جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
آراءنقدAkid Bendahou

القطعة الخشبية - المسمار - المطرقة - الجمهور

 

القطعة الخشبية - المسمار - المطرقة - الجمهور

 القطعة الخشبية - المسمار - المطرقة - الجمهور

القطعة الخشبية - المسمار - المطرقة - الجمهور

العقيد بن دحو

 


يبدو من خلال العنوان أعلاه - بيت القصيد - أن الحديث سوف يكون على ورشة نجارة ليس إلاّ , وبكل ما يميزها من عقابيل ومن تخطيط و اعداد و أيدي ماهرة صانعة , لتنتهي بالأخير على تحفة فنية , يكون فيها الإنسان مضاقا الى الطبيعة بل الحياة فيها هي التي تقلد الفن

 

بالحقيقة القول ولب القول عن الجمهور ذاك الفردوس المفقود حتى الأن لأي مادة تعرض له تشكل بالمقام الأول والأخير مادة حوار , بين المنتج والمستهلك

 

حتى إذا اشتكت قطعة خشبية مسمارا أن تؤلمني و تشق أحشائي , أشتكى بدوره المسمار لو رأيت حجم المطرقة التي تطرق رأسي , وقتئذ ماذا يقول الجمهور ؟

 

الممثل/الفنان يشتكي , المخرج يشتكي , الكاتب أو المؤلف يشتكي , وبدوره اللوم كل اللوم لا يقع على عاتق ( الجمهور)

 

فالجميع يشعر بقوة الضغط التي تشج أم رأسه

 

خلو القاعات من الجمهور يعود الى عدة ضغوطات أملتها ظروفا طارئة اجتماعية ثقافية اقتصادية سياسية

 

فاليوم الجميع يعلم أن الجمهور لم يٌعد لمثل هذا الظرف

 

حتى " اذا ما شبعت الكرش تقول للراس غني " كما يقول المثل الشعبي

 

دون شك لا تسأل عصفورا جائعا التغريد , كما لا تسأل محتاجا ابداعا , فالإبداع عموما انتاج غنى وليس وليد فقر , بقدلا ما يقدر الفقر : " ديّة الكسل " كما يقول الشاعر الإغريقي ( هزيود)

 

الكل متكامل , اذا لا يمكن أن نعالج ( الجمهور) كحالة انفرادية و انما ككل متكامل , بيئة وتاريخا وعرقا/أو انسانا وترابا وزمنا

 

لا يمكن فصل الجمهور عن الظاهرة الإجتماعية السوسيولوجية من دور كايم الى بن خلدون الى روبيرا اسكاربيب

 

ان كل ( حدث) ثقافي أو فني أو سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي يفترض وجود مؤلفين و أثار وقراء , وأن كل ( حدث) يقتضي وجود مبدعين و آثار وجمهور , وهو يكون ميدان تبادل يربط بوسيلة معقدة جدا من الفن و التكنوبوجيا و التجارة و جماعة

 

و اذا كان وجود افراد مبدعين يطرح مشاكل في التأويل النفساني و الأخلاقي و الفلسفي , كما تطرح ( الآثار) نفسها مشاكل جمالية و أسلوبية ولغوية و تقنية أما وجود الجماعة/الجمهور فيطرح مشاكل ذات طابع تاريخي و سياسي اجتماعي بل اقتصادي ايضا .

 

عموما التقاء النيات بين الملقي و المتلقي كفيل بتخفيف الضغط

 

اما اذا ظلت تشتكي القطعة الخشبية من المسمار والمسمار من المطرقة , كونهم يدركون مخرجات العبث انهم لا يقومون بالنهاية بأي شيئ نبيل انساني فالمطرقة تطرق , والمسمار يشق لحاء الخشب و بالنهاية لا شيئ تشكل أو صٌنع أو خٌلق , فلا تسأل عن جمهور كامن في بيته , أهون له من أي بيت لا يجد فيه نفسه لا حلما ولا صورة ولا كلمة ولا فكرة ولا فعلا

 

تبدو ورشة نجارة , وما يليق بها يليق بحرفة وصناعة جمهور الغد , جمهورا مشاركا متفاعلا , وليس جمهورا غفلا مغيبا لا يعنيه مما يسرد عليه من

 

حماقات الكبار او الصغار أو أشباه المثقفين و أنصاف الفنانين الى غيرهم

 

ما احوجنا اليوم الى جمهور لا يكتفي بالشكاية و الألم , وانما يكون مبعثا للأمل و للأنطلاقة من جديد مهما كانت هذه الجدة و الشدة والانتياه


***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *