقُولُ ( أُحِبُّكِ رَغْمَ الخَطَرْ)
أَنَا مَنْ يَرَاكِ بِعَيْنٍ تَرَاهُ
وَ مَنْ لَا يَرَاكِ إذَا مَا بَصرْ
وَ مَنْ لَنْ تَرَيْهِ وَ لَنْ تُبْصِرِيهِ
إذَا مَا مَسَحْتِ الدُّنَا بِالنَّظَرْ
أَنَا ذَا أَمَامَكِ، كُلٌّ يَرَانِي
سَقِيمًا وَ فِي وَحْدَتِي أُحْتَضَرْ
أَخُطُّ القَصِيدَةَ هَذْيًا بِحُمَّى
لِأُكْدْرِكَ أَنَّ الهُيَامَ انْتَحَرْ
فريد مرازقة - 07 نوفمبر 2019
***********************
***********************