جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
نقدAkid Bendahou

" الأجواد"(عبد القادر علولة) كنقص القادرين على التمام

 

" الأجواد"(عبد القادر علولة) كنقص القادرين على التمام

 


العقيد بن دحو

 

مالم يٌفهم بعد من لدن المتتبعين والمعجبين , وكذا سائر المثقفين و الأدباء والفنانين أن ( الأجواد) النص الدرامي/التمثيلي للمخرج المرحوم الشهيد عبد القادر علولة , ومن ضمن مجموعة ثلاثية كاملة متكاملة : ( الأجواد - الخبزة - اللثام) .

 

لم يكن في علمهم أن النص الجميل هذا يمكن تحويله الى عدة أجناس أدبية وفنية أخرى , كالرسم , النحث , الموسيقى السيمفونية , التعبير الجسدي الكوريغرافي , وحتى السينما.

 

لماذا هذا التقصير , أنا ارجعه الى سوء فهم , وعدم النظر الى الفن بالرؤية الشاملة للفن , وانما نكتفي لما عورض أمامنا من عرض ( تكفيري - تطهيري) أرسطي , على الرغم من أن اسلوب وفلسفة نص المخرج المرحوم الحداثية التجريبية الملحمية ( البريختية) .

 

و أنا أقول هذا الكلام على مجمل نصوصنا الجزائرية الإبداعية في شتى دروب روائع الفكر و الفن , أين يكتفي الشاعر بسرد ( زبوره) على جمهور بائس و انتهى الأمر.

 

كم اعجبت بتلك النصوص الدرامية العالمية التي لم تتوقف عند كاتبها الأصلي أو مبدعها الأصلي او عند جيل واحد , بل أستطاعت أن تجد العين المبصرة و البضيرة , و أن تحولها الى ايقونة جميلة لا تقل روعة عن نصها الأصلي , و كأنها في معبد أو مصلى فني مشكلة قربى ثقافية خالدة.

 

- (بينلوب) تتحول الى نص موسيقي عالمي خالد :

 

بينلوب زوج " أوليس" بطل " الأوديسا" تتحول بكل خوارقها وصواعقها , وابطالها و انصاف الهتها و ألهتها الى موجات واهتزازات موسيقية فيها ينخفض ( التواتر) الهرتزي , وينخفض معها راسم الإهتزاز المهبطي لضربات القلب , واذا ارتفع ( التواتر) يرتفع ايضا ضربات القلب , وتتحرك هواجس المتفرج وعواطفه , فما توشك أن تهدأ حتى تضطرب , ويعيش الجميع العازف الموسيقى على مختلف الألات الموسيقية النحاسية والوترية والكهربائية و الإيقاعية , ويبدو " المايسترو) المخرج بتلك العصيا الصغيرة يقود كونا بأكمله الى عوالم متداخلة , والى عوالم أخرى. انه يمسك بالحياة بالجمال بالفن ويعيد توزيعها حسب قاعدة الغناء وعدالة الرقص كما تقول الحكمة الزنجية " هامباتا امبا) . أو : " هناك انصاب تتكلم وهناك انصاب تغني) كما يقول ( بول فاليري.

 

كانت هذه ملحمة ( الأوديسا) الشعرية المطولة للشاعر الملحمي الكفيف (هوميرزس) اليوناني القرن ( - 5 ق: م). تتحول بقدرة ساحر الى قطعة موسيقية بمسرح باريس مؤلفها هذه المرة (جبرائيل فوريه و رينبه فوشو).

 

ما الذي حولناه من مآثرنا الثقافية و الأدبية و الفنية , سوى البكاء على الأطلال ولعن وسب الظلام , وبذلا أن نوقظ شمعة زمنعلم من جديد بأثر رجعي.

 

اننا لا نغرف كيغ نترجم ونقرأ اعمالنا من جديد ليست القراءة التي كتب بها مؤلفها الأصلي الأول , ونكتفي بالتكبر والتعالي الفارغ واليباب المقيت.

 

- أونتجون ايضا تتحول الى نص موسيقي , وايضا الرسام الفنان السيريالي ( بيكاسو) يحول " دافني) الى لوحة فنية خالدة , وهي تتحول الى شجرة , وايضا ( ميلوزين) القصيدة الشعرية ابولينير وهي تتحول الى جنس أخر فني لحظة تحولها الى جنية أو الى افعى مجنحة.

 

والعديد العديد من تلك النصوص العالمية الدرامية وغير الدرامية التي تحولت الى أجناس فنية أخرى.

 

هكذا يتم قراءة النصوص الأدبية من جديد , عندما تجد الرأس الكامل الإمتلاء بالرأس الكامل الإعداد , الرأس المفكرة , التي لا تكتفي بالقراءة الستاتيكية العابرة للزخرف , وانما القراءة الفنية.

 

ما أصعب اليوم على فنان واحد موحد أن يدرك ما يجري حوله من العالم , ان لم يكن شاملا , ليس متعدد اللفات فحسب و انما متعدد المواهب , اذ فن واحد لم يعد يكفي , وكل جنس أدبي أو فني ينتهي الى الضيق بذات نفسه ان لم تلحقه نفائس الأداب والفنون العالمية الأخرى.

 

لا تتباكوا على الشهداء ( عبد القادر علولة ولا عز الدين مجوبي ولا عبد الرحمان ولد كاكي) بتكرار المكرر وتجريب المجرب , وانما أن كنتم ( رجال) و ( فحولة) و ( حلالف) حولوا مآثرهم/نصوصهم الى اجناس فنية أخرى مع الإحتفاط بالعنوان الأصلي , وان يرى الجمهور ( صراط بومدين)/جلول الفهايمي وغيره من الممثلين الذين كانوا قرسانا على خشبة مسرح وهران العتيق يزأرون , ويقضون مضاجع الجبناء , نريد ان نرى كل هذا في رسم لوحة فنية أو في منحوتة أو بقطعة موسيقية.

 

العالم تغير منذ الحرب العالميو الثانية و انتم لا تزالون تبحثون عن قارئ مجنون , لم يعد قائما إلا في رؤوس عششت بها عناكب الأقدمون.

 

اعطوا معنى جديد حديث للفن وسوف ترون كل شيئ من حولك يتغير : بيئة وتاريخا وعرقا أو ترابا وانسانا وزمنا.

 

فالتغيير يا جماعة ( فكرة) فإن لم تتغيروا , ولم تفكروا فحليمة دائما تحوم حول عادتها ودارها القديمة.

 

امنحوا فرصة لأنفسكم , ودمقرطوا الفن و الثقافة والأدب فلا تكونوا (أوليغارشيين)/دكتاتوريين) أكثر حتى من الدكتاتورية نفسها

 

لا تموتوا وانتم تتمسكون بفكرة : " في يوم واحد وفي مكان واحد يتم فعل واحد لفن واحد لشخص واحد " !.


***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *