َأمْطَارُ السُّكَّر
أحمدأبوإلياس - 2009
..
قُولِي "صَبَاح
الْخَيْرِ" لِي حَتَّى أَرَى
ضَـوْءَ الصَّبَـاحِ
لَبَنًـا وُسُكَّـرَا
وَذَوِّبِـي فِـي
قَهْوتِـي ابْتِسَامَـةً
فَـلا يَكُـونَ
طَعْمُهَـا مُـمَـرَّرَا
وَأَسْكِنِي يَدَيَّ
فِي كُوخَيْـنِ مِـنْ
فُـلِّ يَدَيْـكِ
لَحَظَـاتٍ أُخَــرَا
وَبَـذِّرِي كُـلَّ
الّـذِي مَلَكْتِـهِ
مِنَ الْهَـوَى
عَلَـيَّ كَـيْ أَبُـذِّرَا
تُهْدِينَ لِي
الفَضَـاءَ كَـيْ أَزْرَعَـهُ
لَـكِ ضُحَـى
وَنَجْمَـةً وَقَمَـرَا
وَأَسْدِلِي جَفْنِيـكِ
بَعْـدَ لَحْظَـةٍ
كَيْ تُدْخِلِينِي
فِيهِمَا وَحْـدِى أَرَى
وَأَقْطِفَ النُّجُـومَ
مـن لَيْلَيْهِمَـا
وَأُطْعِـمَ الْهِـلالَ
حَتَّـى يَكْبـرَا
عِيْنَاكِ - يَا
فَاكِهَةَ الْهُـدَى-هُمَـا
مَدِينُـةٌ وَرْدًا..
وأُخْـرَى عَنْبَـرَا
وَشَاعِـرَانِ
يَدْخُـلانِ دَفْـتَـرِي
لِيَكْتُـبَـا
جُنُـونِـيَ الْمُـقَـدَّرَا
رَسُولَ صَمْـتٍ
خَاشِعًـا، وَرَاءَهُ
رَسُـولُ كِلْمَـةٍ
يُصَلِّـي صُـوَرَا
وَفِيهِمَـا آمَنْـتُ
بِـي؛ وَفِيهِمَـا
قَوَافِـلُ
التُّفَّـاحِ تَعْبُـرُ الْـقُـرَى
وَغَابَتَانِ عِشْـتُ
فِـي صَيْفَيْهِمَـا
مُسَافِـرًا؛ وَلا
يَـمَـلُّ السَّـفَـرَا
أُجَمِّعُ الْعُصُورَ
فِي جَيْبِـي نَـدًى
وَأَقْتَنِـي عِنْـدَ
الشِّتَـاءِ الْمْطَـرَا
جُسُورَ ضَوْءٍ قَدْ
بَنَيْـتُ بَعْضَهَـا
وَبَعْضُهَا قَبْلِـي؛
وقَلْبِـي عَبَـرَا
فَصَّلْتُ أسْفَـارِي
قَمِيـصَ مُتْعَـةٍ
شِعْرًا حَرِيـرًا؛
بِالـرُّؤَى مُـزَرَّرَا
أَشُمُّ حَرْفِي مِـنْ
زُهُـورِ سَهَـرِي
فِي جَنَّتَيْـكِ
مَنْظَـرًا.. فَمَنْظَـرَا
فَيَا "صَبَاحَ
القمْحِ" يَـا سَحَابَتِـي
وَقَـدْ شَرِبْـتُ
مَطَـرًا مُسَكَّـرَا
يُطيِّـرَ الْحَمَـامَ
مِـنْ طُفُولِتِـي
فَاسْتَقْبِلِـي
حَمَامِـيَ الْمُطَـيَّـرَا
وفَرِّحِي العِيَـالَ
فِـي قَصِيدَتِـي
وَطَمْئِنِي
الْمُزَارِعِيـنَ فِـي الْقُـرَى
حُبُوبُ نَبْضِي فِي
مَوَاسِمِ الرِّضَـا
فاسْقِي؛ سَقَاكِ اللهُ
مِنِّـي العُمُـرَا
عَرَفْتُ مُنْذُ
صِغَرِي النَّخِيـلَ وَالْـ
ـمُنَى؛ وَأَنَّ فِي
الصُّعُـودِ خَطَـرَا
وَجِئْتِ - يَا
نُبُوءَةَ الْحُقُولِ-كَـيْ
تُعَلِّمِي قَلْبِـي
الصُّعُـودَ الْخَطِـرا
وَعَدْتُ نَخْلَةً
بِمُشْطٍ مِـنْ يَـدِي
وَسَعْفُهَا شَعْرٌ
عَلَى كِتْـفِ الـذُّرَا
وَمَا وَفَيْـتُ
بِالْوُعُـودِ فَاسْمَحِـي
لِي أَنْ أفُـكَّ
شَعْـرَكِ الْمُضَفَّـرَا
يَزُفُّنِـي
لَيْمُونُـهُ فِــي شَـمَّـةٍ
فِيهَـا تُوَزِّعِيـنَ
خَمْـرًا أَسْمَـرَا
وَأَعْلَنَـتْ
أَصَابِعِـي ضَيَاعَـهَـا
فِي مَوْجَةٍ منـهُ
تَسَـاوِي أَبْحُـرَا
لَمْ تَرْضَ أَنْ
تَعُـودَ مِـنْ لَمْسَتِـهِ
فأَدْمَنَتْ - فِي
لَمْسِهِ-الْمُخَـدِّرَا
وَلتَغْفِـرِي
سَذَاجَتِـي الَّتِـي رَأَتْ
بَدْرَ الْمَسَا
أَعْلَى، وَنَخْلِي أَقْصَـرَا
فقد لَمَسْتُ تَحْتَ
شَعْـرِكِ الـرَّؤُو
فِ - يَـا
أَمِيـرَةَ-النَّخِيـلِ قَمَرَا
أَصْبَحْتُ طِفْلاً فِي
فُضُولٍ سَـارِحٍ
حَتَّى وَإِنْ رَأْيْتِ
جِسْمِـي أَكْبَـرَا
صَدَّقْتُ فِيـكِ مَـا
إِذَا سَمِعْتُـهُ
مِنْ غَيْرِ قَلْبِي،
قُلْتُ: "لا؛ حَتَّى أَرَى"
***
فَزَقْزِقِي عَلَـى
غُصُـونِ نَظْرَتِـي
وَذَوِّبِي فِي نَـهْرِ
سَمْعِـي السُّـكَّرَا