استراحة كاتب سياسي
أوراق أدبية
إني أظَلُ عليكِ مِنْ قَطْرِ النَدى!!
بقلم: محمود كعوش
قالَ لها:
يا ضفةَ الهوى ويا شاطئَ الصَبِّ
العميدِ، أُرسلُ إليكِ في هذا الصباحِ الدافئِ والجميلِ أطيبَ تحيةٍ من إعماقِ
أعماقِ القلبْ
يا إغفاءةَ العِشْقِ والأملِ القريبِ
ويا مَنْ بينَ يديكِ أوتاري وقيثاري وعودي، صباحك رياضٌ من الورود والزهور يصلُكِ
عِطْرُها على جناحِ الأثيرْ، ومساؤكِ كما صباحُكِ وكما كلُ أوقاتَكِ ورودٌ وزهورٌ
عطرةٌ وأكثرَ وأكثر
ثم استرسل قائلاً، لكن هذه المرةَ من
قصيدة لصديقه الشاعر رشيد الجشي:
"إني أخافُ عليكِ يا محبوبتي
والخوفُ هذا ما مِثْلُه مَثيلْ
إني أخافُ عليكِ مِنْ بَرْدِ المَسا
مِنْ زَقْزقاتِ الطيرِ في ظِلٍ ظَليلْ
بَلْ إنني أخْشى الحمامَ وَهَدْلَهُ
لَوْ زادَ في حينٍ فأزْعَجَكِ
الهَديلْ
وأخافُ حتى مِنْ مَلاكٍ حاسِدٍ
قَدْ غارَ مِنْ قَدٍ إذا مالتْ يَميلْ
إني أظَلُ عليكِ مِنْ قَطْرِ النَدى
مِنْ نَسْمَةٍ قَدْ تُؤذيكِ إبْانَ
الأصيلْ"
واختتم مُتسائلاً وراغباً بالاطمئنان:
ألا زلنا على ذاتِ الموعدِ أمْ أنَ
ثمةَ طارئٍ قَدْ طرأ وفَرَضَ التغييرْ؟
طمنيني عنكِ يا مهجةَ القلبِ وقُرَةَ
العينْ
طمنيني
أجابتهُ بلهفةِ المُحبَةِ المُشتاقة:
أجملُ نسماتِ الصباحِ وأدفأُ همساتِ
المساءِ عندما تداعبُ مشاعرنا ونحن نأملُ خيراً في يومٍ مُشرقٍ جديدْ
صباحُ ومساءُ الأملِ والتفاؤلِ
الوفيرينْ
صباحُ ومساءُ الرقيِ والجمالِ
الكثيرينْ
روحُكَ وتعابيرُكَ فظيعةٌ، أعشقُهما
كَمْ أعشقُهما
أعشقُهما بصدقٍ ما بعدهُ وما قبلُهُ
صدقْ
صباحُ ومساءُ الجمال والحبِ والسعدِ
والسعادةِ والهناءْ
أنا أشتاقُ إليكْ
كَمْ أشتاقُ إليكْ
كَمْ أشتاقُ كَمْ أشتاقْ!!
ثم أكملتْ قائلة:
اطمئن يا قلبي فلم نزل على الموعدِ ﺍﻟَّﺬﻱ
لطالما انتظرتُهْ
والذي لم أزلْ أنتظرهُ بفارغِ صبري
العنيد
والذي أظنهُ أمسى أقصرَ فأقصر، وأمست
معهُ رسائلي التي أُعدُها لحين المجيئِ باهتةً وتشكو مثلي ضيقَ الوقت، وكأني بكَ
أرْمُقُ هرولَةَ الساعةِ وهي تزفُ انتظاراتي لفجرٍ يتيمْ
كُن بِخَيْرٍ يا حياتي
كُنْ لي على الدوامْ
لا تكنْ لِغيري
محمود كعوش
kawashmahmoud@yahoo.co.uk